الشبيبة - العمانية
تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عددٍ من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بأهمية معالجة الثغرات بين البحوث والتطوير لمواجهة الأوبئة المستقبلية وضرورة تسريع وتيرة عملية مكافحة تغير المناخ بالإضافة لضرورة نشر الأمل لتجنب تداعيات الأمراض العقلية.
فصحيفة "ستاندرد" الكينية نشرت مقالًا بعنوان: "أهمية معالجة الثغرات بين البحوث والتطوير لمواجهة الأوبئة المستقبلية" بقلم "الدكتورة ميرسي كورير".
ووضّحت الكاتبة في بداية مقالها أن التهديد المتزايد لظهور وتكرار تفشي الأمراض المعدية ساعد في توضيح الإسهام المركزي الذي يلعبه البحث والتطوير والابتكارات المرتبطة به في إطار علوم الحياة إذ لا يمكن المبالغة في التأكيد على البحث والتطوير وقدرته على تكوين استجابة علمية وتقنية.
وقالت إن جائحة كورونا أظهرت للجميع ثغرات أنظمة البحوث الصحية لدى العديد من الدول والتي كانت بالفعل تحت الضغط، بالإضافة إلى جعل التحديات الحالية أكثر وضوحًا وأهمية.
وبينت أنه على الرغم من كل الفوضى التي أحدثها فيروس كورونا، فقد أسهم في تعاون وابتكار غير مسبوق مدفوعًا بمجموعة متنوعة من إعدادات البحث في كل من القطاعين العام والخاص.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يجيب نظام البحث الصحي عن الأسئلة التالية: كيف ندير الأوبئة الحالية ونتحكم فيها؟ كيف نمنع الأوبئة في المستقبل وكيف يمكننا أن نكون أكثر استعدادًا في حالة اندلاع مثل هذه الأزمات؟
ترى الكاتبة أنه للسيطرة على الأوبئة المستقبلية وإدارتها وللوقاية الفعالة منها والاستجابة لها، فإن هناك فجوات معرفية يجب معالجتها في مختلف المجالات ومجموعة واسعة من الأبحاث في العلوم الأساسية والعلوم السريرية وعلوم الصحة العامة وعلوم التنفيذ وهناك حاجة لدراسات السياسات والنظام لسد هذه الثغرات.
ووضحت أن هناك لبنتان أساسيتان في نظام البحوث الصحية لهما قيمة خاصة في السيطرة على الأوبئة في المستقبل وإدارتها.
أولًا: يُعد التمويل لتأمين أموال البحث وتخصيصها للمساءلة أمرًا أساسيًّا لأن هناك دائمًا مطلب كبير للإشراف الحكيم على أموال البحث من خلال تحديد وتوضيح الرؤية لنظام البحوث الصحية وإنشاء الموارد والحفاظ عليها لتعزيز واستدامة القدرة البشرية والمادية لإجراء البحوث الصحية وإنتاج واستخدام البحوث التي سيتم استخدامها لتنوير السياسات والاستراتيجيات والممارسات الصحية والرأي العام.
ثانيًا: تطوير استراتيجيات وآليات تمويل واضحة وذات صلة بالسياق والتي يمكن أن تعزز الاستثمار العام والخاص والدولي في البحث والتطوير في جميع أنحاء المنطقة.
وأكدت الكاتبة في ختام مقالها على أن الاستعداد لمواجهة تفشي الأمراض المعدية يتطلب الاستثمار المستمر في البحث في عددٍ لا يحصى من التخصصات بما في ذلك البحوث الطبية الحيوية الأساسية لفهم مسببات المرض والعوامل المسببة والأعراض والبحوث السريرية لتقييم سلامة وفعالية اللقاحات والأدوية الجديدة ويجب أن يكون لدينا استراتيجية بحث وتطوير أكثر قوة لضمان حل ناجح للأوبئة المستقبلية الكبرى مع الحد الأدنى من الخسائر في الأرواح.
من جانبه، أكد الكاتب "مارك ناسيلا" أنه لا يمكننا أن نؤجل عملية مكافحة تغيّر المناخ بعد الآن لأن هذه المشكلة بدأت تلقي بظلالها على الجميع في كل مكان.
وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة "مايل أند جارديان" الجنوب أفريقية إن من المحتمل أن يكون تغيّر المناخ أكثر تدميرًا لأولئك في الأسواق الناشئة الذين هم أقل استعدادًا للكوارث وغير مجهزين لإعادة البناء بعدها كما أنه أيضًا عائق محتمل أمام التقدم الذي تحرزه الدول في أفريقيا وشبه القارة الهندية وأماكن أخرى.
ويرى الكاتب أن هذا هو السبب في أن جميع الاستراتيجيات لمكافحة تغيّر المناخ أو التخفيف من آثاره تستحق الاستكشاف وتسليط الضوء، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والذي من المحتمل أن يكون حاسمًا في استراتيجيات العمل المناخي في أفريقيا.
ووضّح أن أسباب تغيّر المناخ عديدة ومتنوعة وتشمل الأسباب البشرية والطبيعية ولكن تأثير البشرية منها هو الأكثر ضررًا، كاستخدامنا المستمر للوقود الأحفوري الذي يملأ الغلاف الجوي بالكربون يؤدي إلى تدهور الغابات المطيرة وغيرها من مصائد الكربون التي تساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ.
وبين أن من أكثر التأثيرات وضوحًا ظاهرة الاحتباس الحراري فمنذ الثورة الصناعية، قمنا بالفعل بزيادة درجات الحرارة العالمية بنحو 1 درجة مئوية وهذا يعني المزيد من التبخر، وهو ما يعني بدوره المزيد من الأمطار الغزيرة في بعض الأجزاء، بينما يؤدي إلى تفاقم حالات الجفاف في أجزاء أخرى.
وأكد أن هذه التغييرات تؤثر على إمدادات المياه وتهددها وتزيد من احتمالات الكوارث الطبيعية والأوبئة وتجعل الزراعة أكثر صعوبة وتشكل تهديدًا وجوديًّا لبقاء البشرية المستمر.
وقال في هذا السياق: "لقد ولّت الأيام التي كان يمكن فيها للناس - وخاصة من هم في السلطة - أن يجادلوا بأن تغير المناخ لن يؤثر عليهم في حياتهم، وبالتالي، لا داعي للقلق بشأن ذلك، أصبح تغير المناخ اليوم محسوسًا في كل مكان تقريبًا، من فصول الصيف الحارة بشكل غير عادي إلى فصول الشتاء الباردة بشكل غير عادي والفيضانات السريعة والحرائق الجامحة والجفاف غير المسبوق وغيرها من الأحداث التي كانت تحدث مرة واحدة في الجيل السابق والتي أصبحت الآن شائعة".
وأكد في ختام مقاله على أن التحديات التي يفرضها تغيّر المناخ ليست مستعصية تمامًا ولكنها تتطلب إجراءات سريعة وحاسمة.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية مقالًا بعنوان: "تعامل مع الصحة العقلية بإعطاء الأمل للآخرين" بقلم "الدكتورة شيفالي شامشير" أكدت من خلاله على أن المرض العقلي يمكن أن يُصيب أي شخص بغض النظر عن العرق أو العقيدة أو الحالة الاجتماعية أو الوضع المعيشي.
سردت الكاتبة في بداية مقالها قصة رجل خريج جامعة محلية وكان يشغل منصبًا رفيعًا في سلطة محلية ثم واجه اليأس بسبب فقدانه لوظيفته الأمر الذي كان بمثابة صدمة له ولأسرته، حيث كان طوال السنوات الماضية مجتهدًا ومثابرًا في عمله.
وبينت الكاتبة أنه لحسن الحظ فإن هذا الرجل ساعده إيمانه الراسخ وأمله على الخروج من هذه الدوامة وأصبح شغله الشاغل هو نشر الأمل بين الشباب من خلال إظهار المسارات المتاحة لانتشالهم من اليأس أو الاكتئاب.
كما أنه يساعدهم في طلبات التوظيف ويمكّنهم من الإشراف على حياتهم فبعد أن تحمل تلك الأوقات الصعبة، أصبح يشجع الآخرين من خلال مثاله وشعاره المتمثل في عدم التخلي عن الأمل.
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك الكثيرين ممن تعرضوا لمثل هذه الضغوطات والمواقف الصعبة في الحياة انتهى بهم المطاف بالانتحار، لذا أصبح من الضرورة اليوم نشر الوعي حول عدم اليأس في الحياة وتسليط الضوء على الأشخاص الذي واجهوا تحديات الحياة بتمسكهم بالأمل.
وترى الكاتبة أن أفعالنا، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، قد توفر الأمل لأولئك الذين يعانون من الصحة العقلية.
وأكدت على أهمية الأخذ بيد كل من يعاني من أمراض نفسية بسبب ضغوطات الحياة خاصة بين فئة الشباب لأنهم معرضون لمشكلات الصحة العقلية من ضغوط العيش.