الشبيبة - العمانية
تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بجدوى تأمين الأصول الطبيعية وأهمية الاستمرار في التعلم بالإضافة لقضية إزالة العولمة المالية الهيكلية.
فصحيفة "كوريا تايمز" نشرت مقالًا بعنوان: "تأمين الأصول الطبيعية" بقلم الكاتب: "جوناس فون أولدينسكيولد" وهو رئيس لجنة التأمين التابعة لغرفة التجارة الأوروبية في كوريا.
استهل الكاتب مقاله بطرح تساؤل مفاده: لماذا نشتري التأمين؟ وفي نظر الكاتب سيجيب الكثير من الناس أنهم يريدون حماية شيء يهتمون به، مثل سيارتهم أو صحتهم.
ولكن ماذا عن الأشياء التي نأخذها كأمر مسلم به - العناصر التي كانت موجودة دائمًا، مثل الطبيعة والضروريات مثل الهواء النقي والماء؟ يرى الكاتب أن معظمنا - أفرادًا وشركات - نأخذ هذه الأمور كأمر مسلّم به، ولكن ماذا لو لم تعد متوفرة بعد الآن؟
بيّن الكاتب أن الموضوع الناشئ للحلول القائمة على الطبيعة يعالج هذه المخاوف إذ تُعرَّف الحلول القائمة على الطبيعة بأنها "إجراءات لحماية النظم الإيكولوجية الطبيعية أو المعدلة وإدارتها على نحو مستدام واستعادتها، وتتصدى للتحديات المجتمعية بشكل فعال وقابلة للتكيف، بينما توفر في الوقت نفسه رفاه الإنسان ومنافع التنوع البيولوجي"، بموجب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية.
وتطرق الكاتب لعدة حقائق توضح سبب أهمية الحلول القائمة على الطبيعة. أولاً: يقدر المنتدى الاقتصادي العالمي أن 44 تريليون دولار من توليد القيمة الاقتصادية - أكثر من نصف إجمالي الناتج المحلي العالمي - تعتمد بشكل معتدل أو كبير على الطبيعة وخدماتها وبالتالي فهي معرضة للخطر وسط تدهور الطبيعة.
ثانيًا، يمكن أن يكون الاستثمار في الطبيعة أحد أكثر التدابير فعالية للحد من تغير المناخ والتخفيف منه، حيث أثبتت الطبيعة قدرتها على التعافي الذاتي إلى حدّ ما.
علاوة على ذلك، تعمل الطبيعة على التخفيف من مخاطر العديد من التهديدات الناشئة التي نواجهها اليوم فيما يتعلق بالمخاطر المتعلقة بالطقس. فعلى سبيل المثال، الطبيعة فعالة للغاية في التقاط الكربون وتقليل آثار الكوارث المرتبطة بالطقس والكوارث الطبيعية.
وحول الدور الذي يمكن أن يقوم به التأمين في هذا الجانب، وضح الكاتب أن التأمين يضمن إتاحة تمويل التعافي المبكر عند حدوث كارثة وتؤثر على الأصول الطبيعية الحيوية.
وأعطى الفكرة الثورية لتأمين الشعاب المرجانية كمثال ملموس على ذلك إذ لا تحمي الشعاب المرجانية السواحل من العواصف والتعرية فحسب، بل توفر أيضًا فرص عمل للمجتمعات المحلية وتوفر فرصًا ترفيهيّة.
وأضاف: "في حين أن التأمين يعد آلية لتعويض واستيعاب الصدمات والتكاليف غير المتوقعة، إلا أنه يساعد أيضًا في إزالة المخاطر. نتيجة لذلك، يمكن أن تجعل الاستثمار أكثر جاذبية وتسريع المشروعات. ومن ثم، يمكن أن تكون شركات التأمين ضرورية في تمكين المزيد من الحلول القائمة على الطبيعة عن طريق إزالة المخاطر من الاستثمارات المطلوبة وتوفير تغطية للمخاطر المتبقية."
من جانبها، نشرت صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية مقالًا حول أهمية الاستمرار في التعلم من أجل النمو للكاتب "شنكر سانثيرام".
تحدث الكاتب في بداية مقاله عن مشروع العيادة البيطرية التي يعتزم إنشاؤها وكيف أن مثل هذه المشروعات الجديدة تتطلب قدرًا هائلًا من العمل وقراءة الكتب التخصصية والدراسة المستمرة واكتساب المعرفة.
ويرى الكاتب أن المرء بحاجة ماسة ودائمة للأدوات التي تساعده في التعلم المستمر حيث إن السمات الرئيسة التي يمتلكها الأشخاص الناجحون هي التزامهم بالتعلم مدى الحياة.
وبيّن أن أحد أكبر التحديات في الحياة هو أن نظل وثيقي الصلة بوظائفنا ومجالات خبرتنا، لذا فإن التعلم المستمر والتدريب المكثف يعدان أمرين حيويين خاصة مع زيادة متوسط عمر الأشخاص.
وقال إن تنمية العقل من خلال التعلم المستمر سيضمن للمرء الحصول على النتائج، فعندما تكرس نفسك للتعلم المستمر، سوف تتقدم في جميع مجالات الحياة.
ومن وجهة نظر الكاتب، فإن الأشخاص الأكثر فاعلية هم الذين يقرؤون كثيرًا ويحضرون المؤتمرات وحلقات العمل ويذهبون إلى العديد من المنتديات لأنهم مهتمون بأي شيء وكل ما يمكن أن يساعدهم على أن يصبحوا أكثر فاعلية ويحققوا نتائج تخدمهم وتخدم مجتمعاتهم.
وقال: "يجب أن تدرك أن التعلم أيضًا له مزايا جوهرية عميقة فهو يساعدك في تقديرك لذاتك. فبينما أن تتعلم، سوف تكتسب الكفاءة. وعندما تصبح مؤهلا فيما تفعله، تزداد ثقتك بنفسك".
وأضاف: "ستعزز ثقتك وكفاءتك الذاتية وستصبح أكثر قدرة على التكيف مع التغيير عندما يحدث. سوف يتحدى التعلم معتقداتك الراسخة وهذا يسمح لك بأن تكون متقبلا للأفكار الجديدة. فبشكل عام، يساعدك التعلم على تحقيق حياة شخصية أكثر إرضاءً."
وأكد الكاتب في ختام مقاله على أن هناك محفزين أساسيين للتعلم المستمر. الأول هو التعلم من أجل الرضا الشخصي والثاني هو التعلم من أجل التطوير المهني.
من جانب آخر، نشرت مؤسسة "بروجيكت سينديكيت" الأمريكية في موقعها مقالاً بعنوان "قضية إزالة العولمة المالية الهيكلية" بقلم الكاتب "أرفيند سوبرامانيان".
ووضح الكاتب في مستهل مقاله أن ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وتكاليف الاقتراض أدى إلى ترك البلدان النامية وبلدان الأسواق الناشئة بين المطرقة والسندان.
وبين أن صانعي السياسة إذا أرادوا عزل اقتصاداتهم عن هيمنة الدولار يجب عليهم التخلص من أوهامهم بشأن التعاون الدولي وفرض قيود على تدفقات رأس المال عبر الحدود.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن حملة التضييق النقدي الصارمة التي شنها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أدت إلى تضييق الخناق على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في الدول النامية.
وأشار إلى أن الارتفاع الحاد في قيمة الدولار مقابل العملات المحلية واكبته زيادات سريعة في تكاليف الاقتراض وأسعار المستهلك، مما ترك صانعي السياسة المحليين دون خيار سوى رفع أسعار الفائدة وتعريض انتعاشهم الاقتصادي الهش للخطر.
وفي هذا السياق شدد الكاتب على أهمية أن يقاوم صانعو السياسات في الأسواق الناشئة إغراءات العولمة المالية.
وأضاف أن العديد من الدراسات (أحدها من جامعة هارفارد) أثبتت أن "التدفقات عبر الحدود لرأس المال المالي الخاص لا تعزز النمو الاقتصادي المستدام إذ إن الفوائد الجوهرية من العولمة المالية، إن وجدت، قليلة جدًا لتعويض تكاليف الصدمات المفاجئة وهروب رأس المال وفقدان السيطرة على السياسة".
وأكد الكاتب في ختام مقاله على ضرورة أن يستعيد صانعو السياسات في الاقتصادات الناشئة السيطرة من خلال العودة إلى حركة رأس المال المحدودة نسبيًّا التي ميزت حقبة (بريتون وودز) وهي اتفاقية هدفت إلى استقرار الاقتصاد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، مبينًا أن هذا الأمر يتطلب تجاوز التدابير التي اقترحها صندوق النقد الدولي للتخفيف من مخاطر الزيادات المؤقتة في تدفق رأس المال.