أنيتا يوسف .. جدة ماليزية تجوب 91 دولة حول العالم بدراجة بخارية

مزاج السبت ٠٢/يوليو/٢٠٢٢ ١٧:٢٥ م
أنيتا يوسف .. جدة ماليزية تجوب 91 دولة حول العالم بدراجة بخارية

مسقط - خالد عرابي

أنيتا يوسف.. جدة ماليزية تمكنت في مغامرتها العالمية الأولى في عام 2018 من قطع مسافة 65 ألف كيلو متر بدراجتها البخارية ما بين 40 دولة من حول العالم، وتمكنت من تسجيلها في موسوعة الأرقام القياسية الماليزية وموسوعة الأرقام القياسية الآسيوية ، وها هي تعيد الكرة مرة ثانية في محاولة لقطع مسافة 100 ألف كيلو متر ما بين ربوع 51 دولة حول العالم وفي قاراته السبع لتصل من جنوب أفريقيا في الجنوب إلى "انتراكتيكا" أو القطب المتجمد ولدى رحلتها الحالية مرت بعمان ليكون للـ "الشبيبة" معها هذا الحوار لتحدثنا عن مغامرتها العالمية الحالية بدراجة بخارية..

في البداية حدثتنا عن نفسها فقالت: أن ماليزية و أم منفصلة، ولدي من الأبناء أثنان، أكبرهما 35 عاما والثاني أصغر منه، أنهيا دراستهما الجامعية وهم الآن يعملان، تزوج الابن الأكبر منهما ولديه ابنان أي أنني جدة الآن. وأضافت: كنت أعمل كمحاضرة ومدربة في أحد المعاهد التدريبية.

وعن أهداف هذه المغامرات العالمية قالت أنيتا: في المغامرة الأولى أردت أن أسجل لأكون أول امرأة مسلمة تجوب حول العالم بدراجة بخارية، وأن أعطي العالم فكرة أن المرأة المسلمة ليست كما يعتقدون بأنها منغلقة ومتخلفة، أو أن المسلمة والمسلمون رمز للارهاب، ولذا فخلال رحلاتي وحينما ألتقي بالبعض أتحدث معهم حول ذلك وأصحح لهم الكثير من المفاهيم الخاطئة لديهم وأشرح لهم حقيقة الإسلام السمحة .. ولكن في الرحلة الثالية فبجانب ذلك أردت أن أجعل الهدف أشمل وأن أدعم المرأة عموما ولذا عندما سافرت للدول الأفريقية تحدثت معهن عن أهمية التعلم والتعليم، وعليهن أن تطالبن بحقوقهن وخاصة في التعليم لأنهم لن يغيرن المجتمع إلا بالتعليم .. وأنني كمغامرة لن أستطيع أن أغير حياتهن وإنما هن اللاتي يمكن أن يفعلن ذلك إذا حرصن على أخذ المبادرة وسعين للحركة والتوحد للحصول على حقوقهن وتحقيق حلمهن في فعل ما أقوم به.

بداية المغامرة

وأرجعت قصتها وتوجهها للمغامرة إلى أنها كانت مشغولة بعملها كمحاضرة، ولكن في ذات الوقت كانت محبة ومغرمة بالسفر منذ فترة بعيدة وسافرت إلى عدد من البلدان ولكن جوا والتنقل من خلال وسائل المواصلات العامة، ولكن في العام 2012 تعرضت لمشاكل زوجية إلى أن تم الانفصال، فأرادت في حينها أن تقوم بشيء مختلف يشغلها عن هذه المشاكل، وفي ذات الفترة وبينما تتابع بعض وسائل التواصل الاجتماعي رأت في إحدى الصفحات الشخصية شخص ماليزي مغامر يسافر إلى العديد من الدول بدراجة هوائية وأنه يضع صور رائعة وكانت جولته في ذاك الوقت إلى قيرغيستان، فتسائلت لماذا لا أزور هذا البلد الجميل ومن خلال وسائل النقل الجماعي كما أفعل، وبالفعل تواصلت معه.

تضيف أنيتا قائلة: سألته عن هذا البلد (قيرغيستان) وزيارته والمواصلات العامة بداخله للتنقل فأخبرها عن رحلته ولكن قال لي أن تلك الدولة في ذاك الوقت لم تكن وسائل التنقل ولا البنية الاساسية بالكاملة، ولذا إذا أرادت زيارة تلك الأماكن التي رأتها والتجوال في البلد فعليها أن تختار حل من ثلاثة، إما أن تستأجر سيارة بسائق خاص، أو تتنقل بدراجة هوائية مثله، أو بدراجة بخارية "موتور سيكل"، لأن البلد كانت ما زالت في طور التنمية في وسائل النقل و المواصلات، وهنا بدأت أخذ الأمر بجدية وأفكر في اختيار الحل الأنسب، وكنت في حينها ما زلت أعمل، ولذا قررت المناسب لي وهو السفر بالدرجة البخارية، ولكن لم أكن أعرف قيادتها تماما، ومع هذا أشتريت دراجة بخارية من نوع "ياماها" بقوة 150 سي سي، وبدأت التعلم حتى أتقنت قيادتها ومن ثم بدأت التنقل والتجوال من مسافة إلى أخرى بدءا من مقاطعتي إلى خارجها إلى مناطق داخل ماليزيا، ثم بعد ذلك تجرأت للسفر بها إلى دول مجاورة مثل تايلاند ولاوس وكمبوديا وإندونيسيا، حتى قمت بعدها إلى قيرغيستان، حيث شحنت شحنت الدراجة البخارية عن طريق طيران " فلاي دبي " إلى طشقند في أوزباكستان، و سافرت منها إلى كازاخستان و تجولت بها، ثم إلى قيرغيستان - حيث أنها سبب قيامي بهذه المغامرة وهي الرغبة في رؤية الأماكن الجميلة التي كان يسافر إليها مواطني من قبل، ولكن أعجبتني المغامرة في حينها فلم اكتف بقيرغيستنان فتجولت في عدة دول مثل أخرى طاجاكستان ثم باكستان، وأخذت مني هذه الجولة في 2013 حوالي شهر كامل.

وقالت بعد ذلك وجدت أن قيادة الدراجة البخارية وتجوالي أنساني مشكلتي الشخصية ومشاكل الزواج وأحببت هذا النوع من المغامرات كثيرا، ولذا فحتى بعد العودة إلى بلدي بدأت أنني كلما وجدت وقت أخذ دراجتي وأذهب بها إلى أي مكان يخطر ببالي وهكذا استمر الأمر إلى أن جاء العام 2014، وهنا فكرت في القيام بجولة خارجية وبالفعل فكرت في الصين وفيتنام وكانت جولة لمدة ثلاثة أسابيع في الصين وكانت في مقاطعة هاينان بالصين، وحوالي أسبوع في فيتنام ثم عدت إلى بلادي وفي العام 2015 قمت بجولة أخرى لمدة أسبوعين في نيبال وتحديدا مقاطعة كاتماندو وكانت لمدة أسبوعين، وأصبحت كلما وجدت إجازة من عملي في التدريب أقوم بجولة خارجيةجديدة.

جولة حول 40 دولة

وأردفت قائلة: في العام 2015 قررت أن أقوم بجولة أطول من حيث الفترة والمسافة والدول التي أقطعها وكنت أتحدث مع أحد الأصدقاء ولفت نظري إلى فكرة أن يكون هناك رعاة لمغامراتي وهنا بدأنا نفكر سويا أن نجد راعي سواء كانت شركة أو أشخاص، وعرض علي صديقي أنه يعرف بعض الشركات التي يمكن أن ترعى مغامرتي القادمة، وبالفعل بدأت أقرأ وأطلع على الدول والمناظر والمسافات وطبيعة الأماكن والأشخاص لاختار الرحلة المقبلة ولكن لم أجد رعاة ولم أجد أي دعم من الصديق الذي وعدني بالدعم فلم أسافر ثم جاء العام 2016 وكان الوضع السياسي لبلادي ليس جيدا نوعا ما ولم أفكر في المغامرة لانفاق ما لدي من مال خاص فتريثت لبعض الوقت، ولكن وجدت الوقت يمر فقررت أن أبدأ من مالي الخاص حتى ولو لرحلة قصيرة، وكنت في عام 2015 قررت أن أقوم بجولة حول 40 دولة في 4 قارات، ولكن هنا غيرت الخطة إلى عدد أقل بكثير يتوقف على حسب ما يكفيه ما لدي من مال، خاصة وأن الظروف السياسية للدول تتغير، وقررت أن أبدأ من سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية ثم إلى أوروبا ومن ثم إلى أسيا.

وأوضحت قائلة: اخترت أمريكا ثم الذهاب إلى أمريكا الجنوبية في دول مثل بوليفيا وكولومبيا و الأكوادور وذلك لأنني كنت أحب زيارة هذه الدول، ولذلك حرصت خلال الجولة على عدم الإقامة في فنادق فاخرة وإنما فكرة التخييم في خيمة وفي بعض الأحيان في نزل صغيرة "موتيل" بأسعار معقولة، وحتى في بعض الأحيان كان بعض الأشخاص الذين أقابلهم للإقامة في أماكن إقامة آمنة كانوا يسألونني للإقامة في بيوتهم وكان هذا الجزء الأجمل من الجولة حيث الحديث مع هؤلاء الناس والتعرف أكثر على تلك البلدان وشعوبها وأماكنها وطبيعتها أكثر كما كانوا يوفرون لي في أغلب الأوقات الطعام والاقامة وهذا جعل الأموال القليلة التي كانت معي وكانت حوالي 25 ألف دولار والتي قررت أن أتجول بها في 15 دولة فقط تكفي لأن أزور 40 دولة وذلك خلال أكثر من عام وتحديدا 370 يوما، وهذه ميزانية ضعيفة جدا لمثل هذه المدة ولنا أن نتخيل السفر مع شحن الدراجة البخارية مع التأشيرات، وخلال تلك الفترة لم أتلق رعاية سوى من شركة ياماها التي قدمت لي الرعاية بتوفير الدراجة البخارية من ياماها، وشركة جيفي التي قدمت لي الرعاية بتوفير الإطارات والاكسسوارات والخوذة وبعض الملابس والقفازات واستمرت جولتي حتى العام 2018 م.

وأكملت قائلة: نظرا لأن هذه الفترة ولمدة عام خارج بلادي وفي أجواء وطبيعة مختلفة كان لابد أن أخذ راحة قبل أن أفكر في جولة أخرى وبالفعل أخذت راحة ثم فكرت في العام 2019 في جولة عالمية أخرى وبالفعل بدأت أفكر في أن تكون من أفريقيا وتحديدا من مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا وبدأتها بالفعل، واستمرت الجولة من جنوب أفريقيا حتى وصلت إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وكمن قد قطعت زيارة حوالي 16 دولة، ولكن حينما وصلت إليها كان قد بدأ (كوفيد – 19) في الظهور في بعض الدول ولذا تعطلت المغامرة الدولية الثانية وهنا قررت أن أتوقف لأن الحدود بدأت تغلق وتركت دراجتي البخارية مع أحد الأصدقاء ممن تعرفت عليهم هناك، ثم بعدها انتقلت إلى تنزانيا، ولكن الغريب أنني هناك لم أتمكن من العودة إلى ماليزيا ولا إلى أثيوبيا وبقيت في تنزانيا حوالي 13 شهرا وأنا انتظر، وبعدها حدث أن اندلعت حرب في أثيوبيا وكانت دراجتي ما زالت هناك، فقررت العودة إلى بلادي وأقمت ببلدي، ولكن في ديسمبر الماضي طلب مني صاحب المنزل في أثيوبيا أن أخذ دراجتي وإلا يكون من الصعب الحصول عليها لاحقا، ولكن حينما ذهبت لاحضارها رفضت الجمارك اعطائها لي لأن الدراجة بقيت في البلاد أكثر من عامين، وكانت لغة التعامل صعبة لأنهم لا يجيدون الإنجليزية حتى بعد ذلك أخذت صديق وكان معي بعض الصور مع رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد وقلت لهم هذه شهادة أو دعم منه فوافقوا على خروجي ومنها توجهت إلى جدة بالسعودية في فبراير 2022 واخترت أن أبقي رمضان في السعودية وانتقلت إلى مكة واعتمرت ثم سافرت إلى المدينة ثم إلى الرياض ثم إلى البحرين ومنها إلى قطر ومن ثم إلى عمان حيث أنا بها الآن .

وأكدت أنيتا قائلى: تمكنت خلال الفترة الماضية من تغطية 16 دول بالإضافة إلى 4 دول خليجية وبذلك أكون قطعت 20 دولة، وبعد ذلك سأتوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ثم إلى إيران بالعبارة ثم إلى أذربيجان ثم إلى أرمينيا و تركيا ثم إلى أوروبا حتى نهاية العام، بعد ذلك سأتوجه إلى لندن ثم إلى تورنتو بكندا ثم إلى ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية ثم إلى الأرجنتين ثم إلى "أنتراكتيكا" ثم إلى استراليا ثم العودة إلى بلادي وها هي الرحلة مستمرة و لكنني لا أدري متى تنتهي .