بقلم : علي المطاعني
شكل المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية بعد الاجتماع مع وزير خارجية المجر تحولا جذريا في مسيرة الوزارة على مدى 50 عاما الفائتة؛ وذلك لإعطاء هذه الزيارات الأهمية التي تشكلها في معالجة قضايا المنطقة والعالم وترسيخ الأمن والسلم الدوليين، بالإضافة إلى مناقشة التعاون الثنائي بين البلدين، وإبراز دور سلطنة عمان الإقليمي والدولي وإسهاماتها في مناصرة القضايا الملحة في العالم؛ الأمر الذي يبعث على الارتياح لهذه الخطوات الهادفة إلى إضفاء المزيد من الشفافية لما يجري في دهاليز وزارة الخارجية على كل الأصعدة والمستويات.
فعقد مؤتمر صحفي بعد اجتماعات وزيري خارجية السلطنة والمجر وتسليط الضوء على ما دار في المناقشات يعد تطورا إيجابيا من شأنه أن يوضح ما تحمله زيارات المسؤولين الدوليين للسلطنة والكشف عن مضامين اللقاءات للأوساط المحلية، وإيضاح الكثير من النقاط التي تدور حولها الزيارات، والرد على أسئلة الإعلاميين في بعض الجوانب غير الواضحة للرأي العام؛ أسوة بما تعمله الكثير من دول العالم في استضافة المسؤولين وخاصة وزراء الخارجية.
ولعل إشادة وزير خارجية المجر بالسياسة العمانية وما تبذله سلطنة عمان من جهود في تحقيق الأمن والسلم في العالم ودورها في المحافل الدولية أولى النتائج الإيجابية لهذه المؤتمرات؛ فهذه الشهادات الدولية من كبار المسؤولين في العالم عما تبذله سلطنة عمان من جهد على أكثر من صعيد من شأنه أن يعرف العالم بهذه الجهود، خاصة في ظل التسابق الإقليمي والدولي لإظهار أدوار الدول والشعوب، فهذه المؤتمرات من شأنها أن تكشف عن كثير مما يبذل في أروقة الخارجية العمانية؛ لعكس دور السلطنة في المحافل الدولية، وتفصح أكثر عما تبذله في مختلف المجالات.
كما أن هذه المؤتمرات تعد خطوة لالتفاف الإعلاميين ومراسلي وسائل الإعلام في الخارج على ما تبذله الخارجية العمانية من جهود، والتعرف على هذه الأدوار الكبيرة والتعاطي معها بشكل أكبر وأعمق على كل الأصعدة والمستويات، ويجعل الإعلاميين يفهمون أكثر عن منطلقات السياسة الخارجية العمانية ومبادئها التي تقوم عليها، كما توثق العلاقة بين الخارجية والإعلاميين في السلطنة، وسيصب ذلك في إطار أهمية توطيد الجهات الحكومية لعلاقاتها مع الأوساط الإعلامية كافة.
إن هذه الخطوة من شأنها أن تجعل السلطنة مركزا للأخبار في المنطقة، ويتردد اسمها في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية للمزيد من الانتشار؛ في ظل التهافت الدولي على إبراز الأدوار في الشأن الدولي، فالضيوف في معرض ردهم على أسئلة الإعلاميين ربما يفصحون عن جهود ومبادرات ذات أبعاد إيجابية تسهم فيها السلطنة في حلحلة القضايا الدولية؛ ففي السابق كانت تلك المبادرات والقضايا التي تبذل فيها السلطنة أدوارا إيجابية تعلن من عواصم أخرى في العالم، وبالتالي يغيب دور السلطنة على الصعيد الإقليمي والدولي.
هذه الموتمرات جاءت في الوقت المناسب، وتواكب النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - لإضفاء المزيد من الشفافية على عمل الحكومة ولإطلاع الرأي العام على ما يجري في البلاد ودورها على كافة الأصعدة والمستويات؛ بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة في المزيد من الوضوح في الأدوار داخليا؛ لما يشكله ذلك من أهمية في تعرف المواطنين على أركان الخارجية العمانية كجزء من الاستحقاقات الوطنية في وضع المواطن في الصورة بالنسبة لما يجري.
بالطبع لن تعقد مؤتمرات صحفية لكل الزيارات، وسيكون الأمر وفقا لأهمية الزيارة وطبيعتها ومحادثاتها وإلى غير ذلك من بديهيات يعلمها الكل؛ ولكن يبقى القول أنها خطوة رائعة في هدفها وجاءت في وقتها تماما. نأمل أن توفق وزارة الخارجية العمانية في مسيرتها في إبراز الدبلوماسية العمانية والتعبير عنها، وعكس ما تقوم به السلطنة من جهود كبيرة على كافة الأصعدة والمستويات، والمزيد من العلاقات وتوطيد العلاقات الإعلامية بإقامة مثل هذه المؤتمرات، والتي من شأنها أن تفتح آفاقا أوسع لإبراز دور السلطنة في المجتمع الدولي وغيرها من الأهداف.