بقلم: علي المطاعني
الجبل الأخضر من الوجهات السياحية المتميزة بمحافظة الداخلية والقادر على الإستقبال والترحاب طوال العام ، لما يتمتع به من مناخ استثنائي صيفا وشتاء وطبيعة خلابة وتباين في النباتات واصناف الفواكه ، كما انه قادر على استيعاب سياحة المغامرات والتسلق، لذلك ولكل ذلك شهد ويشهد تدفقا سياحيا كبيرا يتعين استثماره بشكل أفضل مما هو عليه الآن، بدءا بارغام السائح على قضاء ليال اكثر في هذا المزار بعد انبهاره بماهو موجود من خاطفات البصر وعبر إستثمار بعض الموروثات التقليدية والمنتجات التي يتميز بها وبانشاء متاحف ومعارض صغيرة تسهم في التعريف بثقافة وعادات المواطنين وهي تساعد الزائر في التمتع بتجربة سياحية متكاملة في هذه الوجهة السياحية بالغة الروعة.
الأمر الذي يتطلب من الشركات المعنية والأهالي التفكير باستثمار مثل هذه المقومات الطبيعية والحضارية والإرث التقليدي بشكل أكبر وتقديمه للزوار من خلال إنشاء شركات تدير هذه المزارات برسوم.
بلاشك أن الجبل الأخضر يعد من أفضل الوجهات السياحية في السلطنة التي تشد لها الرحال من المواطنين والمقيميين وكل من تطأ قدمه أرض السلطنة كسائح ، وتتوفر في الجبل الاخضر حاليا منشآت فندقية تتناسب مع رغبات العديد من الشرائح ، وكانت نتاج إستثمارات حكومية وخاصة أضحت تفي بمتطلبات التدفق السياحي والاستثمار في المنشآت الايوائية.
إلا ان الأهم في هذه المرحلة كيف نسهم في تقديم تجارب سياحية متميزة للسياح ليس فقط الاستمتاع بالطبيعة والطقس المعتدل صيفا والبارد شتاء ، وانما بايجاد السبل لقضاء السائح أكثر من ليلة واحدة ، وهو اتجاه سياحي عالمي لابد من قبولة بالمزيد من الأفكار الخلاقة ، وهو مايجب التركيز عليه في المرحلة المقبلة من خلال إنشاء متحف أو معرضا للاشجار والنباتات والفواكه المبهرة شكلا والرائعة طعما ومذاقا ، كذلك إقامة معرض لماء الورد والموروثات والحرف التقليدية وكذلك مطاعم للاكلات المحلية وانشاء شركات لتنظيم سياحة المغامرات وتسلق الجبال وشركات تنظيم الرحلات في ربوع الجبل وغيرها من صنوف الأفكار القادرة على تحقيق العديد من الأهداف السياحية والثقافية والتجارية في اطار تنويع الخدمات والمنتجات السياحية . بالإضافة إلى إنشاء حدائق صديقة للبيئة للأطفال وخدمات الإسترخاء والعلاج الطبيعي وأماكن لمشاهدة الغروب والجلوس تتوفر بها بعض الخدمات للزوار ويمكن استثمار هذه المتاحف أو المعارض سواء من خلال رسوم الدخول وبيع منتجات الجبل.
كما أن الأهالي في الجبل يمكنهم تأسيس شركات لهذه الأغراض بالتعاون مع الجهات الحكومية وبدعم من شركة عمران للتنمية السياحية من خلال إنشاء شركات تتولى رعاية ودعم هذه الخدمات والمنتجات ويمكن أن تمول من بنك التنمية العماني والاستفادة من التسهيلات التي يقدمها لإنشاء مشروعات إنتاجية وخدمية متنوعة.
ان توفير العديد من البدائل للسياح لقضاء أكثر من ليلة في الجبل واستثمار ما يتميز به والتعريف بمنتجاته ومورثاته وعادات مواطنيه وتوظيفها سياحيا لجذب السياح يعد مسألة مهمة يجب أن ايلاءها كل الإهتمام من جانب القطاع الخاص وخاصة الأهالي بإنشاء شركات مساهمة عامة اهلية مدعومة من الجهات المختصة لإنشاء مشروعات خدمية وإنتاجية تعزز من فرص بقاء السياح أكثر وقت ممكن وتقديم تجارب سياحية ممتعة ولا تنسى يستفيد منها المجتمع المحلي .
هناك الآن مزارع لماء الورد يمكن إستثمارها بتطويرها لتكون مزارات سياحية رائعة تخدم العديد من الأهداف ذات العائد.
بالطبع البعض قد يرى بأن بعض هذه المشروعات غير مجدية أو مكلفة والعائد على الإستثمار منها ربما لن يكون اقتصاديا أو مجزيا ، لكن العائد لا يتمثل في الجوانب المادية الآنية فحسب بقدر ما يسهم في تحقيق هدف بقاء السائح أكثر عدد من الليالي واثراءه للأسواق المحلية وعكس ثقافة وتقاليد المواطنين بالإضافة إلى الإيرادات المباشرة وتوظيف أبناء المجتمع المحلي وحصولهم على موارد مالية لم تكن في الحسبان قبلا.
نأمل أن يتم إستثمار الجبل الأخضر من كافة الجوانب وتعظيم السياحة فيه من خلال إضفاء خدمات ومنتجات تبقى السياح فترات أطول مصفدين بحبال الروعة والجمال.