مسقط - العمانية
كشفت دراسة حديثة عن أضرار صحية بالغة تصيب من ينامون يوميا أقل من 6 ساعات.
وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة Nature Communications، هذا الأسبوع، فإنك حال حاولت تقليص عدد ساعات نومك لإنجاز المزيد من الأشياء فأنت في الواقع تؤذي عقلك على المدى الطويل وقد تؤدي به إلى حالة من الخرف في المستقبل.
ووجد معدو الدراسة أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 أو 60 عاما والذين ينامون بانتظام ست ساعات أو أقل كل ليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنة بمن ينامون سبع ساعات.
وحتى بعد التحكم في المتغيرات القلبية والصحية والمتعلقة بالتمثيل الغذائي، وجدت الدراسة أن الأشخاص البالغين من العمر 50 عاما الذين ينامون ست ساعات أو أقل في الليلة كانوا أكثر عرضة بنسبة 22% للإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم. وكان الأشخاص في سن الستين أكثر عرضة بنسبة 37% للإصابة بهذا الاضطراب.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يرتبط فيها الحرمان من النوم، خاصة على أساس منتظم، بالعديد من الإصابات الصحية طويلة الأمد.
تشمل الحالات المرتبطة بالحرمان المزمن من النوم مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب- وكلها يمكن أن تؤدي إلى قصر متوسط العمر المتوقع.
النوم مهم لحسن سير الجسم كله، كما أنه مهم في عملية تطهير الدماغ من البروتينات التي تتراكم فيه وتسبب أمراضا تنكسية للدماغ مثل الخرف.
حتى أن الأبحاث السابقة وجدت أنه حتى القيلولة، خاصة إذا استمرت لأكثر من ساعة، ليست صحية حقًا وقد تكون علامة مبكرة على مرض الزهايمر.
ولم تكن عقود من البحث قادرة حتى الآن على أن تؤدي إلى تطوير الأدوية التي ستكون قادرة على وقف أو تقليل ضرر الخرف بشكل فعال، لذلك حتى اليوم، فإن الطريقة الوحيدة لمنع المرض من الحدوث أو تأخير عواقبه هي أن تعيش الحياة بصحة جيدة.
نشرت منظمة الصحة العالمية في عام 2019 الأسباب الـ 12 الرئيسية للخرف، من بينها التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم وسوء التغذية وغير ذلك. قدرت المنظمة الصحية نفسها أن عدد مرضى الخرف في جميع أنحاء العالم من المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات في غضون 30 عاما.
والخرف هو مرض تتضرر فيه الوظائف الادراكية (القدرة على التفكير) والعقلية (الوظائف العاطفية والسلوكية).
ويمس مرض الخرف وبشكل تدريجي الذاكرة، والقدرة على التفكير، والإلمام من حيث الزمان والمكان، والقدرة على تشخيص الأشخاص والأشياء، عقب ذلك يطرأ انخفاض تدريجي أيضاً على القدرة بالقيام بأعمال يومية وعلى التواصل مع المحيط، وبمرور الوقت وإضافة إلى الضرر الإدراكي، يلحق الضرر بالقدرات البدنية أيضا.