تأثيرات التواصل الاجتماعي

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٣٠/مارس/٢٠٢١ ٠٨:٤٨ ص
تأثيرات التواصل الاجتماعي

بقلم : محمد الرواس

«قد تتعدد الدراسات في المجالات الاجتماعية ، وتختلف النتائج في الحصول على المعلومات الحاسمة والنهائية في شان من الشؤون ، ومنها تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على فئة الشباب ، نظراً لاختلاف السمات الشخصيات ونوعية البيئة الأسرية ، والرقابة من جهة الأباء والأمهات ، لكن اتفقت معظم هذه الدراسات التي أجريت على ان الافراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي غير مفضل ، وهو أمر قد يحقق نتائج سلبية في كثير من الحالات ، وحتى نكون أكثر انصافاً فإن البعد عن المواقع والمنصات والبرامج التي لا تحقق لنا فائدة بحياتنا وتتبع وسائل التواصل بتوازن وإيجابية قد يحقق لنا فوائد كثيرة « ومنن خلال التغيرات الكبيرة والكثيرة التي تجري في عالم اليوم وبشتى مناحي الحياة خاصة الاجتماعية منها ، وبحسب المستجدات البحثية والدراسات التي تقام بين الحين والآخر في مجال دراسة التاثيرات على جيل الشباب عبر تلقيهم جرعات معلوماتيه مستمرة ومتواصلة وقد تكون ممنهجة أحياناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، التي تلعب دوراً اساسياً عند إستخدامها بكثرة فينعكس تاثيرها بطريقة مباشرة على شخصيات الشباب خاصة ،وتتاثر من ذلك طرق تفكيرهم ، واسلوب حياتهم ، وطرق تعاملهم مع انفسهم ومع الأخريين ، لذلك يفترض علينا ان نطرق هذا الموضوع ونتحدث عنه مرات عديدة وبشكل اوسع بهدف إيجاد حلول ، وهي حلول بلا شك تبدأ من انفسنا وأسرنا الصغيرة ومن ثم يمكن نقلها لمجتمعنا . هناك حالياً ثلاثة بلايين شخص حول العالم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ، وهذا الرقم يقارب 40 بالمئة من سكان العالم ، والرقم في ازدياد بشكل مطرد، حيث إن متوسط استخدام هؤلاء وتصفحهم للمواقع والتفاعل معها نحو ثلاث ساعات باليوم ، وهناك ما يقارب نصف مليون تغريدة وصورة تنتشر كل دقيقية واحدة ، ناهيك عن (الفيس بوك) وغيره من البرامج والمنصات المختلفة، والفئة الأكثر تاثراً لا شك هم فئة الشباب ، ويدفعون ضريبة كثرة التصفح من صحتهم ونفسياتهم ، التي تنعكس بالتالي على حياتهم الاجتماعية . الهدف قد يكون هو التنفيس عما بداخل المستخدمين سواء بالمشاركة بالمواضيع الاجتماعية أو السياسية أو غيرها ، وحديثنا ليس حول ممن يختطون لأنفسهم مجال مفيد أثنا متابعاتهم وتصفحهم ومشاركاتهم ، بل نتحدث عن الجانب المظلم في هذا العالم الافتراضي، ومما قد يحدث مع فئة من الشباب الذين يتلقون ويتواصلون مع الجوانب السلبية أثناء تفاعلهم ، والتي تضعهم تحت ضغط نفسي وتوتر ، وهذا ما افاد به مركز «بيو» للدراسات الاجتماعية بولاية واشنطن الاميركية الذي خُلص بعد دراسة أجراها على 1800شخص من مختلف الأعمار من ذكور وأناث ، فكانت النتيجة إن حدة التوتر خاصة في (تويتر) بدات تزداد أكثر مما تخف حسب المتعارف عليه عند البعض من الناس ، فتحصل لديهم مشاعر مختلفة وامزجة متنوعة ، وأوقات مهدورة ، وتاثيرات غالباً ما تكون سلبية ، وعليه إن لم نضبط تواصلنا مع المنشورات الآمنة من أجل حصولنا على تغييرات إيجابية عند الاستخدام الأمن لوسائل التواصل ، فأننا سنصبح تبعاً للحاجة المزاجية للمستخدمين من ذوي الجوانب السلبية الذين ينشرون . نرجو أن لا نصل لحالات الاكتئاب جراء استخدامنا المكثف لمواقع التواصل الاجتماعي واخص هنا فئة الشباب بالتحديد ، فلقد توصلت العديد من الدراسات التي اجريت في هذا ألشان الي أن التعرض للقلق والاكتئاب من الامور الواردة بدرجة كبيرة للمستخدم ، خاصة من اولئك الذين يوجد لديهم جوانب وافكار ورؤى وتجارب سلبية في الحياة ينقلونها للأخريين ، ولا ننسى هنا أن نشير الي وجود حالات التنمر ايضاً التي يتعرض لها البعض من الشباب الصغار ، وهذا كله مرتبط بطريقة التفاعل عبر وسائل التواصل ومنصاتها المختلفة . لذا نخلص الي أهمية حرصنا على نوعية تفاعلنا ، فنحرص ان نكون أكثر سيطرة عليها وهنا اشير (بمنشن)@ للاباء والأمهات ، للحرص والمراقبة أثناء استخدام أبنائهم للانترنت بشكل عام خاصة قبل ساعات النوم لان هناك أبحاث أثبتت وجود صلات مرتبطة بين اضطرابات النوم وكثرة استخدام شاشات الهواتف والاجهزة المختلفة خاصة ذات الشاشات الزرقاء وبالتحديد برامج الألعاب إلكترونية التي يستخدمها الشباب ممن تتراوح اعمارهم بين 18و 33عاماً ، ممن يقضون فترات طويلة امام الشاشات ومواقع التواصل فيصبحون عرضة الي الانخراط في افكار وتوجهات وانتماءات وعلاقات تودي بهم الي الفشل في الحياة ، والي الوحدة والعزلة في بعض الاحيان ، أجارنا الله واياكم من ذلك . وقبل أن نختم نقول من من الواضح أنه ليس هناك ما يكفي من معلومات للوصول إلى نتائج نهائية وحاسمة في هذا الشأن، لكن الأدلة تشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الناس بأشكال مختلفة، وفقاً لظروفهم المسبقة، وسماتهم الشخصية وطرق واوقات استخداهم ، وكما هــــو الحال مع بقية مغريات العصر الحديث. لذلك فإن الإستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي غير مفضل بتاتاً ، ولا يُنصح به، لكن في الوقت نفسه سيكون من الخطأ القول إن وسائل التواصل الاجتماعي سيئة بشكل عام ، لأنه من المؤكد أنها قد تحقق فوائد عديدة في حياتنا.