بقلم : علي المطاعني
يكتسب إعلان مجموعة (أوكيو) عن إكتمال مشروع إمدادات الغاز من سيح نهيدة إلى الدقم أهمية كبيرة على العديد من الأصعدة والمستويات الإقتصادية لتلبية إحتياجات المنطقة الإقتصادية الخاصة بالدقم التي تنتظر هذا المورد بشغف كبير لبدء مرحلة جديدة من الصناعات التحويلية الثقيلة في هذا الجزء العزيز من الوطن ، وبما يفتح آفاقا واسعة أمام المنطقة في الترويج للإستثمار فيها ، والحدث يبعث برسائل تفضي للإرتياح في نفوس المستثمرين داخل السلطنة وخارجها ، ويؤكد مصداقية الجهود الحكومية الجادة في توفير متطلبات الإستثمار في البلاد من كافة جوانبه التشريعية والبنى الأساسية والخدمات والتسهيلات .
ويشكل الإنتهاء من هذا المشروع الحيوي إنطلاقة جديدة للإستثمار في الدقم باعتباره الأساس الذي يبني عليه المستثمرون مشروعاتهم وإستثماراتهم في هذه المنطقة الصناعية الكبيرة التي تعقد عليها آمال كبيرة في المرحلة القادمة لتعزيز الجهود التي تبذلها الدولة لتنويع الأنشطة الاقتصادية ومصادر الدخل وزيادة القيمة المضافة وبما يخدم المجتمعات المحلية.
بلاشك أن إكتمال مشروع إمدادات الغاز إلى الدقم الذي تبلغ سعته 25 مليون متر مكعب في اليوم ، سوف ينهي الجدل الذي يثيره البعض حول عدم توفر الغاز كمبرر لرفض الإستثمار في المشروعات الصناعية المعتمدة على الغاز، ويبلور في ذات الوقت إتجاهات إيجابية في التفكير للإتجاه للصناعات القائمة على البتروكيماويات ومشتقاتها والخدمات المساندة.
فالبنى الأساسية في المنطقة الإقتصادية الخاصة بالدقم مكتملة من كافة الجوانب كمنظومة الموانئ والمطارات والشوارع والكهرباء والمياه والخدمات الأخرى التي تهيئ للمستثمرين المنصات المناسبة للمضي قدما في مشروعاتهم ، كما أن إمداد المنطقة بالغاز يساهم في إكتمال البنية المشجعة للإستثمار بها ويجعلها أكثر جاذبية من أي وقت مضى.
وتسهم التسهيلات والمزايا الإستثنائية التي توفرها المنطقة الإقتصادية الخاصة بالدقم سواء بالتملك الحر للمشروعات والإعفاءات من الرسوم والضرائب في تحفيز المستثمرين للمضي قدما في الإستثمار في المشروعات الصناعية والسياحية واللوجيستية وغيرها.
كما أن توفر الغاز من شأنه أن يُنعش هذه الإستثمارات المتكئة على بعضها البعض بشكل أفضل من أي وقت مضى فالمشروعات السياحية على سبيل المثال قائمة على إيجاد أرضية من المستفيدين منها من العاملين من المشروعات الصناعية وهكذا دواليك كل صناعة قائمة على جاهزية الأخرى ، والمحرك الرئيسي للمنظومة الإقتصادية من ناحية عامة قائمة على المشروعات البتروكيماوية التي تعتمد بدرجة كبيرة على الغاز.
ولعل مشروع مصفاة الدقم يُعد من أكبر المشروعات التي سوف تستفيد من الغاز في عملياتها البتروكيماوية وتفرز مشروعات عدة قائمة على هذه الصناعات وبالتالي فإن هذا الزخم سينعش الإستثمار في الصناعات الأخرى ويجذب المستثمرين لمجالات إقتصادية جديدة في الخارطة الإستثمارية لمنطقة الدقم الإقتصادية.
في الحقيقة أن الجهود التي بذلتها (أوكيو) لتوفير الغاز في كافة مراحله والمنشآت التي أقيمت لهذا الغرض كبيرة ، وهدفت إلى تسخير كل مامن شأنه توفير كافة متطلبات وإحتياجات المستثمرين بكل سلاسة من خلال المرافق عالية المستوى التي أوجدتها هناك.
بالطبع وبعد توفر هذه البني والخدمات ومن أهمها الغاز الذي يُعول عليه كثيرا في أحداث نقلة نوعية للإستثمار ، فإن الكرة الآن ملقاة وتتقافز في ملعب المستثمرين لنرى كيف سيلعبونها وبناء لمهاراتهم الشخصية في تسجيل الأهداف ومن كافة الإتجاهات ، وذلك من بعد أن قطعت جهينة قول كل خطيب.
نأمل أن تكلل هذه الجهود النبيلة بالنجاح وأن تتم الإستفادة المثلى والقصوى من هذا الفتح الجديد الغاز أعنى ، والذي كان يقف حجر عثرة أمام كل جهود المضي قدما وبعيدا في تفعيل آفاق الإستثمار بالمنطقة علــــى ذلك يمكننا التأكيد بأن هذا الحدث العظيم سيرسخ الإستثمارات في في القطاعات الإنتاجية والخدمية الهادفة الى تحقيق قيمة مضافة عالية للإقتصاد والوطني وقفزة هائلة في طـــــريق الرفاة الإجتماعي.