’أبعاد ثقافية’ يناقش المبادئ الثقافية الموجهة لسياسة الدولة

بلادنا الأحد ١٤/فبراير/٢٠٢١ ٠٨:٥٠ ص
’أبعاد ثقافية’ يناقش المبادئ الثقافية الموجهة لسياسة الدولة

مسقط - أمل الجهورية

قدم البرنامج الثقافي «أبعاد ثقافية» الذي ينظمه النادي الثقافي وتبثه «الشبيبة» في حلقته الثانية «قراءة في المبادئ الثقافية الموجهة لسياسية الدولة في مجال البحث العلمي والابتكار»الواردة في النظام الأساسي الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (6/‏‏ 2021) ، التي نصت عليها الماد (16) وأكدت في مطلعها على أحقية التعليم وإلزاميته، وهدفه في بناء الشخصية وتعزيز الهوية وترسيخ القيم، كما أكدت على حرية البحث العلمي والابتكار واستقلالية الجامعات، ورعاية المبتكرين والموهوبين؛ وذلك في حوار مع الدكتور عامر بن سيف الهنائي نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للدراسات العليا والبحث العلمي الذي قال: جاءت المادة (16) من النظام الأساسي للدولة وتحديداً في المبادئ الثقافية مؤكدة للكثير من الجوانب المرتبطة بحرية البحث العلمي، وكذلك استقلالية الجامعات وهي عوامل داعمة للبحث العلمي والابتكار في مؤسسات التعليم العالي أجمع، وجامعة السلطان قابوس هي الجامعة الوطنية الرائدة في هذا الجانب من خلال برامجها الداعمة للبحث العلمي، ومن خلال المنح البحثية المقدمة، وكذلك الموارد البشرية الداعمة للبحث العلمي، والمراكز البحثية المتخصصة وهذا يتواكب مع أهداف وخطة الجامعة في هذا المجال .

وأشار الهنائي إلى المنجزات المتحققة والتوجهات المستقلبية في مجال دعم حركة البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس؛ حيث أشار بأن وجود برامج الدراسات العليا يعد عماد الحركة البحثية بالجامعة ؛ حيث وفرت الجامعة البيئة المناسبة للبحث العلمي والابتكار من خلال وجود البرامج الأكاديمية في الماجستير والدكتوراة في شتى صنوف المعرفة الإنسانية والعلمية في كليات الجامعة الـــ (9)، كما وفرت الجامعة الدعم المالي، والإداري من خلال إدارتي عمادتي الدراسات العليا التي تشرف على جميع برامج الدراسات العليا بما يتوافق والنظم واللوائح المعمول بها، هذا إضافة إلى وجود عمادة البحث العلمي التي تدير هذا الجانب بكل اقتدار سواء فيما يخص الباحثين في كليات الجامعة المختلفة، وكذلك فيما يخص المراكز البحثية الـ «14».

مراكز بحثية

وتحدث نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للدراسات العليا والبحث العلمي عن المراكز البحثية قائلا: إن وجود «14» مركزاً بحثيا بالجامعة هو خدمة كبيرة لحركة البحث العلمي الوطنية في جميع القطاعات، وهذه المراكز تقدم خدمات متنوعة فهي موجهة في تخصصاتها كل في خدمة المجال الذي تهتم به مثل «مركز أبحاث النفط والغاز ، «مركز أبحاث الطاقة المستدامة ، «مركز أبحاث النانو» ، «مركز البحوث البيئية»، «مركز رصد الزلازل»، «مركز بحوث الأرض» ، «مركز بحوث المياه» وهي مسخرة لخدمة البحث العلمي مع مختلف القطاعات بالسلطنة وبعضها تجاوز هذا الجانب في التعاون وتقديم خدمات البحث العلمي خارج السلطنة وأغلب هذه المراكز لديها مذكرات تفاهم، وتعاون بحثي مع مراكز، ومعاهد ومؤسسات بحثية عديدة في الخارج، وهناك مذكرات تفاهم وتعاون بين جامعة السلطان قابوس وغيرها من الجامعات سواء أكان في المجال الاكاديمي وكذلك مجال البحث العلمي.

وأشار بأن مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا هو المركز رقم «14» الذي أضيف لقائمة المراكز البحثية بالجامعة ويختص بمجال الابتكار ونقل التكنولوجيا، وأصبح مركزا مستقلا يصب فيه نتاج البحوث والمشاريع الطلابية حيث يتم احتضان الأفكار وتطويرها لتكون شركات ناشئة وبالتعاون مع مختلف المؤسسات بالدولة لمساعدة الطلبة الموهوبين والمبتكرين بالجامعة، والمراكز البحثية مستقله كل في مجاله وهي تركز بشكل كبير على البحوث التطبيقية بما يساهم في دعم الابتكار بشكل واضح.

وأضاف الهانئي قائلا: يعول على المراكز البحثية بالجامعة بشكل كبير لدعم الحركة البحثية على المستوى الوطني كونها مراكز متخصصة ، موجهة إلى اتجاه بحثي وتهتم بالجانب التطبيقي أكثر من الأساسية، وهي تتناغم من الكوادر البشرية الموجودة في الجامعة ؛حيث تمتلك الجامعة ما يقارب «1000» من الطاقات البشرية من أعضاء هيئة التدريس الحاملين لدرجة الدكتوراة في شتى صنوف المعرفة وارتباطهم مع هذه المراكز، ويتم استثمارهم بشكل مباشر في خدمة البحث العلمي عبر هذه المراكز.

البحث العلمي ..ورؤية عمان 2040

وأكد الهنائي بأن جامعة السلطان قابوس في إستراتجيتها في مجال البحث العلمي أو التعليم تستلهم رؤيتها وإستراتيجيتها من «رؤية عمان 2040»، فجامعة السلطان قابوس وائمت إستراتيجيتها وخطتها للـ 20 سنه المقبلة بما يساهم في ترجمة «رؤية عمان 2040».

ولكي تواكب الجامعة الرؤية مطلوب منها (أي من الجامعة) أن يكون مستوى تصنيفها اليوم هو الـ «300» على مستوى العالم ولكن يصل تصنيفها اليوم إلى «375» و لكنها الثامنة عربيا وهو إنجاز نفتخر به وأهم نتاجه هو البحث العلمي والمنشورات البحثية المختلفة.

«استقلالية الجامعات وجودة التعليم»

جامعة السلطان قابوس حظيت بالدعم السامي من المغفور له بإذن الله تعالى السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وهي اليوم تلقى الدعم من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه - وتجربة الجامعة في استقلاليتها المالية والإدارية من نشأتها إلى اليوم هي أحد أسباب نجاحها ووصولها للمرتبة التي نراها عليها اليوم، وهذه الاستقلالية التي يدعو إليها النظام الأساسي لمؤسسات التعليم العالي هو في أداء رسالتها وتيسير القبول والتعليم العالي وتكفل حرية البحث العلمي وهي عوامل هامة لبلوغ الجامعة لأهدافها وللوصول لغاياتها مستقبلا.

« اسثمار حرية البحث العلمي وحرية الابتكار»

وعن استثمار حرية البحث العلمي والابتكار قال الهنائي: الأساس في منظومة البحث العلمي هو وجود الحرية، والدرو المؤسسي في جامعة السلطان قابوس يعمل بهذا الشأن وهو من الجوانب الأساسية التي رسمتها السلطنة في نظامها الأساسي وهي دعم واضح لعملية البحث العلمي والابتكار، ويعول على البحث العلمي وفق هذه المبادي أن يكون أحد أهداف التنمية ودعم الاقتصاد المبني على المعرفة ، ولن نحقق أهداف البحث العلمي ما لم تتاح هذه المساحة من الحرية والاهتمام والدعم اللبحث العلمي ، والإبداع والإبتكار ورعاية المواهب، ولذا لابد من الاسثمار الجيد والتوجيه المخطط له لكل هذه العوامل لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة من ذلك.

وفي ختام حديثه أكد الهنائي بأن جامعة السلطان قابوس لديها من الإمكانات المتاحة الكثير لخدمة مجال البحث العلمي سواء للراغبين في الدخول في مجال الدراسات العليا، أو في الخدمات التي تحتاجها المؤسسات والقطاعات المختلفة ، وهي دعوة موجهة للاستفادة من كل هذه الإمكانات.

صناعة الإبداع في الفن التشكيلي

وحول صناعة الإبداع في الفن التشكيلي، فقد تحدثت الدكتورة فخرية اليحيائية الفنانة التشكيلية وأستاذ الفنون بجامعة السلطان قابوس لــ «أبعاد ثقافية» حول تفاصيل الموضوع وأهميته قائلة: الفن هو المحرك الأساسي في كثير من التفاصيل المختلفة في حياتنا وفي القطاعات المتنوعة ، وبالتالي في التركيز على الإبداع في الفن التشكيلي بجوانبه المختلفة هو من المتطلبات الأساسية في التوجه نحو صناعة الاقتصاد المعرفي في مجال الفنون.

وأكدت بأن الاستثمار في قطاع الفنون هو مطلب هام ، ويحقق الكثير من الأهداف المستقبلية لاسيما ما ترسمه السلطنة في «رؤية عمان 2040» فيما يخص الاستثمار المستدام في مجال الفنون وكذلك رعاية المبتكرين وتوجيه الطاقات البشرية المبدعة ؛ لأن الاستثمار في المال الإبداعي هو ضرورة حقيقية ؛ فالمال يرتبط بالفكر وبرأس المال البشري المبدع ، كما أكدت الدكتورة فخرية اليحيائية أن صناعة الإبداع اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في طبيعة مناهجنا وتعليمنا بما يواكب متطلبات المرحلة والدخول في الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار والابداع وتسخيره لخدمة الاستثمار الحقيقي لمثل هذه المجالات. كما تطرقت اليحيائية في حديثها إلى مجموعة من النقاط الهامة مثل تأثير التقنيات الحديثة في إيصال رسالة الفن التشكيلي، و الدور الذي تقدمه المؤسسات الثقافية في تعزيز صناعة الإبداع في الفن التشكيلي، وقالت في ختام حديثها: لابد من إعادة النظر في صناعة الإبداع وصناعة المواهب، ووضع الاستراتيجيات من خلال طرح مثل هذه المواضيع على طاولة النقاش، فعمان تمتلك الإمكانات البشرية وكذلك المؤسسية ولابد من رسم مسارها المستقبلي من قبل الأطراف المختلفة لتحقيق متطلباتها فيما يحقق الوصول إلى الاستثمار الفعلي للإبداع في مجال الفن بشكل عام، والفن التشكيلي خصوصا.