مشروع لدراسة الشخصيات العُمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة عبر التاريخ

بلادنا الأربعاء ٢٤/فبراير/٢٠٢١ ١٣:٢٨ م
مشروع لدراسة الشخصيات العُمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة عبر التاريخ
أرشيفية

مسقط - الشبيبة

يُعد مشروع الشخصيات العُمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة أحد المشروعات المهمة في البرنامج البحثي الاستراتيجي للتراث الثقافي العُماني الذي يهدف إلى جمع وتدوين الشخصيات العُمانية التي كان لها إسهام بارز في النشاط الاقتصادي بمختلف جوانبه على مر العصور وبيان أثرها اقتصاديا وحضاريا واجتماعيا، وتوظيف الإنجازات الحضارية التي حققتها الشخصيات العُمانية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبيان الدور الحضاري لعُمان من خلال تواصل التجار العُمانيين مع مختلف الشعوب والأمم، وابراز دور التُجّار والصنّاع العُمانيين اعلاميًا وسينمائيًا، منذ ما قبل التاريخ وحتى العام 1970م، وذلك في محافظة مسقط، ومحافظة الداخلية ومحافظة ظفار ومحافظة مسندم.

دراسة الشخصيات العمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة عبر التاريخ

وللمزيد من التفاصيل التقينا بالدكتور حميد بن سيف النوفلي، رئيس إدارة مشروع الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة، الذي يقول: هنالك غاية كبرى من وراء هذا المشروع وبقية المشاريع البحثية الأخرى تتمثل في ربط التراث الثقافي العماني بالإنسان العماني الذي هو محور التنمية البشرية في هذا البلد الكريم، وتوظيف كل ذلك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يقوم المشروع على دراسة الشخصيات العمانية المشتغلة في مجالي التجارة والصناعة عبر التاريخ، وقد تم تحديد الإطار الزماني للمشروع منذ فجر التاريخ مروراً بمراحل التاريخ المختلفة وانتهاءً ببداية عهد النهضة العمانية الحديثة المباركة في عام 1970م، ويُتوقع أن يحقق هذا المشروع البحثي جملة من النتائج، من أبرزها: إصدار عمل موسوعي بالشخصيات العُمانية المشتغلة في النشاطين التجاري والصناعي داخل عُمان وخارجها، واستثمار الإسهام التجاري والصناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتوفير مادة علمية حول الشخصيات العُمانية المشتغلة في التجارة والصناعة لإنتاج روايات وأفلام وثائقية وغيرها.

ومن الباحثين المشاركين، يقول الدكتور/ اسماعيل بن أحمد الزدجالي، رئيس الفريق البحثي لمشروع الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة بمحافظة مسقط: تقوم فكرة المشروع على حصر التجار والصناع بمحافظة مسقط ذكورا وإناثا حتى عام 1970م، فالمشروع يهدف إلى كشف النقاب عن العديد من التجار والصناع الذين تعدى نشاط بعضهم السوق العمانية إلى العديد من الأسواق العالمية في آسيا وأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولم يحظ أغلبهم بالبحث والتوثيق، إضافة إلى إبراز إسهاماتهم الاجتماعية والثقافية، ويضيف يهدف المشروع إلى التعريف بأسواق مسقط التي كانت وما زالت مراكز تجارية مفتوحة أتاحت فرصها التجارية لجميع مستثمريها على اختلاف مشاربهم، الأمر الذي ولّد روح التسامح والتعاون التي استمرت كصفات لازمت الشخصية العمانية حتى وقتنا الحالي، إضافة إلى إبرازه ما تمتع به ميناء مسقط من خصائص أهلته لأن يكون الميناء الوحيد على سواحل الخليج العربي القادر على استقبال السفن البخارية التجارية التي لم يستوعب كبر حجمها ميناء آخر غيره، مما أتاح الفرصة لتجار مسقط للعب دور الوسيط التجاري بين أسواق الخليج وأسواق عمان الأخرى من جهة والأسواق العالمية من جهة أخرى، فتزايد عدد التجار والصناع في مسقط وتنوعت أنشطتهم التجارية وصناعاتهم الحرفية التي ضمنت الوصول إلى العديد من الأسواق الخارجية، وما ارتبط بممارسة تلك الأنشطة التجارية والصناعات الحرفية من ظهور العديد من الأنظمة والأعراف التجارية التي شكلت جزء رئيسيا من مفردات تراث عمان الثقافي، ويسعى المشروع إلى حفظ وحماية الموروث الثقافي المخزون في الذاكرة الشعبية حول التجارة والصناعة بمحافظة مسقط والتي لم يسبق توظيفها من قبل، وتجميع الوثائق المتعلقة بالمشروع والمتوزعة في أرشيفات مختلفة حول العالم وبلغات متعددة إضافة إلى الوثائق الموجودة بحوزة المواطنين، الأمر الذي سيجعل من نتاجه إضافة قيّمة للمكتبة العمانية، وبؤرة انطلاق للعديد من الدراسات التي ستتناول تاريخ عمان الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ويضيف: سيبرز المشروع التواصل الحضاري العماني مع العديد من الأمم والشعوب والحضارات، ودور التجار العمانيين في نشر الإسلام والثقافة في العالم، مساهمين في ظهور العديد من الثقافات التي امتزج فيها الموروث العربي الإسلامي بالثقافات المحلية لتلك البلاد كالثقافة الأردية السواحيلية، إضافة إلى نشاطهم في وصول السلع العمانية إلى أقاصي البلدان مثل: أمريكا واليابان، ومن الممكن أن تقوم منظمة اليونسكو في المستقبل بإدراج أحد أولئك التجار والصناع من ضمن برنامج الشخصيات المؤثرة عالميا، الذي تتبناه حاليا، كما سيكون نتاج المشروع مرجعا للمختصين في إعداد المناهج العمانية، يستقون منه الكثير من المعلومات التي تعرف الأجيال القادمة بتاريخ أسلافهم وإسهاماتهم الاقتصادية والحضارية، مما يعزز من إذكاء قيم المواطنة لدى الطلاب.

ومن جانبها، تقول الدكتورة رابعة الصقرية، رئيسة الفريق البحثي لمشروع الشخصيات العمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة بمحافظة الداخلية: تقوم فكرة المشروع على اقتفاء أثر الشخصيات العمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة قبل عام 1970م بمحافظة الداخلية، ومن أهم أهدافه إحصاء ورصد وتوثيق الشخصيات العُمانية التي أسهمت في المجال التجاري والصناعي إلى 1970م في محافظة الداخلية، وبيان دور التجار والصناع من محافظة الداخلية في نقل الحضارة العمانية من خلال تواصلهم مع شعوب المحيط الهندي، والمنطقة العربية، وإبراز الشخصيات المشتغلة في التجارة والصناعة وتوثيقها في إطار إعلامي وسينمائي، والاستفادة من الصناعات المختلفة في دفع عجلة التنمية المستدامة، وتضيف: ترتكز خطة العمل بالمشروع على إعداد دليل الجمع المتضمن للأسئلة التي سيتم الاعتماد عليها في جمع المادة ميدانيا، ومقابلة الرواة وكتابة البيانات وتحليلها، ونتوقع توثيق سِير الشخصيات العمانية المشتغلة في النشاطين التجاري والصناعي بمحافظة الداخلية، والاستفادة من الإسهام التجاري والصناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتوفير مادة علمية حول الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة لإنتاج روايات وأفلام وثائقية وغيرها.

ويقول الدكتور عبدالله السعدي، رئيس الفريق البحثي لمشروع الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة بمحافظة مسندم: يهدف المشروع الى ابراز الشخصيات العمانية التي كانت لها ادوار تجارية وصناعية في محافظة مسندم ما قبل عام ١٩٧٠ م وتسليط الضوء على ملامح التجارة البحرية والبرية التي تميزت بها محافظة مسندم نظرا لموقعها الجغرافي المتميز والتي تركت ارثا حضاريا من خلال الأسواق والموانئ والمدن العمانية التي برزت عبر مراحل التاريخ المختلفة، كما يهدف البحث الى ابراز الموارد الطبيعية التي كانت منطلقات لبدء النشاط التجاري والصناعي فيها مما عزز الدور الحضاري لعمان بين مختلف الامم والحضارات، ويضيف نظرا للمكانة التاريخية التي تتميز بها محافظة مسندم فإنه من المتوقع ان يتم الحصول على مادة ثرية تتضمن الدور التجاري والصناعي للمحافظة منذ الالف الثالثة قبل الميلاد وحتى ما قبل عام ١٩٧٠ م والتي ستظهر العلاقات الحضارية التي تميزت بها عمان مع حضارات ما بين النهرين وحضارة دلمون والقرن الافريقي والهند والصين بالإضافة إلى فتح افاق بحثية جديدة من خلال ربط المحافظة بما يتعلق بها في الارشيف اي دولة كان لها حضور في المنطقة خلال فترات التاريخ المختلفة، وان المشروع البحثي المراد تنفيذه سيفتح آفاق جديدة للباحثين للكشف عن زوايا حضارية أخرى تضمنتها المنطقة عبر التاريخ ناهيك عن المادة العلمية التي نراها ستحقق الاضافة في المكتبة العمانية.

الجدير بالذكر ان مشروع الشخصيات العُمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة أحد المشروعات المهمة في البرنامج البحثي الاستراتيجي للتراث الثقافي العُماني بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة التربية والتعليم.