أحرقني بالأسيد وهو يضحك.. فتاة يمنية تروي مأساة عايشتها بسبب الزواج

مزاج الجمعة ٠٥/فبراير/٢٠٢١ ١٢:٠١ م
أحرقني بالأسيد وهو يضحك.. فتاة يمنية تروي مأساة عايشتها بسبب الزواج

وكالات - الشبيبة

على مدى اليومين الماضيين، اجتاحت قصة الشابة اليمنية العنود حسين شريان، وصور وجهها المشوه بالأسيد، وعينها المنطفئة، مواقع التواصل الاجتماعي.

وأطلق ناشطون وسم #كلنا_العنود لتسليط الضوء على مأساة الفتيات في اليمن، لجهة تزويجهن صغيرات وتعنيفهن أيضا.

تفاصيل القصة : ظنّت الشابة اليمنية العنود حسين شريان أن مأساتها شارفت على النهاية بعيد طلاقها من رجل عنيف أُجبرت على الزواج منه في سن الثانية عشرة، لكنه هاجمها بالأسيد بعد أربع سنوات انتقاما.

وروت العنود التي تبلغ الآن من العمر 19 عاما قصتها لوكالة فرانس برس من صنعاء، في شهادة نادرة على معاناة الكثير من النساء في هذا البلد.

يخفي الحجاب وجهها الذي سكب عليه زوجها السابق الحمض الكاوي لتشويهها.

وتتذكر الشابة التي فقدت عينها اليسرى تقريبا وعانت من حروق من الدرجتين الثالثة والرابعة كيف اعتدى عليها قائلة "قام بشدي من شعري وسكب الأسيد عليّ... كان يضحك بينما كان يسكب الأسيد".

وتابعت "لم أستطع أن أفعل شيئا إلا أن أغمض عينيّ".

وتصف العنود حياتها مع زوجها بـ"جحيم في جحيم"، مشيرة إلى أنّه كان يضربها ويربطها بالأسلاك ويعتدي عليها.

توفي والد العنود وهي صغيرة، فتزوجت والدتها مرة أخرى، ثم قامت بعد فترة بتزويج ابنتها في سن الثانية عشرة من عمرها ل"حمايتها"، وفق ما تقول العنود.

وبعدما عاشت أربع سنوات تصف حياتها خلالها، بأنها كانت مثل حياة "العبد"، حصلت العنود على الطلاق وانتقلت للعيش مع شقيقتها. قررت العودة إلى الدراسة واختارت الطب ثم عملت في مجال التمريض في مستشفى خاص.

في أكتوبر الماضي، هاجمها زوجها السابق داخل منزل شقيقتها بعد رفضها العودة إليه.

- آثار نفسية -

تلقت العنود العلاج في العيادة الخاصة التي كانت تعمل فيها. وهي تنتظر حاليا الخضوع لثلاث عمليات تجميلية لإصلاح ما يمكن إصلاحه.

وبينما يقر الطبيب المعالج متوكل شحاري بصعوبة العمليات وتكلفتها المرتفعة، يؤكد أن "الآثار النفسية التي لا يمكن إصلاحها" هي التي ستلاحق الشابة، بينما يبقى زوجها السابق فارا من العدالة.

دوتقول تيسير وليد من "اتحاد نساء اليمن"، وهي منظمة غير حكومية لدعم النساء في صنعاء، إن العائلات الفقيرة تسعى "للتخلص من مصاريف الأطفال وبشكل خاص الفتيات بسبب سوء الأحوال المادية".

وبسبب الحرب، لم تعد هناك منظمات كافية لدعم النساء ورعايتهن.

وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير نشر في العام 2020 إن "معدل العنف ضد النساء في اليمن مرتفع للغاية"، مقدرا وجود 2,6 مليون فتاة وسيدة يتعرضن للعنف.

وتوقع "أن يرتفع مستوى العنف القائم على جنس الشخص مع استمرار تفشي جائحة كوفيد-19".