هذا الاختيار هو مجرد دليل جديد وإضافي على قدرة المواطن العماني وما يتميز به وأنه مبادر ومحب للعطاء
مسقط - خالد عرابي
أختارت الأمانة العامة للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي ومقره العاصمة السويدية استوكهولم، المتبرع العام بالدم في السلطنة أحمد بن حمد بن سالم الخروصي كسفير للسلام والنوايا الحسنة للمركز، حيث أعلنت عن قبولها انضمامه، واصفة أياه بأنه شخصية عادية بل واستثنائية بكل المقاييس، مشيدة بما له من العديد من المبادرات الإنسانية، علاوة على كونه صاحب أكبر مبادرات للتبرع بالدم في السلطنة ثم أنطلاقه بها من السلطنة إلى دول الخليج العربي.. "الشبيبة" التقته ليحدثنا حول ذلك الاختيار
وقال الخروصي: سعيد بهذا الاختيار الذي جاء في وقته ومع الاحتفال بمناسبة غالية جدا على قلوبنا جميعا وهي العيد الوطني المجيد الخمسون. وقال: إن هذا الترشح إن دل على شيء فإنما يدل على مدى قدرة وتميز الشخصيات العمانية، فأنا أرى أن هذا الاختيار ليس اختيار لي بل هو مجرد نموذج اختيار لأي شخص عماني فهناك العشرات بل المئات من العمانيين يختارون وباستمرار في العديد من المجالات و يفوزرن بأرقى المسابقات و يقدمون الكثير من الإبداعات والابتكارات في العديد من المجالات ومن ثم فهذا الاختيار هو مجرد دليل جديد وإضافي على قدرة المواطن العماني وما يتميز به وأنه مبادر ومحب للعطاء.
ورأى الخروصي أن هذا الاختيار وبناء على ما قاله له المرشحون وممثلوا الأمانة العامة للمركز جاء بناء على معطيات لديهم فهم يختارون أشخاص من بلدان ومجتمعات مختلفة بحيث يكونوا قد أدوا خدمات وأعمال ومساعدات إنسانية لمجتمعاتهم وأوطانهم، وبما أن التبرع بالدم واحد من الأعمال الإنسانية النبيلة –لأننا كما نعلم فإن قطرة دم معناها حياة- وأنني تبرعت بالدم حتى الآن بمفردي إلى 162 مرة فأنهم وهذا بخلاف ما تبرع به أفراد أسرتي، و لذا اختاروني ورأوا أن هذا العمل مهم جدا ويستحق اختيارهم لي كسفير للسلام و النوايا الحسنة للمركز.
معطيات الترشيح
وأوضح الخروصي ما جاء في معطيات الترشيح من قبل الأمانة العامة للمركز حيث عددوها وقالوا: يكمن منهج مبادراته في قيامه بالآتي: أولا قيامه بالتبرع بالدم لأكثر من 150 مرة طول فترة حياته ولا زال في أوج عطائه وهذا يعتبر إنجاز عظيم. ثانيا: إنشاء كيان عظيم للمتبرعين بالدم على مستوي السلطنة كلجنة محليه منتشره في كافة بقاع السلطنة المترامية الأطراف حيث ما أن يحتاجوا للدم في أي مستشفي يلبي النداء من واقع المنتسبين للجنه وهذا بحد ذاته إنجاز كبير. ثالثا: تم تكريمه من أعلى المستويات الحكومية والمحلية في السلطنة ودول الخليج العربي. رابعا: شارك في العديد من المؤتمرات والندوات وتقديم أوراق العمل وحث المجتمع على التبرع بالدم متي ما احتاجوا له في أي زمان ومكان.
وأكد المتبرع العام بالدم في السلطنة قائلا: هذا الاختيار يضيف إلى مسؤولية والتزام آخر فهذا يحتم علينا -وهو التزام من البداية- بأن نكون قدوة حسنة في تمثيل الوطن الغالي في الداخل والخارج، وأن نخدم المجتمع والوطن والإنسانية جمعاء بشكل عام.. وتقدم الخروصي بكل الشكر والتقدير لإدارة المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي عن اختياره كمتبرع عام بالدم في السلطنة ليكون سفيرا للسلام والنوايا الحسنة للمركز، كما تقدم بالشكر لكل مراكز الدم في السلطنة وخارجها معتبرا أن كل ما يقوم به من تبرع شخصي وحث للآخرين على التبرع هو واجب وطني وإنساني يجب أن يقوم به كل فرد.
رحلة مع التبرع بالدم
الجدير بالذكر أن هناك قصة إنسانية وراء توجه الخروصي هذا وأنها حدثت له شخصيا، وله رحلة طويلة مع التبرع بالدم تعود إلى العام 1986م، وقد بدأت في 16 أبريل 1986، وذلك عقب تعرضه لحادث مروع في 31 مارس 1983 ، ونقلت على أثره إلى المستشفى السلطاني واستمرت رحلة علاجه في حينها لنحو 3 سنوات، وقامت الدولة والحكومة بواجبها معه كمواطن ولم تقصر، حيث تم إرساله لاتمام علاجه في الخارج وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، ولذا فبعد اتمام شفائه وعودته إلى أرض الوطن كان أول ما فكر به هو كيفية رد الجميل للوطن والمجتمع، ومنذ تلك الفترة حمل نفسه أمانة وسالة إنسانية وهي تبرعه الشخصي بالدم كلما أتيح له ذلك ومتى اصبح قادرا عليه ولذا فقد قد بلغ عدد المرات التي تبرع بها بالدم حتى الآن 162 مرة، كما أخذ على عاتقه مهمة التوعية بأهمية التبرع بالدم وتشجيع الناس على ذلك. وأكد الخروصي على أنه لكي ينجح في إيصال رسالته لم يكتف بتبرعه فقط ودعوة الآخرين بل أيضا دعوة أسرته وأهل بيته لكي ليكونوا قدوة في ذلك فقد تبرعت زوجته بالدم نحو 30 مرة وبناته الثلاث استقلال ونوال وآمال كل واحدة العديد من المرات وأخيه سالم الذي تبرع بالدم أكثر من 60 مرة، وكذلك بقية أخوته.
وطالب الخروصي مجددا بضرورة توجه من يستطيع إلى مراكز الدم للتبرع بالدم خاصة و أنه يحدث نقي في بعض الفصائل في بعض الأحيان وخاصة مع الظروف الحالية التي فرضتها أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) كما جدد الدعوة لضرورة التبرع بالصفائح الدموية لما لها من أهمية كبرى، مشيرا إلى أنه يمكن التبرع عدد من المرات خلال العام، وقال بأن هناك مشكلة تكمن في خوف البعض من طريقة التبرع بالدم لأنها تأخذ وقت أطول في حين أنه ليس هناك أي مشكلة منها وأن العامل نفسي فقط هو المشكلة، وأن ما علينا فقط هو أن نبادر وأن نضع في أنفسنا وذهننا أننا نذهب ليس للتبرع بالدم فقط و إنما لإنقاذ حياة إنسان.