العمانية - الشبيبة
قرية سيجاء إحدى القرى الجميلة التابعة لولاية سمائل بمحافظة
الداخلية، تقع تحت سفح الجبل الممتد من سلسلة الحجر الغربي المتصلة بالجبل الأخضر، وعرفت قديما باسم (سيل جاء) لكثرة الأمطار التي تهطل عليها مما أكسبها اللون الأخضر في مزارعها.
ويوجد في القرية العديد من المعالم التاريخية والدينية كالحصون والأبراج والحارات القديمة الشاهدة
على عظمة وشموخ الإنسان العماني، كما يوجد بها عدد من المواقع الأثرية منها (الرجم) على مدخل القرية وهي عبارة عن قبور جماعية تعود لمئات السنين وضعت عليها وزارة التراث والسياحة لوحات إرشادية تمنع العبث بها أو البناء في تلك الأراضي الموجودة فيها.
يقول سعيد بن حمود اليعربي أحد رشداء القرية "توجد في قرية سيجاء حارات قديمة ولها معالمها الأثرية
والحضارية تضم مجموعة من المنازل التي كان يقطنها أغلب أهالي القرية سابقا، أشهرها حارة اليعاربة وحارة الحضرميين وحارة الجابريين وبها ثلاثة مداخل تسمى الصباحات وهي (صباح القري وصباح الحمام وصباح الحديث) وهي عبارة عن بوابات لها نظام معين حيث تفتح في أول الفجر وتغلق بعد صلاة المغرب أو حسب ما يتعارف عليه الأهالي سابقا".
وأضاف لوكالة الانباء العمانية "نظرا لموقع القرية الاستراتيجي بالقرب من سلسلة الجبل الغربي فلقد
كان لها العديد من التحصينات الدفاعية كالأبراج والحصون القديمة مثل برج الصفراء، وبرج الخب، وبرج
الشراج وبرج الحمروت، وبرج الريح، وبرج المقصورة، وأشهرها برج السوداء، واندثرت جميع تلك الأبراج لذلك يتطلع أهالي القرية لترميمها لتكون خير شاهد على حضارة وتراث هذه القرية وماضيها التليد".
ووضح اليعربي ان من العلماء الذين عاشوا في القرية الشيخ الضليع هاشم بن غيلان الهميمي السيجاني،
وقد عاش الشيخ هاشم في أواخر القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث الهجري ، وأدرك من الأئمة الإمام الوارث بن كعب ، وعاصر الإمام غسان بن عبدالله ، والإمام عبد الملك بن حميد رحمهم الله ، وله رسائل إلى الإمام عبدالملك بن حميد وهي موجودة في تحفة الأعيان للإمام السالمي ، دفن الشيخ هاشم بن غيلان بقرية سيجاء، وتكريما لهذا العالم الجليل فقد سميت مدرسة تعليم القرآن وعلومه باسمه كما اطلق أسم أحد المساجد بالقرية باسم ولده محمد بن هاشم بن غيلان .
ويوجد بالقرية العديد من المساجد القديمة يبلغ عددها حوالي (13) مسجدا، أشهرها مسجد الجامع الذي
يعتبر أحد أكبر المساجد في القرية وتوجد به عدة مرافق منها مدرسة لتعليم القرآن الكريم وبئر مخصصة للشرب والوضوء، بالإضافة الى مساجد أخرى مثل مسجد خميس، والمقصورة، والمخرسي، والقري، والصعب، والمحضر، والظفرية، والبرشي وغيرها.
وتمتاز قرية سيجاء بوفرة المياه، نظرا لكثرة الأمطار التي تهطل عليها على مدار العام، مما جعل أرضها
تخزن كميات كبيرة من المياه، ومن أشهر أفلاجها فلج الحمَّام وهو عبارة عن عين تنبع من أسفل الجبل، وتتميز بسخونة مائها خاصة في وقت الشتاء، مما جعلها مقصدًا للكثير من السياح من المواطنين أو الأجانب، بالإضافة الى فلج القري، وفلج الحديث، وفلج المحدوث.
وتغطي القرية مجموعة من البساتين وواحات النخيل وتشكل لوحة خضراء جميلة كما تشتهر بزراعة العديد من
المزروعات مثل البطيخ والسفرجل والليمون والثوم والطماطم والفندال وحبوب القمح، إضافة إلى زراعة البرسيم (القت).
ويعمل معظم أهالي القرية في العديد من المهن التي تعود عليهم بالخير الوفير، ومن أهم تلك المهن
مهنة البحث عن عسل النحل العماني وقطف الزعتر والضجع من قمم الجبال، كما يمارس أهالي القرية مهنة الزراعة وعددًا من الصناعات الحرفية مثل صناعة النسيج وصناعة الإزار العماني والسباعية، بالإضافة إلى صناعة السعفيات بمختلف أنواعها، وصناعة الحلوى العمانية، وطبخ التمور التي تعرف باسم (الفاغور). ومن الفنون التقليدية التي تشتهر بها القرية فن العازي وفن الرزحة وغالبا ما يقامان في المناسبات المتنوعة.