إن كنت ترغب بالوصول الى قرية كمزار التابعة لولاية خصب بمحافظة مسندم فلن تستطيع الوصول اليها بسيارتك ..فالقرية عبارة عن شبه جزيرة صغيرة وللوصول إليها لابد أن تصعد قوارب الصيد التي يمتلكها الأهالي أو طائرة عمودية عسكرية.
لعل أبزر ما يميز كمزار ، أنها تطل على مضيق هرمز "الذي يعد واحدًا من أهم الممرات المائية في العالم" ، معظم سكانها يعملون بالصيد، ويتم التنقل منها وإليها عبر القوارب ، إضافة إلى رحلات جوية يومية يسيّرها سلاح الجو السلطاني العماني لنقل البضائع والأشخاص ، ولا يوجد لها طريق بري.
تصوير: علي الكمزاري
تحتوي كمزار على أكثر من 250 مسكنًا ، ومسجدين ضافة إلى مدرسة واحدة يدرس فيها أبناء كمزار على فترتين "فترة صباحية للبنين وفترة مسائية للبنات" ومدرسة لتعليم القرآن الكريم تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.. ومستشفى ومركز للشرطة.
إضافة إلى 7 محالات بقالة ، وخياط ملابس نسائية ، بالإضافة لمطعمين واثنان من محلات الحلاقة الرجالية ، وكفتيريا "مقهى" متنقلة ، ومصبغة ملابس لتلبية احتياجات أبناء المنطقة الذي يقدر عدد سكانها بـ 1378 نسمة من واقع تعداد عام 2010 التابع للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
يقول علي الكمزاري وهو من أهالي القرية لـ"الشبيبة": "الحياة في كمزار بسيطة..أنا من مواليد 1985 م ، لكنني عشت حياة بسيطة جداً لم يعشها أبناء جيلي في مناطق أو دول أخرى وصلت إليها المدنية أو التطور قبل أن تصل إلى كمزار."
وأكد الكمزاري:" أنا فخور وسعيد جداً أني عشت في زمنين مختلفين عن بعضهما تماماً..عشت في زمن لعبنا فيه على شاطئ البحر والجبال، " زمن كانت الحياة فيه أجمل بكثير واجتماعية أكثر مما هي الأن مع التقدم المدني بسبب الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي "الإفتراضي" التي قللت كثيراً من التواصل الإجتماعي الفعلي الواقعي الذي كنا نعيشه في ذلك الزمن الجميل".
يعتبر حوالي 85% من أهالي كمزار أن احتياجاتهم اليومية من غذاء وأدوات منزلية متوفرة في المحلات التجارية في المنطقة ، كما أن أغلبهم يفضلون طعام المنزل والقليل منهم جدا من يأكل من المطاعم المتوفرة.
تأتي المياه للقرية عبر شبكة خاصة لتحلية مياه البحر ويقول الأهالي أنهم يواجهون مشكلة في أنابيب المياه وشبكة تمديد المياه بشكل عام ، حيث أن شبكة المياه قديمة ويضطر أغلب الناس سنويًا لتغيير صنبور المياه بسبب تجمع "الصدأ" فيها.كما توجد في كمزار محطة كهربائية تمد القرية بالكهرباء.
ويصف الكمزاري صعوبة التنقل سابقا بين قرية كمزار والولايات الأخرى ويضرب مثلا على ذلك "في الماضي كان الشيوخ في كمزار إذا أرادوا إيصال رسالة عاجلة إلى شيخ بولاية دباً مثلاً ، أعطوا الرسالة إلى أحد المتمرسين بالجبال والملمين بمخاطرها ويوصلها بدوره "عن طريق الجبل" إلى ولاية دبا.
يؤكد علي الكمزاري بأن قريتهم قد حظيت باهتمام الحكومة حالها كحال باقي القرى العمانية ، حيث توفرت فيها المستشفى والمدرسة ومركز للشرطة ،إضافة للكهرباء والمياه والإنترنت.
ولاتخلو كمزار من بعض المناطق والمواقع السياحية فيقول عادل الكمزاري لـ"الشبيبة" متحدثا عنها: توجد لكمزار بعضالمناطق الصغيرة التابعة لها ، يزورها أهالي كمزار للنزهة ، كذلك هناك منطقة اسمها "سل كمزار" وهي منطقة سياحية يقصدها الأهالي في الشتاء حيث تخضّر المنطقة فيستمتع الأهالي بأجواءها الجميلة وتوجد هذه المنطقة في أعلى الجبل ويسكنها بعض سكان القرية.
وأضاف عادل :" كمزار ضيقة المساحة ، لا توجد إمكانية لأي توسع سكاني أفقي فيها إلا بالبناء فوق الجبال أو ردم أجزاء من البحر والبناء عليها، إضافة لوجود عدد كبير من القبور أمام المنازل وفي الساحات ".
ولفت الكمزاري إلى أن الحكومة قامت بتنفيذ مشروع حكومي خدمي في منطقة كمزار"كمزار الجديدة" يشمل مخططا لأراضٍ على سطح جبل ومستشفى ومدرسة ، إضافة إلى طرق معبده، حيث سيوفر المشروع قطع أراضٍ سكنية وتجارية للمواطنين، ويعتبر المشروع قد شارف على الإنتهاء قائلاً : "نأمل أن يرى هذا المشروع النور قريبا وهو مستقبل كمزار" .
وأكد علي أن كمزار على بعدها الجغرافي في أقصى شمال السلطنة ولكنها أخرجت من صلبها الطبيب والمهندس والمعلم كما أن أبنائها سعوا إلى الدراسة حتى خارج السلطنة بحثًا عن العلم.
ويشير عادل الكمزاري إلى أن سكان كمزار دائمي التنقل بين كمزار وخصب ، وأغلب كبار السن متواجدين في كمزار،ولكن أبناء كمزار دائما ما يتواجدوا في كمزار في الإجازات الأسبوعية وغيرها .