مسقط - الشبيبة
أضرار صحية واقتصادية وبيئية تسببها القوارض
برامج مكافحة دورية تهدف إلى القضاء على بؤر التوالد
حرص متواصل وتفعيل الجانب التوعوي بالأضرار التي تخلفها القوارض، وتقديم الحلول المستدامة للحد من انتشارها في البيئات المختلفة.
تسبب القوارض أضرارًا صحية واقتصادية مدمرة للبيئة التي يعيش فيها الإنسان، ترتبط بسلوكها الغذائي في القرض والحفر مما تسبب خسائر هائلة في المواد الغذائية، كما تلحق الأضرار بالمباني والمنشآت والأسلاك الكهربائية وبكل ممتلكات الإنسان. لذا تحرص بلدية مسقط على مكافحة القوارض والحد من انتشارها، بأساليب وطرق متنوعة، أهمها تفعيل الجانب التوعوي بالأضرار التي تخلفها، وتقديم الحلول المستدامة للحد من انتشارها في البيئات المختلفة، وحفاظاً على صحة وسلامة أفراد المجتمع وتجنب الأمراض التي تسببها القوارض من نقلها للملوثات.
أضرار القوارض:
تسبب القوارض بأضرار صحية هائلة لكونها تعيش في الأماكن القذرة والملوثة وأماكن تجمع النفايات، وبالتالي تسبب أمراض خطرة تنقلها للإنسان وحيواناته المنزلية، كما تعمل على الإضرار بالمرافق العامة مخلفة ورائها فتحات وثغرات في الممرات والأبواب والنوافذ والأثاث المنزلي، عدا أنها قد تتلف أسلاك التوصيل الكهربائية بما من شأنه التسبب في الحرائق وإتلاف الأجهزة، ناهيك عن أضرارها الاقتصادية غير المباشرة؛ ذلك لأن القوارض تقوم بالتغذي على بذور المحاصيل بعد زراعتها، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الإنبات وقلة الإنتاج، كما تنتشر في المنازل وأماكن تخزين الحبوب، وتهاجم المحاصيل الزراعية والمسطحات الخضراء، وتتغذى على الثمار لامتلاكها القدرة العالية على تسلق الأشجار والأغصان.
طرق المكافحة المستخدمة:
تقوم بلدية مسقط ممثلة في المديرية العامة للشؤون الصحية وأقسام مكافحة الآفات بالمديريات التابعة لبلدية مسقط بدور كبير للحد من انتشار الآفات والقوارض؛ وذلك من خلال برامج المكافحة الدورية التي تهدف إلى القضاء على بؤر التوالد، والدراسة الاستقصائية الهادفة للتعرف على نوع الآفة وخصائصها، أماكن توالدها، سلوكها وأهم الأضرار الناتجة عنه.
وتبدأ طرق المكافحة بفحص آثار وجود القوارض، ومن أهم هذه العلامات: القرض على الأخشاب والبضائع، وآثار الأصابع، وملاحظة وجود ثقوب، أو وجود رائحة مميزة، وأعشاش القوارض وغيرها من هذه الآثار، بعدها يتم تنظيف المكان من هذه الآثار وإغلاق جميع الأنفاق والفتحات خاصة حول أسوار المنازل والمنشآت، كما يتم استخدام طرق المكافحة الميكانيكية، واستخدام أدوات مانعة لدخول القوارض، وهدم أو سد الجحور وغمرها في الماء، فضلا عن استخدام المصائد والتي تعد من أفضل طرق التخلص من القوارض في حالة الإصابة الفردية أو المنخفضة.
أما المكافحة الكيميائية المستخدمة للقضاء على القوارض فتكمن في استخدام المبيدات والطعوم الجاذبة السامة في عمليات المكافحة، إلى جانب مساحيق الممرات والمكعبات الشمعية.
وتركز بلدية مسقط على تخفيف حدة التلوث البيئي الناجم عن استخدام المبيدات والمعدات من خلال اتباع عدة طرق ومنها: التقليل من استخدام المكافحة الكيميائية، والتركيز على استخدام المكافحة الميكانيكية والطبيعية والحيوية، إضافة إلى استخدام مبيدات كيميائية طبيعية وقابلة للتحلل، وذلك لتجنب إبقاء أي أثر قد يضر البيئة، مع مراعاة استبدال أو حظر بعض المبيدات شديدة السمية، إلى جانب التخلص من أوعية المبيدات الفارغة بطريقة صحيحة وسليمة، أو الاحتفاظ بها في مكان سليم، وفي نفس الوقت اتباع تعليمات الوقاية المدونة في العبوة، فضلا عن التركيز على مكافحة جذور الآفة في أماكن توالدها ، إن كان في فتحات الصرف الصحي والمساكن المهجورة والمقابر وحواف الوديان ومجمعات النفايات وغيرها.
ويقوم المختصون في بلدية مسقط بكافة الاجراءات المتبعة لتنفيذ برامج المكافحة المتكاملة للآفات مع مراعاة عوامل السلامة المهنية للعمال وأيضا التأثير الأدنى على البيئة المحيطة بحيث تُدمج فيها طرق متنوعة للمُكافحة ( توعوية -إصحاح بيئي - طبيعية - بيولوجية – ميكانيكية – كيميائية- التشريعات المنظمة لصحة البيئة ) غني عن الذكر بأن الدور الرئيسي لقسم مكافحة الآفات هو منع انتشار الامراض من خلال مكافحة الآفات الناقلة للأمراض ولا يعني ذلك استئصال الآفة، وإنما لتقليل أعدادها لمستويات لا توثر على التوازن البيئي. كما أن البرامج التوعوية ذات أهمية كبيرة في السيطرة على انتشار الآفات وتأتي في مقدمة برامج المكافحة الأخرى ذات الضرر البيئي أو الكلفة المالية العالية ، ومن هذا المنطلق فقد نفذت أقسام مكافحة الآفات بالمشاركة في إلقاء المحاضرات التوعوية في المدارس والمشاركة في حملات توعوية للأهالي ، بالإضافة إلى توعية الزائرين والبائعين في الأسواق والحدائق العامة، وتوعية العمال في المنازل قيد الإنشاء عن أبرز الآفات المتواجدة في بيئات عملهم وطرق السيطرة عليها كما يتم التعاون مع جهات أخرى على مستوى السلطنة حول برامج مكافحة الآفات والبرامج التوعوية المصاحبة.
وتعتمد برامج المكافحة على عدة عوامل أساسية منها: نوع الآفة ودورة حياتها ومواسم تكاثرها وبيئات معيشتها، عليه فإن برامج المكافحة تختلف باختلاف مواسم السنة، فعلى سبيل المثال يتم في فصل الشتاء التركيز على آفتي البعوض والذباب نظرا لتوافر الظروف الملائمة لتكاثرها، بينما يتم في فصل الصيف التركيز على آفتي الصراصير والقوارض.
وحول مكافحة القوارض تتوزع فرق مكافحة القوارض في المناطق التابعة للمديرية ويتم التركيز على الإصحاح البيئي بإزالة أسباب تكاثر القوارض ومن ثم حصر بؤر التوالد من خلال الزيارات التفتيشية الميدانية لتحديد الطرق المثلى للمكافحة. ومن خلال هذه البرامج تسعى فرق العمل إلى تحقيق عدد من الاهداف منها: الحد من التلوث البيئي الناتج من زيادة استخدام المبيدات الكيميائية، وتقليل نسبة البلاغات الواردة من المواطنين وذلك باحتواء الملاحظات المسببة لتوالد الحشرات والقوارض وذلك بنشر الوعي الصحي، إضافة إلى منع ظهور سلالات من الآفات مقاوِمة للمبيدات الكيميائية، فضلا عن تطوير برامج المكافحة بحيث تتناسب مع طبيعة ومتغيرات العمل وتأهيل العمال لمستوى يعطي أفضل النتائج وأكبر قدر من السلامة.
حصرها وتقدير كثافتها:
هناك عدة نقاط يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند وضع خطة عامة لمكافحة القوارض في مناطق واسعة، وهي: أنواع القوارض المنتشرة وتوزيعها، كثافة الإصابة بالقوارض وبالتالي حجم المشكلة، مدى توفر الأمكنة التي تصلح لإيواء القوارض، إلى جانب طبيعة نظام المجاري السائد في المنطقة والطرق المتبعة في التخلص من القمامة والإجراءات المتبعة للمحافظة على النظافة العامة، طرق التخزين المتبعة وطبيعة المواد المخزونة.
الوعي سيد الموقف:
وحيث أن بلدية مسقط حريصة كل الحرص على الاهتمام بنظافة المدينة والتخلص من المخلفات بأنواعها، مع حرصها المصاحب كذلك لوضع الحلول اللازمة للتقليل من التلوث البيئي الناجم عن المخلفات، فإنها تدعو في الوقت ذاته كافة أفراد المجتمع على اتقاء شر المخلفات؛ كونها المسبب الأكثر انتشارًا ونشرًا للقوارض، وتعمل بلدية مسقط باستمرار على توعية أفراد المجتمع بخطورة كافة أنواع المخلفات، مع تثقيفهم بالكيفية المناسبة للتخلص منها، وتكثيف الرقابة على جميع المنشآت والمواقع؛ ضماناً لعدم التسبب في ممارسات خاطئة أو ظواهر عشوائية تتنافى مع الصورة الحضارية والجمالية لمحافظة مسقط. حيث تعد المخلفات المصدر الرئيسي لتكاثر البكتيريا والجراثيم والآفات والقوارض، وتشكل خطرًا على الصحة العامة للأفراد والبيئة المحيطة، الأمر الذي يؤدي إلى احتمالية تفشي الأمراض والأوبئة، وتتنوع هذه المخلفات لتشمل المخلفات المنزلية، والمخلفات الزراعية، ومخلفات البناء، ومخلفات الشواطئ ومخلفات المتنزهات وغيرها من المخلفات التي تتراكم في الأحياء السكنية وبطون الأودية وتلحق الضرر بالبيئة والسلامة العامة.