مسقط – الشبيبة
نفذ المتحف الوطني سلسلة من الأنشطة والفعاليات والاجتماعات الرامية الى تهيئة البيئة المتحفية لتطبيق نظام إدارة الجودة، حيث بدء فعلياً بأولى مراحل التطبيق المتبعة لدى جهات الاختصاص.
يأتي ذلك في ضوء التوجه الحكومي نحو الإجادة المؤسسية وانطلاقاً من رؤية المتحف الوطني في سعيه إلى تطبيق أفضل الممارسات المهنية وضمان استمراره بتقديم أفضل الخدمات المعتمدة على أعلى المعايير المطبقة دولياً.
فتعقيباً لدعم الإدارة العليا قدمت الفاضلة ندى بنت صالح الشكيلية، رئيسة قسم التطوير وضمان الجودة بالتكليف ورشة عمل لموظفي المتحف تحت عنوان " قسم التطوير وضمان الجودة: المفاهيم والتطلعات" وتأتي هذه الورشة التعريفية كون المتحف الوطني يعد أول متحف في السلطنة يحتوي في تقسيماته الإدارية على قسم مخصص لمتابعة التطوير وضمان الجودة، وتناولت الورشة التعريف بالمفاهيم المتصلة بالجودة وتطوير الخدمات واوجه التشابه والفروقات بينها وبين المصطلحات الأخرى ذات الصلة بالموضوع.
كما ركزت الورشة على التطلعات التي يسعى المتحف الوطني تحقيقها عبر هذا القسم أبرزها ضمان تقديم أفضل الخدمات للمتعاملين مع المتحف وتعميم أفضل الممارسات الإدارية والمهنية وضمان تطبيق أكثر أساليب العمل كفاءة وتطوراً في تقسيمات المتحف وتوجيهها نحو التحسين المستمر بالإضافة الى تنمية الموارد البشرية ونشر مفاهيم التميز والإبداع الوظيفي وضمان جودة الأداء وربطها بالاستراتيجية والسياسة التنظيمية للمتحف.
كما نظم المتحف الوطني ممثلاً بقسم التطوير وضمان الجودة ورشة عمل حول نظام الجودة ومراحل تطبيق النظام قدمها فريق المساندة بالمديرية العامة للتطوير وضمان الجودة بوزارة الخدمة المدنية. شرح خلالها ماهية النظام ومراحل تطبيقه ابتداءً من مرحلة الإعداد والتحضير للنظام، مروراً بمراحل التوعية بشأن النظام وتدريب العاملين عليه، وصولا إلى مرحلة التوثيق وانتهاء بتطبيق النظام ثم التدقيق عليه بهدف التأكد من مطابقته لمتطلبات مواصفة الأيزو (9001/2015).
الجدير بالذكر أن مواصفة الايزو تتضمن بنودا تتحدث عن فهم وضع المؤسسات من حيث العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على أدائها وكيفية التعامل مع المخاطر المتوقعة والقيادة ودورها في إرساء نظام إدارة الجودة وتقييم الأداء وما يحتويه من تحليل وقياس ومتابعة أية نتائج أو قرارات يتم اعتمادها من قبل المؤسسة المعنية.
هذا ويعد المتحف الوطني الصرح الثقافي الأبرز في سلطنة عمان والمخصص لإبراز مكونات التراث الثقافي لعُمان، منذ ظهور الأثر البشري في شبه الجزيرة العُمانية قبل نحو الملايين الاعوام، وإلى يومنا الحاضر؛ والذي نستشرف من خلاله مستقبلنا الواعد.
وقد أنشأ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (2013/62)، الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ)، الموافق (20 من نوفمبر سنة 2013م)؛ وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية؛ بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة.
ويهدف المتحف إلى تحقيق رسالته التعليمية، والثقافية، والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، ومن خلال تنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد، والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعُمان؛ وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وبتقديم الرؤية، والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة.
وقد جاء تبني المتحف الوطني تطبيق نظام إدارة الجودة استجابة للتوجيهات السامية بضرورة الارتقاء بمستوى الأداء الحكومي وما ينطوي عليه تطبيق نظام الجودة من مبادئ تركز على تقديم خدمة متميزة والاهتمام بالمستفيد ومشاركة العاملين واتخاذ القرارات بناء على تحليل المعلومات والالتزام المستمر لتحسين مستوى الخدمات المقدمة.