
مسقط - خالد عرابي
تحتفل سفارة المملكة المغربية في سلطنة عمان يوم الثلاثين من يوليو الجاري بالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامين بالمملكة المغربية وهي مناسبة وطنية جليلة تحمل في طياتها أسمى معاني الوفاء لعرى البيعة المتبادلة التي تجمع على الدوام بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي، وتكرّس الالتزام الراسخ بمواصلة مسارات التنمية والبناء وتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ النموذج الديمقراطي، الذي أسّسه صاحب الجلالة، القائم على مقاربة شمولية تُوازن بين أبعاد النمو الاقتصادي المستدام والتنمية الاجتماعية والبشرية، وتعزيز دولة القانون والمؤسسات.
وفي بيان رسمي للسفارة بهذه المناسبة، أكد سعادة السفير طارق الحسنين، سفير جلالة الملك بالمملكة المغربية لدى سلطنة عمان وعميد السلك الدبلوماسي، أن ذكرى عيد العرش لا تمثل فقط حدثًا وطنيًا يحتفي باستمرارية الدولة المغربية الحديثة، بل ترمز كذلك إلى تجديد العهد بين العرش والشعب في مشروع تنموي شامل، يعتمد على ترسيخ دولة القانون وتعزيز العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
المستوى الدبلوماسي
وأضاف سعادة السفير: على المستوى الدبلوماسي، تواصل المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الإسهام الفاعل والموثوق في القضايا الإقليمية والدولية، وفق رؤية ملكية سديدة، مبنية على مبادئ الحوار والتعاون والتضامن، وهو ما جعل المغرب يحظى بمكانة مرموقة في المنتظم الدولي، ويُسجّل حضورًا قويًا في مختلف المحافل الدولية، كمحاور موثوق به، وفاعل نشط في دعم القضايا العادلة. ومن أبرز تجليات هذا الحضور العمل المتواصل والدفاع عن القضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، في إطار لجنة القدس التي يرأسها صاحب الجلالة، ودعم مقومات السلم والأمن الدوليين وفقًا للمرجعيات الأممية ذات الصلة. كما أن التوجه الإفريقي أصبح محددًا ثابتًا في السياسة الخارجية المغربية، والذي بفضله دشّنت المملكة المغربية مرحلة جديدة من التعاون المثمر مع عدد من الدول الإفريقية، وهو ما تم تتويجه فقط منذ أيام على أرض الواقع بتوقيع عدة اتفاقيات استراتيجية بين المغرب ونيجيريا، أبرزها مشروع خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب الذي سيمكن من ربط الموارد الطاقية لنيجيريا بدول غرب إفريقيا والمغرب، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع أوروبا، مرورًا بجميع دول الساحل والصحراء، وهو مشروع نوعي وواعد.
العلاقات العمانية المغربية
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وسلطنة عمان، شدد السفير على عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، والتي تعززت خلال الفترة الأخيرة بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، خلال انعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة بين البلدين، في أبريل الماضي بمسقط. مشيرا إلى أن هذه العلاقات الأخوية المتميزة والضاربة في عمق التاريخ، والمتّسمة بالثقة المتبادلة والتعاون والتنسيق المستمر، والرغبة المتواصلة في تحقيق مزيد من التفاهم والتطوير، لآفاق واعدة، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله -، والتي تلتقي سياساته بهذه المناسبة المجيدة، والتوقيع في قيادة الملك الشقيق نحو مزيد من التقدم والازدهار والمكانة الرفيعة. ويظل الطموح قائمًا للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين إلى مستويات أرحب، خاصة في ظل ما تتميز به كل من سلطنة عمان والمملكة المغربية من إمكانات اقتصادية، ومؤهلات استثمارية كبيرة وبيئة استثمارية جاذبة، تصلح أن تكون رافعة رئيسية في دفع علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.
وفي الختام، أغتنم هذه المناسبة لأتقدّم إلى كافة أفراد الجالية المغربية المقيمة بسلطنة عمان، بأحر التهاني بهذه المناسبة الغالية، وأتمنى لهم مزيدًا من التقدم والنجاح. كما لا يفوتني أن أعبّر عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير العالي لكل المؤسسات والهيئات الرسمية والخاصة بهذه الأرض الطيبة المعطاء، التي أبت إلا أن تُعبّر لنا عن تهانيها بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد.