الخابورة - ش
نفذ أهالي قرية صنعاء بني غافر بولاية الخابورة معسكر عمل لصيانة قناة فلج القرية، وذلك خلال أربعة أيام من العمل الدؤوب مشمرين عن ساعد الجد، في مساع لإعادة منسوب مياه الفلج إلى مستوياته العالية، وتأتي هذه المبادرة الأهلية بعد أن تناقصت غزارة المياه، ولاحظ المزارعون عدم كفاية حصص الماء لري المزروعات، والاستخدامات العامة، علما أن الفلج يصنف كفلج داؤودي والذي نادرا ما ينقص منسوب مياهه إلا في حالات الجفاف الشديد، ولما يشكله الفلج من عنصر مهم في المجتمع العماني حيث يعد المصدر الأول للمياه في القرية العمانية عامة، حيث يستخدم لري المزروعات والشرب والاستخدامات المنزلية المختلفة، وإن أي ضرر بالفلج قد يؤثر في العديد من الجوانب.
وعقد الأهالي العزم على المبادرة في صيانة قناة الفلج، وذلك تداركا للتناقص الملحوظ لغزارة المياه، حيث تولى وكيل أموال البلدة محمد بن سالم الغافري زمام المبادرة وتكاتف معه الأهالي، وعقد اجتماعا في السبلة العامة بالقرية؛ لمناقشة خطة معسكر العمل، والشروع في التنفيذ، وقد شارك في معسكر العمل حوالي 50 إلى 60 شخصا من الأهالي، تنوعت فئاتهم العمرية بين الشباب وكبار السن والأطفال، وأستمر العمل حوالي 28 ساعة عمل في أربعة أيام، وبدأ العمل بالنزول إلى القناة تحت باطن الأرض، والقيام بتنظيف مجرى القناة من الأتربة المتراكمة والحجارة المتساقطة وجذور الأشجار، وذلك على مسافة قدرت بحوالي 1200 متر تقريبا، في سعي لفتح منافذ للعيون التي تغذي قناة الفلج بالمياه، وإزالة العوالق من القناة، وتحفيزا للمشاركين وإشعالا لهممهم قام الحاضرون بأداء بعض الفنون الشعبية الحماسية على هامش معسكر العمل تشجيعا لهم وإحياء للموروث الشعبي.
وقال محمد بن سالم الغافري وكيل أموال البلدة متحدثا على أهمية الفلج: يعتبر الفلج في قرية صنعاء بني غافر هو المصدر الأهم في ري المزروعات، علاوة على الحاجة الماسة له في الشرب والاستخدامات الأخرى.
مصدر تغذية الفلج
وعن مصدر تغذية الفلج وهندسته قال الغافري: تعتبر مياه الأمطار المصدر الوحيد لمياه الفلج، ويتكون الفلج من قناة تحت سطح الأرض بداية من العين الرئيسية (أم الفلج) وتوجد على طول مسار القناة أبار معروفة محليا بـ(الثقبة) تربط القناة الباطنية بسطح الأرض، تهدف لتهوية القناة، وعلامات على مسار القناة تحت الأرض، وللتزود بالمياه للمارة، وإلى أن تصل إلى الجزء المكشوف على سطح الأرض والمعروفة محليا بـ(الشريعة) والتي تكون على مدخل البلدة وتستخدم غالبا لاستعمالات الشرب وسقي الحيوانات، ومن ثم تتفرق القناة السطحية للفلج إلى المزارعين والاستخدامات الأخرى.
وعن حال الفلج قال الغافري: إن قناة الفلج لم تحظ بالصيانة الكاملة، وما تزال جدران القناة مبنية بالحجارة، وبهذا لابد أن تتأثر بمرور السنوات، وتتعرض للانهيارات في بعض الأماكن، وتكون بعض الشوائب في القناة مما يؤدي إلى عدم جريان المياه بالشكل المطلوب، ناهيك عن قلة الأمطار التي مرت بها البلاد في السنوات الفائتة.
وعن نظام العمل الذي اتبعه في تنفيذ المعسكر قال الغافري: «عقدنا اجتماعا مع الأهالي لبحث آلية تنفيذ الصيانة، والتشجيع على المشاركة، ولله الحمد وجدنا تجاوبا وتفاعلا كبيرين من الأهالي، وعملنا على استثمار أيام الإجازات لتواجد الشباب، وعملنا على تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى وهم الذين يتمتعون بالبنية الجسمانية القوية واللياقة البدنية وكان دورهم النزول في قناة الفلج الباطنية للقيام بإزالة العوالق، ومجموعة أخرى تقدم الدعم مع الفتحات السطحية (الثقبة) مهمتها رفع ما تجمعه المجموعة الأولى من العوالق لخارج القناة، ومجموعة ثالثة من كبار السن ذوي الخبرة والإداريين الذين أشرفوا على المعسكر والعمل على إدارة أي طارئ يحصل، وقد تمكنا من استخراج كميات كبيرة من الأتربة والحجارة والشوائب من قناة الفلج الباطنية، وما زال المعسكر مستمرا خلال الأسابيع القادمة حتى الانتهاء من تنظيف كامل القناة.
وقال الشيخ هلال بن حارب الغافري: يعد الفلج في قرية صنعاء بني غافر مصدرا مهما ورئيسيا للمياه في البلدة، وخصوصا لري المزروعات، لذا وجب تكاتف جهود الأهالي في صيانة الفلج، وإنه لمن دواعي سرورنا أن نرى الأهالي يبادرون بالعمل التطوعي لإحياء الفلج بعد أن انخفض منسوبه، كما نستثمر هذه المناسبة لتقديم الشكر الجزيل لكل الأهالي المتطوعين في خدمة البلدة، والشكر موصول لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، على دعمهم صيانة الفلج، ونرجو منهم التسريع في تقديم الخدمة بصيانة الأجزاء المتضررة من الفلج.