مسقط -
انطلاقا من غاية قيامها الأساسية كإضافة نوعية لمنظومة التعليم العالي واستنادا إلى الأطر المنظمة والعمل وفق معايير الجودة المعمول بها وطنيا وعالميا والمنسجمة مع الأبعاد التي رسّخها المؤسّسون نحو إيجاد بيئة تعليمية جاذبة وتجربة أكاديمية مختلفة للطالب تتوافق مع احتياجات الرؤى المستقبلية والطموحات المنشودة داخل السلطنة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، تواصل جامعة مسقط المضي قدما نحو التقيّد بمعايير الجودة لخدمة جميع أهدافها، سياق التقرير المختصر يلقي الضوء على بعض الإضاءات المنجزة والأبعاد المتحققة التي عمدت جامعة مسقط على تأكيدها خلال الفترة الماضية.
معايير التأسيس
عند قيام جامعة مسقط تم تأسيسها كجامعة تعمل وفق معايير الجودة العالية، كإضافة نوعية إلى منظومة التعليم العالي في السلطنة؛ فهو الدافع الأساسي الذي نهجه المؤسسون لذلك، وعليه جاء الجوهر مغايراً عن المؤسسات القائمة لاسيما وان الغرض ليس إشباع حاجة بدليل الأسس المتينة والأبعاد التي تستند إليها يأتي في مقدمتها تأصيل معايير العمل لذا تم تأسيسها كنموذج فريد من حيث الإمكانيات المسخرة ومن حيث المبنى والمرافق التي يضمها الحرم الجامعي وغيرها.
بيوت الخبرة العالمية
ومن أجل تفعيل تلك المتطلبات تمت الاستعانة بأرقى مؤسسات التعليم العالي على مستوى العالم مثل جامعة أكسفورد وذراعها الاستثماري لبلورة توجيهات المؤسسين إلى رؤية متكاملة حول المؤسسة بفكر عالمي وتحقيق محلي وقد تجسّد ذلك في الدراسة التي قامت عليها الجامعة للاستفادة من كافة الخبرات العملية والعلمية في العملية التأسيسية.
الارتباط الأكاديمي
وبهدف تحقيق خدمة تعليمية ذات معايير عالمية قامت الجامعة بوضع معايير خاصة من حيث تفعيل الشراكة البنّاءة مع مختلف الجهات ذات الصلة وفق رؤى محددة من حيث التميز والخدمات وقابلية مخرجاتها للتوظيف وانسجام التخصصات واهتماماتها الأكاديمية مع توجهات جامعة مسقط المتمحورة في التخصصات المقدمة كالهندسة وإدارة الأعمال، وفيما يتعلق بالجودة فإنه لم يقتصر الأمر على ذلك وإنما الاستفادة من هذا الارتباط الأكاديمي بين الجامعة وتلك المؤسسات إلى أقصى حد ممكن، فمنذ البداية نظمت اللجنة التأسيسية حلقات عمل خاصة وموسعة حول مفهوم الارتباط الأكاديمي في السلطنة أو المنطقة بغية الوصول إلى أفضل صيغة للارتباط الأكاديمي تسهم بشكل فاعل في تحقيق الجودة سواء من حيث المدخلات أو العمليات والمخرجات، فكانت حصيلة الحلقات ثراء معرفيا وفتح آفاق تعزيز التعاون بين جامعة مسقط وجامعتي أستون وكرانفيلد، ليس فقط من حيث البرامج لتلك الجامعات وطرق توطين العملية التدريسية في السلطنة فحسب بل إلى تعاون وثيق في تدريس المقررات المعتمدة، وأن تعمل الجامعتان المذكورتان جنبا إلى جنب في تحمّل مسؤولية ضبط الجودة.
متابعة ومراقبة
ومن ضمن تلك الأبعاد تم تشكيل لجنتين تسييريتين الأولى بين جامعة مسقط وجامعة كرانفيلد والأخرى مع جامعة أستون بهدف متابعة ومراقبة سير العمل بجامعة مسقط منذ طرحها للبرامج الدراسية والوقوف على كل التفاصيل والقرارات الأكاديمية المتينة مستندين إلى خبرة الجامعتين لضمان انسيابية العمل لإيجاد بيئة تعليمية جاذبة للطالب وبمقاييس عالمية في جامعة مسقط لا تقل عن مستوى البيئة التعليمية في جامعات الارتباط.
ومن بين الأبعاد الأخرى فإن الشراكة اهتمت بمسألة ضمان اختيار وتعيين الكوادر المتخصصة ومراقبتها عن كثب من الجامعتين للتأكد من المستوى العام في جامعة مسقط في الجانب الأكاديمي والإدارة العليا.
تسخير التقنية
البعد الثالث في الشراكة تمثل في التعاون بين جامعة مسقط والجامعتين لضمان استفادة طلاب جامعة مسقط من كل الموارد الإلكترونية المتوفرة عبر الفضاء السيبراني من خلال التقنيات المتوفرة والمتاحة لكل طالب الرامية إلى تنفيذ بعض اللقاءات الإلكترونية التفاعلية للاستفادة بقدر الإمكان من مخرجات هذه التقنيات في العملية التعليمية.
كادر متخصص
كما عمدت جامعة مسقط من أجل استدامة الجودة إلى استحداث قسم متكامل لمتابعة وتنفيذ الجودة المتوخاة حيث تم تعيين متخصصين للإشراف على هذا الجانب المهم والمطلوب بالجامعة، ونظرا لكون الجامعة خاضعة لإطاري الجودة العماني (الاعتماد الأكاديمي) والبريطاني فإن هذا القطاع بدأ عمله من خلال تحقيق مواءمة بين الإطارين للتأكد من أن مدخلات ومخرجات جامعة مسقط تتناغم مع توقعات الإطارين ما يضمن تطبيق معايير الجودة؛ كذلك تمت الاستعانة بخبير متخصص لوضع سياسات واضحة للجودة تحت إشراف القطاع وخطة تنفيذية للتأكد بأن جميع الأقسام تعمل وفق معايير الجودة التي تتوخها الجهات العمانية المعنية والجامعتين بالخارج.
يعتبر تخريج دفعة أولى من جامعة مسقط كما تناولتها وسائل الإعلام أحد مؤشرات أداء قوية لفاعلية منظومة الجودة التي تتبنّاها جامعة مسقط حيث يعتبر هؤلاء الخريجون خريجي جامعة مسقط وجامعة كرانفيلد على حد سواء ويعاملون من قبل جامعة كرانفيلد أسوة بنظرائهم من جامعة كرانفيلد في بريطانيا ودون أي تمييز وبين البيئة التعليمية حيث إنها هي الفلسفة التي تقوم عليها الشراكة بين جامعة مسقط وجامعة كرانفيلد مع التطورات التكنولوجية المتوفرة والتي اختصرت مسافات كبيرة، فالطالب يتلقى نفس التعليم سواء في عمان أو بريطانيا ويدرس نفس الدراسة وبذات المناهج وبنفس مستوى المحاضرين وعلى ذات المقاييس عند وضع الامتحانات ولا يعد الخريج لعمان فقط ولكن على مستوى عالمي وبالتالي سواء درس في عمان أو بريطانيا فالأمر سيان من منظور جامعة مسقط وهو الأمر الذي يميز هذه الجامعة.