مسقط- ش
يعد كأس العالم الكأس الأغلى على مستوى كرة القدم، كما أن رفع الكأس والتتويج به يعتبر حلم كل لاعب، وكما هو معلوم فإن بطولة كأس العالم تقام كل أربع سنوات، إذ يحتفظ المنتخب البرازيلي بالرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالكأس الذهبي بخمس مرات.
والكأس الذي صممه أبيل لافلور والمصنوع من الذهب الخالص بقاعدة من اللازورد الأزرق، ويبلغ ارتفاعه 35 سنتيمترا ووزنه 3.8 كيلو جرام، لم ينجو من محاولات السرقة، حيث أنه تعرض لثلاث محاولات منذ إنشاء البطولة العالمية، وكانت آخرها في العام 2010.
السرقة الأولى في العام 1966
أثناء أحداث بطولة كأس العالم عام 1966 في إنجلترا أقيم معرضاً خاصاً بالطوابع في 19 مارس من ذات العام، ضم في إحدى صالاته كأس العالم الذهبية «كأس جول ريميه» ليطلع عليها زائرو المعرض، لكن في اليوم التالي اكتشف الحراس اختفاء الكأس، فاستنفرت الشرطة الإنجليزية (سكوتلاند يارد) وجنّدت ثلثي رجالها للبحث عنها، وأعلن الاتحاد الإنجليزي عن جائزة عشرة آلاف جنيه إسترليني لمن يقدم معلومات تؤدي إلى العثور عليها، وفي يوم الاثنين 21 مارس تلقي جو ميرز رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مكالمة هاتفية من مجهول لطلب فدية قدرت بـ 15 ألف جنيه استرليني في فئات صغيرة، وهدد اللصوص بتذويب الكأس إذا تم إبلاغ الشرطة أو الصحافة.
على الرغم من ذلك، اتصل ميرز الشرطة وتم الإتفاق مع اللصوص علي موعد وتم تحضير فدية كاذبة مكونة من الورق العادي يعلوها عملات حقيقية في حقيبة. وقام اثنان من ضباط الشرطة بتمثيل دور مساعدي ميرز، التقى بهم شخص يدعى "جاكسون" وكان في انتظارهم، وبعد أن تسلم الحقيبة تحرك معهم في مركبتهم لكي يدلهم على مكان الكأس.
وكان هناك فرقة من الشرطة تسمى (الفرقة الطائرة) تتابعهم ولاحظ جاكسون ذلك في ضوء حركة المرور في شارع بارك كيننجتون وعندما أشار لهم على مركبات مقابلة ترك العربة وهرب سريعا، ولكن الشرطة لاحقته وألقت القبض عليه وأعترف ان اسمه هو إدوارد بيتشيلي، لص هاوٍ وتاجر سيارات مستعملة. وكان يسعى للحصول علي فدية من وراء السرقة.
و في يوم 27 مارس، كان ديفيد كوربت وكلبه يسيران في "بيولاه هيل"- مقاطعة جنوب شرق لندن- قام الكلب عن طريق الشم بالعثور علي لفافة صحيفة واستدل صاحبه على شكل الكأس وقام بتسليمه إلى مركز الشرطة.
وأعلنت الشرطة استعادة الكأس في صباح اليوم التالي، أدين إدوارد بيتشيلي بالسرقة وطلب فدية، وحصل على أحكام متعددة تخطت عامين.
وبعد نهائي كأس العالم حضر ديفيد كوربيت عشاء الاحتفال بفريق إنجلترا الفائز بالبطولة، وبعد ذلك تلقى مكافآت مجموعها 6 آلاف جنيه استرليني. وأصبح الكلب بعد فترة وجيزة من المشاهير، وظهر على شاشة التلفزيون وفي بعض الأفلام.
سرقة العام 1983
عقب فوز المنتخب البرازيلي بكأس العالم للمرة الثالثة عام 1970، مما يمنحه وفقا للائحة حق تملك هذه الكأس مدى الحياة، وقررت الفيفا صنع كأس جديدة صممها الإيطالي سيلفيو جازانيجا (الكأس الحالية). تم الاحتفاظ بالكأس في خزانة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في مدينة ريو دي جانيرو، واجهته زجاج مضاد للرصاص. ولكن في 19 ديسمبر 1983، لاحظ الحراس في الاتحاد سرقة الكأس من تلك الخزانة، وفشلت الشرطة في العثور على الجناة، وثارت الشكوك في اثنين يعملان كعاملي نظافة في الاتحاد البرازيلي، وفي نهاية المطاف تم إدانة أربعة رجال وأدينوا غيابيا بتهمة السرقة، ولكن لم يتم العثور على الكأس أبدًا ويعتقد أنه تم صهره ثم بيعه في السوق السوداء على شكل سبائك.
قام أسطورة الكرة البرازيلية بيليه وقتها بإلقاء اللوم على الظروف الاقتصادية السيئة، حيث أن الفقر والجوع يدفعان اللصوص لإرتكاب هذه الجرائم، وفي عام 1984 قام الاتحاد البرازيلي بالإتفاق مع شركة ايستمان كوداك لصنع كأس بديل وزنه 1.8 كجم من الذهب باستخدام نسخة قديمة صنعت في ألمانيا الغربية عام 1954 وقال الاتحاد البرازيلي وقتها: "نحن نريد استعادة أحد أهم الرموز الرياضية للشعب البرازيلي، اللص الذي سرقه ليس لديه اي مشاعر وطنية"، وقام الاتحاد الدولي بتقديم الكأس الجديدة إلى الرئيس البرازيلي وتم عمل إجراءات احتفالية وجولة في أرجاء البرازيل. وهو الآن محفوظ في خزانة الاتحاد تحت حراسة مشددة.
محاولة العام 2010
في نسخة العام 2010 تأهل كل من المنتخب الإسباني والهولندي إلى نهائي البطولة. وقبل مباراة النهائي المحددة في 11 يوليو 2010 حاول أحد المشجعين الإسبانيين سرقة الكأس وهذه كانت المحاولة الأولى لسرقة كأس بطولة كأس العالم بعد 27 عامًا من سرقة الكأس.
وقام خاومي ماركيت كوت الذي يطلق على نفسه اسم "جيمي جامب" وهو مغامر مهووس بالشهرة مشهور بالركض في الملاعب بذلك، وفرضت عليه غرامة مالية قدرها 260 دولارا بعد إدانته بالتعدي على ممتلكات الغير ومحاولة سرقة كأس العالم.
وجرى كوت داخل الملعب قبل انطلاق نهائي مونديال جنوب أفريقيا بين اسبانيا وهولندا مباشرة، ولكن رجال الأمن نجحوا في إيقافه قبل أن يصل إلى كأس العالم الذي كان موجودا بالملعب.وذكر كوت أنه لم يكن يريد سرقة كأس العالم ولكنه أراد وضع قبعة أسبانية الشكل عليه.
وأشاع بعض من يعرفونه أنه لم يرد المال والذهب بل أراد الشهرة في أن يكون من سارقين الكأس حيث ركض للكأس غير متخفيا كاشفا وجهه بكل وضوح وعندما قبض عليه وهو مبتسما بلا سبب لكاميرات الصحفيين أثناء إبعاده عن الملعب.