أ. د طارق الحبيب
لا تكاد تخلو الحياة من مواقف أجبرت الفرد على الشعور باليأس أو الإحباط أو الندم أو الشعور العام بعدم الراحة، هذه المشاعر التي تتكوّن وتتشكّل نتيجة عدم إدراك الفرد للمخارج الحقيقية والصحية لمعالجة المواقف معالجةً تتميّز بالوعي الكافي والفهم الجيّد.
وتتلخص أزمة البعض في التمادي والاسترسال في التحسّر والألم على المواقف التي تخالف توقعاته، هذا التمادي الذي يُدخل الفرد في دائرة الصراع.
الصراع السلبي الذي لا يساهم في حل المشكلات وإنما قد يزيد الأزمة تعقيدا وصعوبة، وهذا الصراع بدوره يجعل الفرد في دائرة الانفعالات السلبية المتكررة، حيث يفقد الفرد السيطرة على غضبه ويثور لأسباب ربما تستدعي أو لا تستدعي، ويبدأ في إلقاء اللوم والتُهم في نفسه وعلى القدر والأحداث من حوله.
إن كل انفعال لا يحقق للفرد الشعور بالأمان هو انفعال سلبي حتى وإن كان هذا الانفعال في ظاهره إيجابيا، فمثلا: انفعال الحب إذا كان الحب ممزوجا بالقلق أو الغيرة أو الشعور بعدم الأمان فإن هذا الحب سيتحوّل من جماله الجوهري إلى معاناة مركبة، وكذلك انفعال الفرح، إذا كان الفرح مصحوبا بالخوف أو التعالي أو كان مصحوبا بالمخاوف فإنه سيتحوّل إلى مصدر من مصادر الضغوط.
ومن هذا نقول إن الانفعال السلبي هو مركب من الأفكار والمشاعر التي تحول بين الفرد وبين شعوره بالأمان والاسترخاء.
ويتسم الانفعال السلبي بـ:
• السطحية
• الاندفاعية
• قلة الوعي
• مضلل للحقائق
ويتسبب الانفعال السلبي في تصعيد الأزمات كما يعيق قدرة الفرد في رؤية الحقائق لحل مشكلاته.
إن الانفعالات السلبية هي المدخل الأساسي للحزن والقلق وهي تضعف من قدرة الفرد على الثقة بنفسه.
ويستطيع الشخص أن يتعامل مع انفعالاته بإيجابية وعقلانية كلما قام بصياغة المشاكل والمواقف المختلفة صياغة موضوعية متجرداً من شخصنة الأمور ومتجنِّبا تضخيم الأمور.
استشاري الطب النفسي في مركز مطمئنة في مسقط، الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب