الروس اخترقوا الانتخابات الأمريكية

الحدث الأحد ١٨/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٠٧ ص

واشنطن - موسكو - وكالات

وكالة روسية و13 مواطنا روسيا تدخلوا في حملة الانتخابات الأمريكية في الفترة من 2014 حتى 2016 في إطار حملة متعددة الأركان تهدف إلى دعم دونالد ترامب وتشويه صورة منافسته هيلاري كلينتون. هذا ما قاله المحقق الخاص الأمريكي روبرت مولر في لائحة اتهام.

وتحدثت لائحة الاتهام التي قدّمها مكتب مولر يوم أمس الأول الجمعة والتي جاءت في 37 صفحة عن مؤامرة للإخلال بالانتخابات الأمريكية على يد أناس استخدموا حسابات إلكترونية زائفة لبث رسائل مثيرة للانقسام، وسافروا إلى الولايات المتحدة لجمع معلومات ونظموا مسيرات سياسية متظاهرين بأنهم أمريكيون. وتقول لائحة الاتهام إن وكالة أبحاث الإنترنت الروسية «كان لديها هدف استراتيجي لزرع الانقسام في النظام السياسي الأمريكي بما في ذلك انتخابات الرئاسة 2016». وقال نائب وزير العدل، رود روزنستاين، للصحفيين لدى إعلانه للاتهامات إن التحقيق لم ينته بعد.
وقالت لائحة الاتهام «نشر المتهمون معلومات تحط من قدر عدد من المرشحين، وشملت عمليات المتهمين بحلول أوائل إلى منتصف 2016 دعم الحملة الرئاسية للمرشح في ذلك الحين دونالد ترامب... والانتقاص من شأن هيلاري كلينتون». وتعكس لائحة الاتهام إلى حد بعيد نتائج تقييم المخابرات الأمريكية في يناير 2017 والتي توصلت إلى أن روسيا تدخلت في الانتخابات وأن هدفها تضمن في نهاية الأمر مساعدة ترامب. وتضمنت اللائحة اسم وكالة أبحاث الإنترنت، ومقرها سان بطرسبرج في روسيا وشركتين أخريين و13 مواطنا روسيا. وتصف لائحة الاتهام عملية معقدة وجيّدة التمويل نفّذتها كيانات روسية على مدى عدة سنوات للتأثير في الانتخابات وبدأت في وقت مبكر في حدود مايو 2014. وقالت لائحة الاتهام إن روسا استخدموا أرقام تأمين اجتماعي مسروقة وتواريخ ميلاد لأمريكيين لفتح حسابات على موقع (باي بول) للدفع الإلكتروني ولنشر مشاركات على مواقع للتواصل الاجتماعي باستخدام تلك الهويات المزورة. وأضافت أن المتهمين وآخرين بدأوا بعد ذلك في إنتاج ونشر إعلانات ودعاية سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية مؤيدة لترامب وتهاجم هيلاري كلينتون.وقالت اللائحة إن وكالة أبحاث الإنترنت وظّفت مئات الأشخاص من بينهم من قاموا بإنشاء حسابات وهمية وخبراء تقنيون وتخطت ميزانيتها 1.2 مليون دولار بحلول سبتمبر 2016.
ووصفت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، كل تلك المزاعم بأنها سخيفة. وكتبت زاخاروفا على صفحتها على فيسبوك تتساءل في سخرية «13 شخصا تدخلوا في الانتخابات الأمريكية؟! 13 في مقابل أجهزة مخابرات لها ميزانيات بالبلايين؟ وضد أجهزة التجسس ومكافحة التجسس؟ وضد أحدث التطورات والتكنولوجيا؟ كلام سخيف؟ نعم».
أعلنت شركة «تويتر»، أنها ستواصل التعاون مع السلطات الأمريكية حول التحقيق الروسي على خلفية الاتهامات التي وجهها المدعي الأمريكي بالشؤون الخاصة روبرت مولر.
وأشار ممثل الشركة في بيان إلى أن الشركة ستستمر في التعاون مع مكتب المدعي الخاص ومع الكونجرس بشأن هذه المسألة. وأعرب، نائب رئيس «فيسبوك»، جويل كابلان، في وقت سابق، أن الشركة ممتنة لحكومة الولايات المتحدة على لائحة الاتهام حول التحقيق في «تدخل روسيا» المزعوم في الانتخابات الأمريكية، وأضاف أنهم في الشركة يدركون «أنه ما يزال هناك الكثير للقيام به من أجل منع الهجمات المستقبلية». ونفت روسيا أكثر من مرة اتهامات الاستخبارات الأمريكية بمحاولة التأثير على حملة الانتخابات في الولايات المتحدة، وكان المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد وصف هذه الاتهامات بأنها لا أساس لها على الإطلاق.