العامرات - عبدالله الرحبي
تزخر القرية التراثية وتحديدا السوق الحرفي بمتنزه العامرات بنماذج حرفية شابة شقت طريقها للنجاح نحو مستقبل حرفي واعد، وتعدّ الحِرفيتان مشاعل الحاتمية وبيان النزوانية من الحِرفيات العُمانيات القلائل اللاتي دخلن بكل عزيمة واقتدار مهنة كانت مقتصرة على الرجال وهي مهنة صناعة الفخاريات.
تنتج مشاعل وبيان بشكل يومي وبطريقة حية نماذج عدة من أوان فخارية ذات طابع جمالي فريد يعكس مستوى المهارة والإتقان الذي وصلتا إليه نتيجة التدريب الذي تواظبان عليه منذ ستة أشهر في مركز التدريب وإنتاج الفخار بولاية صحم التابع للهيئة العامة للصناعات الحرفية. فنجحتا خلال هذه الأشهر البسيطة في ترجمة التدريب إلى منتجات فخارية جميلة تحمل دلالات تراثية بطابع عصري. تقول مشاعل بنت حمد الحاتمية: بعد ستة أشهر من التدريب بمركز التدريب وإنتاج الفخار أصبحت لدينا مهارة في إنتاج الفخار الذي يعدّ من الصناعات التراثية التليدة والتي ما زالت متوارثة إلى اليوم والتي كانت يمارسها الرجال، ولكن مع التدريب والرغبة في العمل تولّدت لدينا مهارات في صناعة الفخار، وفي البداية تعلّمنا كيفية التعامل مع التربة أو الطين وطريقة مزجه وسط حرارة مناسبة ومن ثم تكوين ذلك الطين بأشكال مختلفة حسب المنتج التي نريده وتبعا للمقاسات المطلوبة، وبعدها يخرج العمل الفخاري بأجمل صورة بنقش وزخارف بديعة.
وأشارت مشاعل إلى أنها تتمنّى أن تمارس العمل بمفردها وأن يكون لها مركز خاص لإنتاج الصناعات الفخارية.
أما بيان النزوانية فتقول: إن طريقة العمل بالفخاريات يحتاج إلى مهارة وإتقان لأن التعامل مع الطين يحتاج إلى مزيد من المهارة اليدوية، فبعد تجهيز الطين نضعه في قرص الدولاب ونضبط مركزية الطين ثم نعمل حفرة بسيطة لنشكّل منها الشكل المُراد وبعدها نمرر الخيط تحت الشكل. وتضيف: نحن نستخدم الطين المحلي ويكون تحت حرارة من 800 أي 980 تقريبا وحينما تخرج الآنية الفخارية نقوم بتشكيلها من جديد ونزيّنها بالزخارف الإسلامية والخطوط العربية.
وتختم بقولها: أتمنّى أن أدخل بحِرفتي السوق المحلي وأن يكون لديّ مركز إنتاج خاص حتى تظل هذا الصناعة الحرفية باقية للأجيال القادمة.