رئيس لجنة الأمن الغذائي بالشورى لـ«الشبيبة»: خريطة جديدة للزراعة.. حاجة ملحة

بلادنا الأربعاء ٠٣/يناير/٢٠١٨ ٠٢:٣٩ ص
رئيس لجنة الأمن الغذائي بالشورى لـ«الشبيبة»:

خريطة جديدة للزراعة.. حاجة ملحة

صحار- عزان الحوسني

حققت السلطنة مراكز متقدمة عالميا في الأمن الغذائي، متفوقة بذلك على دول تمتلك موارد طبيعية ومالية ضخمة بالرغم من التحديات على مستوى شح المياه والتربة والظروف المناخية الأخرى.

وعن تحديات الأمن الغذائي في هذا العام يقول رئيس لجنة الأمن الغذائي بمجلس الشورى سعادة هلال بن سعيد اليحيائي لـ «الشبيبة»: التحدي الأكبر هو كيفية الاستفادة من الرقعة الزراعية الحالية التي تصل إلى 200 ألف فدان.
لذا يجب تغيير خارطة الزراعة إلى منتجات زراعية تحــقق قيــمة مضــافة، وتزيد من نسب الاكتفاء الذاتي، كالمحاصـــيل الحقلية التي لا تزيد على 3% من الاكتفاء، بدلا من أن يكون نصــف الإنتاج هو الحشائش و «قت البرسيم».
كما أن من ضمن التحديات عدم وجود قوانين وتشريعات تحد من التغييرات في استخـــدام الأرض الزراعيــة، وتقنين استهلاك المياه.
ويستنكر سعادته استهداف القوى العاملة الوافدة للأراضي الزراعية وعدم المبالاة في شُح المياه إضافة إلى الاستخدام الجائر للأسمدة والمبيدات.
وكانت غرفة تجارة وصناعة عمان بولاية صحار قد أقامت حلقة عمل حول تقنيات الزراعة بدون تربة لمحاصيل الخضر في البيوت المحمية بتنظيم من دائرة البحوث الزراعية بشمال الباطنة برعاية سعادة الشيخ علي بن أحمد بن مشاري الشامسي والي صحار بحضور عدد من المزارعين والمهتمين بالتقنيات الحديثة في مجال الزراعة وبخاصة تقنية الزراعة بدون تربة «الزراعة المائية».
وقد ألقى د. علي بن عبيد العدوي مدير دائرة البحوث الزراعية بشمال الباطنة كلمة في حلقة العمل تحدث فيها عن أهمية الزراعة المحمية لمواجهة أزمة شح المياه وقال: الأمن الغذائي على المستوى العالمي، وكذا المحلي في السلطنة يواجه العديد من التحديات التي من أبرزها نقص الموارد المائية وازدياد التصحر وتدهور الأرضي الزراعية وارتفاع مستوى درجات ملوحة المياه وظهور أمراض وآفات نبات وبائية. لذلك تعتبر أنظمة الزراعة المحمية بشكل عام ونظام الزراعة المائية أحد أبرز البدائل لمواجهة هذه التحديات.
وعن حلقة العمل قال: إن تنظيم حلقة العمل من قبل المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية ممثلة بدائرة البحوث الزراعية بمحافظة شمال الباطنة يأتي استكمالا للجهود التي تبذل من قبل المختصين في البحوث الزراعية والإرشاد الزراعي للمساهمة في نشر أحدث النظم الزراعية والتي من أبرزها نظام الزراعة المائية (الزراعة بدون تربة)، حيث حرصت وزارة الزراعة والثروة السمكية على إدخال وتقييم هذا النوع من التقنية لمعرفة مدى نجاحه في السلطنة، حيث تم إدخاله لأول مرة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية عام 2000م، وذلك بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، ثم تم نقل تنفيذ التقنية بعد نجاحها وتبسيط مدخلاتها مع عدد من المزارعين بمحافظات الباطنة، الداخلية، الظاهرة والشرقية، وحلقة العمل تتضمن محاضرات لخبراء من البحوث الزراعية عملوا في مجال تقييم وتطوير هذه التقنية على مدى أكثر من 17 عاما، وتتضمن مشــاركة مميزة لخبرات مزارعين ممن عملوا في مجال البيوت المحمية ونظام الزراعة المائية.
وتتمحور حلقة العمل الرئيسية حول: الإدارة الصحيحة لأنظمة الزراعة بدون تربة. وزراعة وإدارة محاصيل الخضر باستخدام تقنيات الزراعة بدون تربة. وتصميم البيوت المحمية. والإدارة المتكاملة للأمراض والآفات التي تصيب محاصيل الخضر في البيوت المحمية. وعرض قصص نجاح لتقنية الزراعة بدون تربة.
وأضاف العدوي أن القطاع الزراعي في السلطنة يعتبر العنصر الأساسي في تحقيق الأمن الغذائي، حيث حققت قيمة الإنتاج المحلي من الغذاء نسبة 35% من الاكتفاء الذاتي من قيمة الاستهلاك الكلي من الغذاء في السلطنة. وفي عام 2016م بلغ إجمالي الإنتاج النباتي والحيواني 1844 ألف طن و 244 ألف طن على التوالي بقيمة قدرت بـ257 مليون ريال عماني.
وقد بلغ إنتاج محاصيل الخضر 413 ألف طن وهي تشكل ما نسبته 22.4% من مجمل الإنتاج النباتي في عام 2016م بنسبة نمو بلغت 3.5% مقارنة بعام 2015م. وتبلغ نسبة الاكتفاء الذاتي من إنتاج محاصيل الخضر بشكل عام 67.7% وتبلغ نسبة الاكتفاء الذاتي لبعض محاصيل الخضر نسبة 100% مثل محصول الخيار، حيث بلغ معدل إنتاج هذا المحصول في الزراعة المحمية 38 ألف طن بقيمة تبلغ 5.7 مليون ريال عماني.

وقد بيّن المهندس مؤثر بن صالح الرواحي رئيس قسم بحوث الخضر بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية خلال محاضرته بالحلقة كيفية الإدارة الصحيحة لأنظمة الزراعة بدون تربة في النظام المغلق والنظام المفتوح، فيما أشار المهندس سيف بن خلفان القطيطي في محاضرته إلى زراعة وإدارة محاصيل الخضر باستخدام تقنيات الزراعة بدون تربة. وعرض المهندس علي بن سعيد العزيزي كيفية تصميم البيوت المحمية وقدم المهندس سيف بن محمد الكعبي عرضا مرئيا حول الإدارة المتكاملة للأمراض التي تصيب محاصيل الخضروات في البيوت المحمية. وتناول المهندس مالك بن محمد العبري في محاضرته الإدارة المتكاملة للحشرات الاقتصادية التي تصيب محاصيل الخضروات في البيوت المحمية.

ولمزيد من الفائدة فقد عرضت قصص نجاح لتقنية الزراعة بدون تربة لشركة النماء الطلابية قدمها غصن الرشيدي وسالم بن سعيد العيسائي.
وقد اختتم برنامج الحلقة بزيارة محطة البحوث الزراعية بصحار، حيث تلقى المشاركون شرحا عمليا لأنظمة الزراعة المائية وآلية عملها وصيانتها.