الرئيس التنفيذي لـ «طيران السلام» :الطيران الاقتصادي صحح الأسعار في السلطنة

مؤشر الخميس ٠٩/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٢:٢٦ ص
الرئيس التنفيذي لـ «طيران السلام» :الطيران الاقتصادي صحح الأسعار في السلطنة

مسقط - فريد قمر

يكشف الرئيس التنفيذي لطيران السلام الكابتن محمد أحمد أن الشركة ستستقدم خيرة الطيارين العمانيين العاملين في شركات عالمية ومنحهم مناصب عليا للاستفادة من خبراتهم. ويؤكد في حوار خاص مع «الشبيبة» أن الشركة تضع مصر وبنجلاديش وشيراز ضمن خطتها التوسعية، كاشفاً أن الشركة بصدد إطلاق تطبيق على الموبايل والتعاقد مع شركات الحجوزات الإلكترونية لتقديم أفضل خدمة للمستهلك. ويعتبر أن الطيران الاقتصادي في السلطنة نجح في تصحيح أسعار بعض الخطوط بما يخدم السياحة في السلطنة.

معه هذا الحوار:

بداية، من هو الرئيس التنفيذي الجديد لطيران السلام، وكيف بدأت مسيرتك وصولاً إلى طيران السلام؟

أنا محمد أحمد، أتيت إلى طيران السلام بعد نحو ثلاثين عاماً من الخبرة في القطاع. بدايتي المهنية تعود إلى العام 1987 بدأت حين أصبحت طياراً، وكان ذلك تحقيقاً لحلم راودني منذ طفولتي، فمنذ صغري وأنا شغوف بالطيران، إلى أن حققت حلمي وتخرجت من جامعة كامبردج وانضممت لطيران الخليج، حيث أمضيت 16 عاماً.

العام 2003، شكل مرحلة مفصلية في مسيرتي، إذ انضممت لأول طيران اقتصادي في المنطقة، وكان الأمر تحدياً كبيراً، إذ قال الكثيرون- ومن بينهم رؤساء تنفيذيون لشركات طيران عديدة- أن الطيران الاقتصادي لن ينجح في الخليج، فمن يركبون سيارات مرسيدس وبي أم دبليو آخر موديل، لن يستقلوا طائرات اقتصادية. لكني آمنت بالقطاع وأثبت خيارنا صوابه، حتى أصبحت كبرى شركات الطيران تتجه للتأسيس والاستثمار في الطيران الاقتصادي. وأثبت نفسه وبدأت الشركات الكبرى تنتهج نحو الطيران الاقتصادي وهو دليل على النجاح الباهر. وخلال 15 سنة سيرنا عدداً من الشركات وساعدنا شركات أخرى على المضي بهذا النهج. وأنا أعتبر أن التوجه لدى القيادة العليا في السلطنة نحو إنشاء طيران اقتصادي، هو توجه حكيم في الاتجاه الصحيح في ظل التطور الكبير الذي يشهده القطاع في عُمان، كالمطار الجديد والجهود الكبيرة التي يقوم بها القائمون على القطاع للنهوض به وتطويره.

ما هو برنامج عملك لطيران السلام؟

بداية أؤكد أن طيران السلام حقق من انطلاقته تطوراً كبيراً، وأثبت نفسه من خلال فريق العمل الذي كان موجوداً وأوصل الشركة لمرحلة جيدة. وهذا جهد جبار لا بد من الاعتراف به، لكن إنشاء الشركة أمر والاستمرارية بها أمر آخر. لذلك مهمتي الأولى هو البناء على ما بني وتطويره. ولدى طيران السلام نقاط قوة كثيرة، وهي ما نطمح لاستغلاله من أجل تحقيق التوسع المطلوب، بما يستجيب لمتطلبات السوق وينفع المستهلكين والمساهمين على السواء. وخطة التوسع هي مهمتي المستقبلية.

ما هي خطتكم لتحقيقها؟

نحن بدأنا العمل بالفعل، وأعلنا عن رحلات مباشرة إلى مطار دبي الدولي، ومع نهاية الشهر باتت لدينا رحلتان يومياً، وكذلك أعلنا عن خط الدوحة، وهو خط واعد جداً.

والصيف المقبل، سنستلم 3 أو 4 طائرات جديدة، ما يساعدنا على إطلاق وجهات جديدة لتخدم المواطن والسياحة.
ومن الوجهات المتوقعة شيراز بما تشكله من وجهة مرغوبة للعلاج الطبي، والخرطوم، ونسعى كذلك إلى التوسع في شبه القارة الهندية، ولن تغيب عن بنجلاديش والنيبال، والآن نجري دراسة جدوى تحضيرية تمهيداً لإطلاقها. وكذلك، سنعزز رحلاتنا إلى النجف والبحرين، والسعودية.
خلال شهر رمضان نعيد تسيير رحلات مباشرة من صلالة إلى الطائف بعد النجاح الذي حققته في الموسم الفائت، وسنربط صلالة وجهات خليجية بعدة مثل الكويت والسعودية.

ماذا عن مصر، أليست ضمن خطتكم؟

بل هي من أكبر أولوياتنا ونعمل بجهد مع الجهات المختصة لنبدأ رحلاتنا إلى القاهرة، ولكن بعض الأمور ليست في يدنا لأن الطيران يخضع لاتفاقيات دولية تشمل عدد الرحلات والمقاعد. والقاهرة مثل الهند تحكمها اتفاقيات محددة. والمقاعد والرحلات المتفق عليها بين السلطنة وكل من الدولتين مستوفاة من الطيران العُماني، لكننا نسعى لتوسيع الاتفاقيات، وذلك قد يأخذ بعض الوقت لكونه يتعلق بمحادثات بين دول وليس بين شركات فقط.

السلطنة أعلنت أنها تدعم الأجواء المفتوحة، ألا يساعد ذلك؟

بالفعل السلطنة تتوجه نحو سياسة الأجواء المفتوحة، وهذه رؤية مستقبلية نشجعها، لأن المستفيد سيكون المواطن والمسافر والدولة نفسها، لكن لتحقيق الاستفادة الفعلية يجب أن تكون لدى الدول الأخرى التي نتعامل معها السياسة نفسها، وهذا سيفيد القطاع بشكل كبير، وللعلم نحن الآن أفضل مما كنا عليه قبل 10 سنوات أو أكثر، فالدول بدأت تدرك أهمية فتح أسواقها لأن المطارات شريان الحياة لاقتصاد الدول، وكلما فتح المجال اتسع الدعم للاقتصاد.

الطيران السلام نجح في المنافسة محلياً، لكن ماذا عن المنافسة إقليمياً؟

أنا لا أتحدث عن منافسة إنما عن تكامل، فنحن طيران اقتصادي، ومن الطبيعي أن نبحث عن وجهات مجدية اقتصاديا، لكن ليس بهدف المنافسة، إنما لنمنح المسافرين خيارات أخرى، وكشركة صغيرة درسنا الوضع وقررنا أن نبدأ في صلالة خلال الخريف مع 6 رحلات يومية، ومن ثم إضافة خط إلى صحار بسبب الأمر الذي لاقى نجاحاً كبيراً، ونحن مستمرون بهذا الخط، ويبقى شغالاً رغم انتهاء الخريف.

ونحن نريد أن ننافس خارجيا، وهدفنا أن نطلق رحلات لا يشغلها الناقل الوطني حالياً، ومنها شيراز، والخرطوم من ضمن خطتنا، لكن قد نلتقي ونشترك بها كالدوحة والكويت. والخطوط التي تجذب سياحة خارجية.

من يستفيد من هذا «التكامل»؟

هذا يفيد المسافر في الدرجة الأولى، فقد كانت أسعار خط صلالة مرتفعة ودخولنا إلى الخط أجرى تصحيحاً للأسعار بما يخدم المسافر، ومن ثم هو يخدم السياحة، لأن انخفاض الأسعار يحقق نموا في السياح وهذا ما شهدناه فعلياً.

تطوير الحجوزات

تعتبر الحجوزات عبر المواقع المتخصصة على غرار «إكسبيديا» و«كاياك» وغيرهما وسيلة سهلة لدى العديد من المسافرين، هل تخططون لإدراج طيران السلام عليها؟

بالفعل، ونحن ندرك أهمية هذا الأمر، لذلك وقعنا اتفاقيات مع أكثر من 10 شركات ليصبح الحجز متوافراً عبرها.

وحالياً بات الحجز عبر موقع «سكاي سكانر» متوافراً، ونسعى إلى توقيع اتفاقيـــات كثيـــرة، لكن الأمر قد يأخذ بعض الوقت وهو مكلف أيضاً، لذلك ندرس الأمر وفق المصلحة، واكسبيديا حاليا قيد الدرس.
لكننا نشـــدد على أن أفضل طريقة للحجز هـــو موقع طيران السلام، وهناك تحديث نقوم به بالتعاون مع الجهود الوطنية، ونعد أن ينال إعجاب المسافرين، وسنطلق تطبيقاً متطوراً للهواتف الذكية خلال ثلاثة أشهر.

وماذا عن برامج المكافآت؟

عادة يكتفي الطيران الاقتصادي بمنح المسافرين السعر الأفضل، إذ يوفر في مختلف الأكلاف للوصول إلى أفضل الأرقام، لكننا نعي أن بعض الشركات الإقليمية بدأت بوضع برامج للمكافآت، ونحن أيضاً نـــدرس هــذا الأمـــر، ونحن نلتزم بمنح المسافرين أفضل تجربة بأي وسيلة كانت.

إذ نوفر كل ما نقدر على توفيره، بعض الطيران بــدأ يعطي (رواردز) وهذا ما ندرسه حالياً.

ربحيـــة الشركــة قلت إنها تتحقق في 3 سنوات، علام بنيتم رأيكم؟

هذه خطة موضوعية وغير مستبعدة، والعمل يجب أن يسير باتجاهها، بالتأكيد هناك عوامل اقتصادية عالمية تؤثر، ونحن نمر في مرحلة صعبة وفي سوق الطيران العالمي، كما تنظر نتائج شركات الطيران، بسبب الظروف الاقتصادية وأسعار البترول، ونحن نسير في خطتنا مستفيدين من الدعم الكبير الموجود للقطاع السياحي.

تساؤلات المستهلكين

يتساءل الكثيرون عن الطائرات المستأجرة ويخشى البعض أن لا تتمتع الطائرات الاقتصادية بالجودة ذاتها لطائرات الشركات التقليدية، كيف تردون؟

مما لا شك فيه أي طائرة مسجلة في السلطنة تخضع لشروط دقيقة جداً وحاسمة، وإلا لن يُسمح لها بالطيران في السلطنة، ولا يمكن أن تؤمنها شركات التأمين إذا لم تتأكد من جميع معايير السلامــة فيها. بالإضافة إلى ذلك نحن نشغل طائرات airbus320 وهي الأشهر في المجال الاقتصادي وتتمتع بمعايير عالية للسلامة.

وماذا عن الطيارين وكفاءاتهم؟

بدورهـــم، يخضعــون لاختبارات صعبة ولا يسمح لهم بالطيران من دون الحصول على إجازة عمانية مهما كانت شهادتهم عالية، وطيارونا من أصحاب الخبرة العالية، وأبشركم أننا نعمل على استقدام خيرة الطيارين العمانيين العاملين في شركات عالمية، لنعيدهم إلى السلطنة بمناصب عليا لنستفيد من خبراتهم في طيران السلام.

يشكو البعض من التأخير في الرحلات، كيف تردّون؟

في مجال الطياران، التأخير وارد في أي مجال، والسبب في ذلك أن سلامة المسافر فوق أي اعتبار، وثمة أمور خارجة عن الإرادة كالأجواء وازدحام الطائرات، فضلاً عن المشكلات التقنية التي قد تطرأ، وإذا المهندس أو الطيار المناوب شعرا أن عليهما التأكد من بعض التفاصيل قبل الإقلاع فالتأخير وارد.

وفي طيران السلام، نحن واجهنا التأخير في السابق، وكان التأخير محدودا، لكن لأن أسطولنا يتضمن 3 طائرات فقط، فإن الصدى يكون أكبر.
ونحن نعالج المشكلة من خلال توظيف المزيد من المهندسين. خلال الأسبوعين الأخيرين حققنا التزام مئة في المئة في المواعيد، وخلال الشهـــر الفائت بلغ الالتزام 90 في المئة. نحن نعرف أن الالتزام بالمواعيد أولوية، ونحن نعد أن نتفوق في مدى الالتزام في المواعيد في المرحلة المقبلة.

يشكو البعض من اهتزازات في الرحلات إلى صلالة؟

تخيل أن لديك أفضل سيارة لكنك تسير بها على طريق غير معبد، فهل المشكلة أنت سببها؟ هكذا هو الأمر بالنسبة للطيران، ومشكلة الاهتزازات تتعلق حصراً بالمطبات الهوائية والأجواء الخارجية تحديداً في فصل الخريف، حيث تكثر الغيوم التراكمية.

ما يجب أن يعرفه الجميع أن المسألة طبيعيـــة ولا تشكل أي خطورة، فطائراتنا مزودة بأجهـــزة متطورة جداً ترصد الأماكن الخطـــرة قبـــل مسافة طويلة، لذلك ندعوهم لأن يثقوا لأن معايير السلامة في طيران السلام مرتفعة جداً ورحلاتنا آمنة 100 في المئة.