الممنوعات بمتحف أرض اللبان

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٦/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
الممنوعات بمتحف أرض اللبان

علي بن راشد المطاعني

في الوقت الذي تلعب فيه المتاحف الوطنية والخاصة دورا مهما وحيويا في تأطير ذاكرة الأمم والشعوب بسياج من حديد، وتختزن الكنوز واللقى الحضارية والتاريخية وتؤرخ للعلاقات بين الأمم والشعوب، إلا أن بعضها يضع اشتراطات لا تعكس أهدافها ودورها في إيصال رسالتها للأجيال المتلاحقة، وإنما تعليماتها فيها نبرة من التلويح بالعقوبات التي لا يجب أن تكتب في بطاقات الدخول.

فالتلويح بالعقوبات ليس له من داع في مكان سياحي بالدرجة الأولى يجب أن نرغب الناس في زيارته وليس إزعاجهم وتخويفهم، متحف أرض اللبان في محافظة ظفار معني بذلك، ففي بطاقة الدخول إليه تعليمات مثل ممنوع دخول الأطفال دون سن السادسة، وممنوع دخول الأطفال دون الـ12 سنة بمفردهم، وأولياء الأمور مسؤولون قانونا عما قد يتسبب به الأطفال من أضرار أيا كان نوعها، وموقع أرض اللبان من الممتلكات العامة وأي تخريب أو عبث بمحتوياته تضع المتسبب تحت طائلة المسؤولية القانونية.

ما نتطلع إليه أن تُلغى هذه التعليمات من بطاقات الدخول وتخفف إدارة المتحف من اللغة الصارمة المستخدمة والموجهة للزوار، فذلك يحبب الزوار في دخوله والاستمتاع بالاطلاع على مكونات هذا المعلم التاريخي الحضاري.
فمتحف أرض اللبان من المتاحف التي يشد لها الرحال على مدار العام، ومن المتاحف التي يُعجب بها الزائر، إلا أن هذه التعليمات والتحذيرات ليس مكانها هذا المعلم الكبير، فلا يفترض تقديم سوء النية لمن يتطلع لزيارته، بل العكس، وهو حسن الظن يجب أن يتقدم الركاب، ومن بعد ذلك تشديد الرقابة الأمنية على كل أجزاء المتحف.
فنحن نسعد عندما نشاهد الأطفال هناك، فذلك يثري حصيلتهم المعرفية في ما يختص بتاريخ بلادهم التليد، ونسهم في ذات الوقت في ربط الأجيال برباط ثقافي متين.
التعليمات المشار إليها تحرم شريحة مهمة خاصة طلاب المدارس من زيارته وهذا في اعتقادنا يتنافى مع أهداف المتاحف ودورها المعرفي.
إن الإضرار بالممتلكات سلوك تحرمه وتجرمه القوانين أصلا، فلا داعي لرفع عصا العقوبات في وجه الزوار قبل دخول المتحف .
بالطبع ندرك أن بعض التعليمات مهمة مثل إرشادات عدم اللمس للمكونات أو التصوير وغيرها من التعليمات المقبولة منطقا، لكن التلويح بتلك العقوبات لا يتناسب مع الواجهات السياحية التي يجب أن نرغّب على دخولها ونشجع أطفالنا على ارتيادها.
نأمل من إدارة متحف أرض اللبان أن تخفف قليلا من هذه التحذيرات والتعليمات ، وأن تقدم حسن النية في الزائرين في المقام الأول .