مسقط - زينب الهاشمية
تتزايد نسبة العقم في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ خاصة في منطقة الشرق الأوسط نتيجة كثرة المسببات بدءاً من أنماط الحياة غير الصحية وانتشار معدل زواج الأقارب.
ومع توفر التقنيات الطبية الحديثة تبرز أهمية معرفة الأسباب والتشخيص السليم للحالة عند المرضى ليتحقق العلاج من العقم لدى الجنسين، ولمعرفة المزيد حول الموضوع كان لنا الحوار التالي مع اختصاصي الطب التناسلي والجراحة التناسلية ومدير عيادة (IVI) في الشرق الأوسط البروفيسور د.هومان فاطمي.
1- بداية دكتور فاطمي، هل لك أن تحدثنا عن أهم أسباب العقم عند الرجال والنساء؟
هناك أسباب رئيسية لحالات العقم على مستوى العالم ومن أهمها أنماط الحياة غير الصحية، وسوء التغذية والسمنة، والتدخين المفرط، والأمراض الوراثية والضغط العصبي. جميع هذه الحالات يمكن أن تسبب حالات عقم دائمة أو مؤقتة لدى النساء والرجال على حد سواء.
ولكن ومع أهمية معرفة هذه المسببات العالمية للعقم، لا بد من الانتباه أن لمنطقة الشرق الأوسط خصوصيتها فيما يتعلق بالعقم وأسبابه، إذ إن أسباب العقم في هذه المنطقة مختلفة عن سواها من مناطق العالم ويأتي في مقدمتها الارتفاع الكبير في معدل زواج الأقارب والذي يتسبب بجزء كبير من حالات العقم في المنطقة، وثانيها النقص الحاد في فيتامين "د" والذي يعمل عادة على تنشط الهرمونات المساعدة في عملية الولادة، كما أن هناك دراسات حديثة ربطت بين فيتامين "د" وبين جودة وخصوبة البويضات، وثالث الأسباب هو حالات السمنة والتي تعد من أهم معوقات إنجاب الأطفال في منطقة الشرق الأوسط.
ونتيجة لاختلاف مسببات العقم في المنطقة فإن طرق وخطط العلاج تختلف أيضا ولهذا من المهم أن يمتلك الطبيب المعالج لمرضى العقم في الشرق الأوسط خبرات واسعة في المنطقة تمكنه من تشخيص الحالة بشكل سليم ومن ثم وصف العلاج الملائم.
2- وهل من إحصائيات لنسب العقم في السلطنة؟
في الحقيقة تشهد السنوات الأخيرة ارتفاعا في نسب العقم عند الرجال والنساء في السلطنة، إذ أظهرت دراسة طبية أجرتها الأمم المتحدة في السلطنة انخفاض معدل المواليد لكل امرأة من 5.23 خلال الفترة من 1980 وحتى 1985، ليصبح 1.97 خلال الفترة من 2005 وحتى 2010، ومن المتوقع أن يستمر الانخفاض خلال السنوات المقبلة ليصبح 1.62 خلال الفترة من 2025 حتى 2030. وتشير الإحصائيات لأن عائلة واحدة من كل ست عائلات تعاني من شكل من أشكال العقم المختلفة.
ولكن الخبر الجيد أن تقنيات علاج العقم بأنواعه المختلفة قد تقدمت بشكل كبير خلال الفترة الفائتة، وأصبح من الممكن علاج الكثير من الحالات باستخدام برامج علاجية مخصصة أو عن طريق التلقيح الصناعي.
3- هل لك أن تحدثنا عن أهم طرق علاج العقم عند الرجال والنساء؟
الخطوة الأولى دائما لتحقيق علاج فعال وناجح تكمن في التشخيص السليم للحالة، إذ إننا نبدأ بإجراء الفحوصات الضرورية على الزوجين لاكتشاف المشكلة وتحديد أسبابها ومن ثم يمكننا تصميم خطة للعلاج تتناسب مع الحالة. إجمالا تحقق العلاجات التي نقدمها في المركز نسبة نجاح تتجاوز الـ70 % وذلك نظرا لاستخدامنا أبرز التقنيات الحديثة في مجال علاجات العقم، إضافة للخبرة الواسعة التي يتمتع بها فريق العمل لدينا في المنطقة وفي تشخيص وعلاج حالات العقم.
أما بالنسبة لبعض طرق العلاج التي نستخدمها فإننا نستخدم تقنية تحفيز المبيض لدى النساء، وتقوية النطاف لدى الرجال. كما أننا نجري عمليات تلقيح صناعي متقدمة باستخدام تقنية الحقن المجهري.
4- ماذا نقصد بالحقن المهجري ومتى يتم استخدامه؟
يتم استخدام تقنية الحقن المجهري عندما تكون حالة العقم غير قابلة للعلاج بشكل طبيعي، ويكون من الضروري استخدام عملية التلقيح الصناعي لحدوث الحمل. وتعد تقنية الحقن المجهري من أكثر الأساليب شيوعا ونجاعة في حالات التلقيح الصناعي، إذ يتم من خلالها حقن الحيوانات المنوية داخل البويضة بشكل مباشر داخل المختبر. إذ يتم في هذه الحالة حقن حيوان منوي واحد بدلا من آلاف الحيوانات المنوية كما في عمليات أطفال الأنابيب.
ويمكننا القول للتبسيط أن إجراء عملية الحقن المجهري يحتاج توافر تقنيات خاصة ومتقدمة وخبرات كبيرة من الطاقم المعالج، إذ عادة ما يبدأ العلاج بعملية تحفيز المبيض ومن ثم تجميع البويضات، قبل أن يتم استخراج الحيوان المنوي وحقنه داخل البويضة، ثم يتم إعادة الجنين للرحم في انتظار حدوث الإخصاب.
5- تحدثت عن أهمية إجراء الفحوصات الملائمة لتحديد أسباب العقم، فهل تنصح بإجراء الفحوصات بمجرد الإحساس بوجود مشكلة إنجاب لدى الزوجين؟
في الواقع، من المفضل أن يخضع الزوجان لفحوصات ما قبل الزواج، والتي لها أهمية قصوى في تحديد ما إذا كان أحد الزوجين أو كليهما ناقلا لأحد الأمراض الوراثية التي يمكن أن تؤثر على الأطفال، إذ إن حوالي خمس وفيات الأطفال تعود لأمراض وراثية. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه علاج الأمراض الناتجة عن أسباب وراثية، فإنه يمكن تجنب حدوثها من الأساس في حالة إجراء الفحوصات الملائمة قبل الزواج لتحديد أي اختلالات يمكن أن تؤثر على إنجاب الأطفال أو على صحتهم.
وهذه الفحوصات بسيطة وغير مؤلمة ويمكنها أن توفر على الزوجين الكثير من العناء والمشقة في المستقبل.
أما بعد الزواج فينصح بالبدء في استشارة الاختصاصي في حال مضي عام كامل على محاولة الإنجاب دون جدوى. إذ يصبح من المفضل أن يجري الطبيب المختص الفحوصات اللازمة لتحديد المسبب الصحي إن وجد وأن يصف العلاج المناسب له.