«التعدين» تسخر الإمكانيات لدراستها وحفظها .. 14 % من النيـازك المكتشفـة عــلـى كــوكــــب الأرض عمــانـية

بلادنا الاثنين ١٠/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
«التعدين» تسخر الإمكانيات لدراستها وحفظها ..

14 % من النيـازك المكتشفـة 
عــلـى كــوكــــب الأرض عمــانـية

مسقط - العمانية

أظهرت إحصائيات جامعة واشنطن أن السلطنة تعدُّ من أكثر دول العالم المكتشفة للنيازك، ويقدر عددها بنحو 6558 قطعة نيزكية تزن ما يقارب 4775 كيلوجرامًا، تمثل ما يزيد على 1000 نيزك تتضمن 70 قطعة نيزكية من القمر و17 قطعة نيزكية من المريخ.

وتشير الدراسات إلى أن تدفق النيازك إلى الأرض ظل ثابتًا منذ 50000 عام، ويقدر تدفق النيازك التي يزيد وزنها على 10 جرامات من 36 إلى 116 نيزكًا لكل مليون كيلومتر مربع سنويًا ما يعني سقوط من 11 إلى 36 نيزكًا كل عام على أرض السلطنة البالغة مساحتها 309 آلاف كيلومتر مربع.
وتسعى الهيئة العامة للتعدين للحفاظ على هذه الثروة والاستفادة منها علميًا من خلال إجراء البحوث والدراسات وإتاحتها للباحثين والدارسين، وكذلك إمكانية الاستفادة منها اقتصاديًا انطلاقًا من الاختصاص المنوط بالهيئة للمحافظة على هذه الثروة الطبيعية.
وأكد المدير العام للمديرية العامة للبحوث والمسوحات الجيولوجية بالهيئة العامة للتعدين د.علي بن سالم الراجحي أن معظم النيازك التي وجدت في السلطنة هي من النيازك الكندراتية المتفرعة عن النيازك الحجرية، والتي مصدرها حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، كما أن هناك قطعًا نيزكية يعود أصلها إلى المريخ والقمر ولكنها نادرة.
وأوضح الراجحي أنه جرى تشكيل فريق علمي مشترك بين الهيئة العامة للتعدين ومتحف التاريخ الطبيعي السويسري للبحث عن النيازك العمانية وتجميعها وحفظها وإجراء الدراسات العلمية عليها، مؤكدًا أن أهمية النيازك تكمن في المعلومات النادرة التي تحتوي عليها وبخاصة ما يتعلق بكيفية تكوين النظام الشمسي؛ لأنها تظهر كأقدم ترسبات كونية تحتوي على معلومات حول التفاعلات الكيميائية والقوى الفيزيائية التي سبقت تكوين هذا النظام قبل أربعة بلايين وستمئة مليون سنة.
ويزن أكبر نيزك عُثر عليه في السلطنة حتى الآن حوالي 200 كيلوجرام، ويُقدر العلماء أن 44 طنًا من المواد النيزكية تسقط على الأرض كل يوم، وفي العادة يمكن أن تشاهد بضعة شهب كل ساعة خلال الليل.
ويمثل حزام الكويكبات أهم مصادر النيازك التي قد تصل إلى الأرض، وهو يقع بعد مدار كوكب نبتون.
وقد ازداد عدد النيازك المكتشفة إلى 1805 قطع نيزكية حتى العام 2007 ليشكل هذا الكم ما نسبته 34 في المئة من النيازك المكتشفة عالميًا باستثناء نيازك القارة القطبية الجنوبية.
وإذا أضيفت القارة القطبية الجنوبية تشكل النيازك في السلطنة ما نسبته 14 في المئة على كوكب الأرض.
وتولي الهيئة العامة للتعدين اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على النيازك العمانية من خلال عمليات البحث والدراسة والتصنيف العلمي لهذه الثروة الوطنية؛ نظرًا لأهميتها العلمية والتراثية على المستويين الإقليمي والعالمي، وتعدُّ النيازك بشكل عام ذات أهمية علمية كبيرة لمعرفة التركيب الصخري للأجرام السماوية ودراسات علوم الفضاء، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع هي: النيازك الحديدية، وتتكون من الحديد والنيكل في أكثر من 98 في المئة من كتلتها، والنيازك الحجرية التي تشتمل على حجارة من أنواع عدة، والنيازك الحديدية الحجرية التي يتكون نصفها تقريبًا من الحديد والنيكل والنصف الآخر من معدن (الألوفين). وقد قام فريق من الهيئة بالتعاون مع فريق من متحف التاريخ الطبيعي السويسري وجامعة بيرن السويسرية بعملية بحث وجمع للنيازك العمانية خلال النصف الأول من العام الجاري وعُثر على ما مجموعه 352 قطعة نيزكية بما يوازي 53 كيلوجرامًا ليصبح العدد الإجمالي المكتشف حتى الآن 6558 قطعة نيزكية بوزن إجمالي يبلغ 4775 كيلوجرامًا.
ويأتي هذا البحث ضمن مذكرة التفاهم الموقعة مع متحف التاريخ الطبيعي السويسري بهدف جمع ودراسة وتصنيف وحفظ النيازك العمانية لحمايتها من المخاطر منذ العام 2001.
وقد أفردت الهيئة قسمًا خاصًا بالنيازك في الهيكل التنظيمي يتبع دائرة التراث الجيولوجي لمتابعة كل ما يخص هذه النيازك وإعطائها الاهتمام اللازم نظرًا لأهميتها العلمية والاقتصادية.
وتعمل الهيئة على تخصيص مساحة لحفظ النيازك العمانية المكتشفة تمهيدًا لاستلام الجزء المتبقي منها مع الجانب السويسري بعد الانتهاء من عملية دراستها وتصنيفها من قبل فريق العمل بناء على المذكرة الموقعة في هذا الشأن لتضاف إلى النيازك المحفوظة لدى الهيئة.
وتزمع الهيئة إجراء المزيد من الدراسات العلمية على هذه النيازك وستكون متاحة للباحثين والدارسين في هذا المجال.
كما تنوي إقامة حلقة عمل للتعريف بالنيازك العمانية وأهميتها العلمية والبحثية بمشاركة الجمعية الدولية للنيازك والعديد من المختصين والباحثين من دول العالم. وتعمل الهيئة العامة للتعدين على توثيق جميع البيانات والتحاليل العلمية لجميع النيازك المكتشفة لإصدارها في كتاب متخصص بهذا الشأن، وعرض بعض منها في المتحف الوطني ومتحف عُمان عبر الزمان لتكون متاحة للجميع.