مسقط-
تُعدّ الحوادث المرورية وما تخلّفه من وفيات وإصابات وخسائر مادية وبشرية تحدياً كبيراً في المجتمعات التي توجد فيها وبالنظر إلى مسببات هذه الحوادث وعواملها يتبين أنها تشترك في جوانب عدة من بينها سلامة المركبة ومدى صيانتها والاهتمام بها وبقطع غيارها. ولكون الهيئة العامة لحماية المستهلك يرتكز عملها على حماية المستهلكين ومساعدتهم على حماية أنفسهم بأنفسهم من خلال التوعية وتعزيز الثقافة الاستهلاكية في كل مناحي الحياة بما يحافظ على سلامتهم بالدرجة الأولى، فإن السلامة المرورية تُمثّل أحد أهم الجوانب التي أولتها الهيئة أهمية كبيرة منذ انطلاقتها وذلك بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية، إيمانًا منها بأن المستهلك يستطيع تفادي الكثير من الحوادث وما ينتج عنها إذا أعطى السلامة المرورية أهمية قصوى، وسعى إلى التقيّد بها، إذ قامت بدورها باستدعاء ما يقارب 600 ألف سيارة حتى يونيو 2017 بالتعاون مع مختلف وكالات السيارات.
صحة وسلامة المستهلك
وقال أحمد بن سعيد البوسعيدي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالندب ورئيس فريق السلامة المرورية بالهيئة العامة لحماية المستهلك بأن الهيئة تولي السلامة المرورية جزءًا كبيراً من اهتمامها نظراً لارتباطها الوثيق بصحة وسلامة المستهلكين وهو الأمر الذي تسعى جاهدة للحفاظ عليه من خلال الأعمال التي تقوم بها والمتصلة بمختلف المجالات سواء السلع الاستهلاكية الغذائية وغير الغذائية، أو تلك المتعلقة بالجانب الخدمي أيضاً، وتعد حملات الاستدعاءات التي تنفذها بالتعاون مع مختلف وكالات المركبات تأتي في إطار اهتمامها بالسلامة المرورية، إذ إن هذه الحملات تعمل على التقليل من الحوادث المرورية التي قد تنجم نتيجة وجود أعطال فنية بالمركبات، كما أن ذلك يجنب المستهلكين الأضرار الصحية والمادية التي قد تتسبب فيها تلك الحوادث.
وأوضح البوسعيدي بأن دور الهيئة في السلامة المرورية لم يقتصر على حملات الاستدعاءات التي يتم نشرها عبر مختلف وسائل الإعلام التقليدية أو الجديدة بل أيضا شمل القيام بالعديد من الحملات والمحاضرات التوعوية التي تهدف لتوعية المستهلكين بأهمية المحافظة على مركباتهم وآلية فحصها وطرق التعرف على قطع الغيار المناسبة لمركباتهم، بالإضافة إلى التعريف بالمخاطر الناجمة من استخدام قطع الغيار المقلدة، وللتأكيد على ضرورة الفحص المسبق للمركبات قبل شرائها، كما تم تحديد ركن خاص بالسلامة المرورية في معرض السلع المقلدة التابع للهيئة، إذ يتضمن عرض نماذج لبعض قطع غيار المركبات المقلدة والأصلية، ونماذج للإطارات مع إيضاح مكوناتها، بالإضافة إلى وجود عدد من العبارات الإرشادية والتوعوية.
وأشار البوسعيدي بأن من منطلق اهتمام الهيئة بهذا الجانب أيضا قامت بالمشاركة في مسابقة السلامة المرورية التي تنظمها شرطة عمان السلطانية، إذ تكللت هذه المشاركة باعتبارها أحد المراكز المتقدمة تقديراً لجهودها الملموسة في هذا المجال.
ويرى عدد من المستهلكين أن التفاصيل الصغيرة في إمكانها تعزيز السلامة المرورية، واعتبر شهاب بن خليفة بن علي الحراصي أنه من الضرورة الاهتمام بالسلامة المرورية من حيث فحص المركبة وقطع غيارها، لأن من الواجب على السائق أن يفحص سيارته قبل التحرك بها لأي مكان لتجنب حدوث أي مشكلة له في الطريق، ولمعرفة ماذا تحتاج ليعمل على صيانتها وإضافة المواد الناقصة لها كالماء والوقود.
وأما حمود بن محمد بن حمد الخميسي فأكد ضرورة اهتمام المواطن والمقيم بالسلامة المرورية، واعتبر أن السلامة المرورية تبدأ من الفحص الدوري والمستمر لوسائل النقل المختلفة سواءً كانت دراجات أو مركبات أو قطارات أو سفنًا أو طائرات، كما تشمل توفر قطع الغيار لمختلف وسائل النقل، ففي توفر قطع الغيار الأصلية راحة للمستهلك وسلامة له. ويشير كذلك إلى أن من الإجراءات التي يجب على المستهلك القيام بها لتحقيق السلامة المرورية توفير قطع الغيار الأصلية لوسيلة النقل التي يستخدمها حتى يجعل عمرها أطول، ويحافظ على مكونات الأجزاء الميكانيكية فيها.
وذكر محمد بن حمد الدغاري أن الفحص الدوري للمركبة مهم جداً لتحقيق السلامة المرورية والحد من حوادث المرور وما يترتب عليها من نتائج سلبية، موضحاً بأن قطع الغيار غير المصنعة بشكل صحيح تكون عبئا على مستهلكيها لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر، وإجراء الفحص الدوري كل 6 أشهر على الأقل.
بدوره، أكد جمعة بن عبدالله الجابري بأنه يهتم بالسلامة المرورية كثيراً من حيث فحص المركبة وقطع غيارها والإطارات ونظام الفرامل وزيت المحرك وقوة البطارية وصلاحية سير محرك السيارة وماء الراديتر ورؤية المركبة من الأسفل، موضحاً بأنها أمور يجب على الجميع فحصها بشكل يومي لأجل السلامة على الطريق كما أنها مسؤولية اجتماعية لسلامة جميع أفراد المجتمع ومرتادي الطرق في السلطنة.
وتقول إلهام بنت جمعة الوهيبية إن تحقيق السلامة المرورية يتطلب جهدًا مشتركًا من الجميع. فالكل مطلوب منه التقيّد بالقوانين والأنظمة المتبعة في هذا الجانب إلى جانب الاهتمام الذاتي والرعاية الشخصية للمركبة. وتوضح الوهيبية بأن المستهلك له دور إيجابي في السلامة المرورية ويكون له دور سلبي أيضاً عند إهماله لها.