القاهرة - خالد البحيري
لقيت الضربات الجوية المكثفة التي وجهتها القوات الجوية المصرية لمعاقل تنظيم داعش في ليبيا تأييداً شعبياً ورسمياً واسعاً من مختلف طوائف وفئات الشعب المصري منذ الإعلان عن انطلاقها مساء يوم الجمعة الفائت، والتي جاءت كرد فعل على عمل إرهابي استهدف حافلة تقل مسيحيين كانوا في طريقهم لأحد الأديرة بمحافظة المنيا (جنوب العاصمة المصرية 250 كيلومتراً) وأسفر عن مقتل قرابة 30 شخصاً وجرح أكثر من 20.
نقابة الصحفيين سارعت إلى إصدار بيان تأييد أعلنت من خلاله أنها مع أي ضربات استباقية لحماية الأمن القومي المصري، وقال نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة في اتصال هاتفي مع «الشبيبة»: «نعم.. أعلنا تأييدنا الكامل لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بتوجيه ضربات لمعاقل الإرهابيين في مدينة درنة الليبية التي تدرّب فيها الإرهابيون الذين نفذوا عملية غادرة استهدفت مصريين عزّل كانوا في طريقهم لأحد دور العبادة في المنيا وهو دير الأنبا صموئيل، ومن حقنا وفقاً للقانون الدولي أن نحمي شعبنا وأمننا القومي وأن نرد على جريمة شنعاء وقعت على أرض مصرية».
وأضاف: «جميع المصريين متوحدون خلف قواتهم المسلحة وواثقون في قدرتها على ردع كل من تسوِّل له نفسه المساس بأمن واستقرار مصر، ولديهم ثقة كاملة في قيادتهم السياسية التي عبّرت عن مخاطر الإرهاب وتوغله في شتى أنحاء العالم منذ فترة، وخطت استراتيجية واضحة وقوية لمجابهة الإرهاب تم الدفع بها إلى القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض واعتمدتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن كوثيقة رسمية في هذا الشأن».
وطالب نقيب الصحفيين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة، بالقيام بدورها الإيجابي والفعّال في فضح الإرهاب بكل صوره والدول الداعمة له؛ لدرء خطره الذي يطال دول العالم كافة وهو الأمر الذي حذّر منه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أيام.
وناشد جميع المصريين باليقظة التامة وإدراك خلفيات ما حدث وما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب في إطار حملات دولية ممنهجة تشارك فيها أجهزة مخابرات كبرى وبتمويل غير محدود من بعض الدول لإخضاع مصر وفق مخططاتهم الاستعمارية كما حدث ويحدث لبعض الدول العربية.
وفي السياق قال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، بمجلس النواب اللواء يحيى كدواني: «الحادث الجبان الذي استهدف المصريين في المنيا ليس إلا حلقة من محاولات مستميتة لشق صف المصريين وزعزعة النسيج الاجتماعي، وضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين وإيصال رسالة للداخل والخارج بأن المسيحيين مستهدفون وأن النظام غير قادر على حمايتهم، وقد بدأ الأمر بالكنيسة البطرسية، فلما أظهر المصريون تماسكاً كانت تفجيرات متزامنة تقريباً لكنيستين في طنطا والإسكندرية، ثم جاء حادث المنيا ليؤكد الرسالة».
وأضاف: «لا يمكن إلقاء العبء منفرداً على وزارة الداخلية فهي تقوم بمجهودات كبيرة ويتحمّل ضباطها وأفرادها عبء المواجهة ويبذلون من أجل ذلك الغالي والنفيس، لكن المواجهة أكبر وأوسع من ذلك، ولذلك يجب دعم الداخلية بشرطة جوية تساعد في الملاحقة والرصد والمتابعة للأماكن الخطرة والوعرة التي ينطلق منها منفذو العمليات الإرهابية ويعودون لها بعد التنفيذ».
وأعلن تأييده الكامل لضرب معاقل الإرهابيين في ليبيا وخاصة درنة التي يجتمع فيها قيادات التنظيم بعدما أدّوا مهمتهم التخريبية في سوريا ويستغلون الفراغ الأمني في بعض الأجزاء من جارتنا الغربية ليبيا. وشدد على أن «هذا الأمر هو «دفاع متقدم» فليس من المعقول أن ننتظر حتى يدخل إلينا القتلة والمجرمون لنتعامل معهم، فضلاً عن أن ذلك يتم بالتنسيق الكامل مع قيادات الجيش الليبي والمشير خليفة حفتر».
شعبياً، أبدى الكثير من المصريين مَن رصدت «الشبيبة» ردود أفعالهم، تأييدهم لأي عمل عسكري يقوم به الجيش المصري لمعسكرات الإرهاب داخل أو خارج مصر، وقالوا: لقد تأخرنا طويلاً في التعامل مع الإرهابيين الذي يرابضون على حدودنا ويتربصون بأمننا ويتورطون في دماء مصرية.
وأضافوا: دفعت مصر من أبنائها ثمناً باهظاً للعمليات الإرهابية وجاء الوقت لتدفع الـــــدول التي تـــــؤوي الإرهاب، أو التي تموّله وتوفر له الغـــــطاء والملاذ الآمن، وأكدوا وقوفــــــهم خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل الإجراءات التي من شأنها حقن دماء المصريين وحفظ أرواحهم ومقدراتهم وبســـط الأمن والسلام في البلاد.
وكانت رسالتهم لإخوانهم المسيحيين أنهم أشقاء الوطن والمصير ولا ذنب لهم، وأنهم بالأساس ليسوا الهدف ولكن الرسالة التي تريد تأليـــــب الدول الغربية ضد مصر وتلعب بورقة الأقباط وتحاول تخريب الاقتصاد المصري هي مَن جعلتهم هدفاً، ولو كان المسلمون مكان الأقباط وبنفس ظروفهم لتم استهدافهم بدلاً منهم.