بقلم: خميس البلوشي
لأول مرة شهدت الرياضة العمانية في الفترة القريبة الفائتة منافسات في كرة القدم تختص بالبطولة العالمية لهواة خماسيات كرة القدم (F5WC) والتي جرت تصفياتها في مختلف محافظات السلطنة والتي عرفنا قبل أمس الجمعة الفريق المتأهل الذي سيمثل السلطنة في نهائيات كأس العالم لهذه اللعبة والتي ستقام في الصين في شهر مايو المقبل، وسيشارك فيها أربعون فريقًا من مختلف دول العالم.
تمثل هذه البطولة الخاصة فرصة كبيرة لظهور لاعبين عمانيين هواة على مستوى العالم للمرة الأولى بوجود أسماء معروفة في كرة القدم سيكون دورها اكتشاف المواهب، هذه البطولة التي انطلقت قبل ثلاث سنوات في عدد من دول العالم هي الحدث الكروي الأكبر بالنسبة للاعبين الهواة الذين لا تقل أعمارهم عن 16 سنة ولا ينتمون لأي ناد والذين سيكونون محور الاهتمام لوسائل الإعلام العالمية خلال الفترة المقبلة، وهي البطولة التي عرفناها الآن فقط والتي تكبر يومًا بعد يوم ويتعالى صيتها بشكل واضح.
من خلال التصفيات التي جابت مختلف المحافظات كانت الفعالية هي الحدث الجميل الذي حرص الكثيرون على المشاركة فيه ومتابعته والاقتراب منه أكثر وأكثر وقد نجح المنظمون وهم مجموعة من الشباب العماني المتحمس من أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة في إيجاد الحدث على أرض الواقع بعد أن قدموا ملف الاستضافة للجهة العالمية المُنظِّمة، حيث بالفعل نجحوا في تطبيق الفكرة وتنفيذها بالشكل المطلوب حسب معايير المنظِّم العالمي وهي الفكرة البسيطة التي تعتمد على خمسة لاعبين في كل فريق يلعبون مباراة من شوطين كل شوط لمدة سبع دقائق فقط... هذه البساطة في الفكرة لها أهداف كبيرة حيث يطمح المنظمون العالميون إلى مشاركة مليون لاعب هاوٍ حول العالم حتى العام 2020 مع الإشارة إلى أن المشاركين في التصفيات التي أقيمت في السلطنة هذا العام بلغ 2100 لاعب يمثلون 300 فريق وهو عدد كبير مع استضافة النسخة الأولى وهو في الوقت ذاته مؤشر مهم لتقييم نجاح الفكرة.
ولا شك أن مثل هذا الحدث كان له داعمون مهمون لنجاحه تتقدمهم إدارة مهرجان مسقط 2017 التي أدرجت هذه التصفيات ضمن الفعاليات الرياضية للمهرجان إيمانًا منها بجمالية الفكرة والعدد الذي سيستفيد منها والآخر الذي سيتابعها وما يمكن أن تمثله من دعاية للسلطنة في وسائل الإعلام العالمية خاصة أثناء المشاركة في كأس العالم لهذه اللعبة، إضافة إلى دعم مبادرات الشباب أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة لا سيما في مثل هذه الأحداث التي تتصف بالعالمية. هي بطولة للهواة تستقطب الشباب من أجل إيصالهم للأندية الكبيرة والمشهورة التي سيحضر كشافوها لمتابعة اللاعبين واختيار الأفضل ليبدأ بعدها اللاعب حياة كروية جديدة في عالم هذه المستديرة وسيتدرج بعدها ليصبح لاعبًا محترفًا ونجمًا معروفًا.
مع نجاح النسخة الأولى من تصفيات هذه البطولة في السلطنة فإن الجميع يطمح إلى المشاركة في النسخ القادمة فهي غير مرتبطة بالاتحادات الرياضية أو الأندية وتفتح أبوابًا للعبور إلى كرة القدم العالمية ولا تحتاج إلى الكثير من المصاريف المالية، وربما مشاركة الفريق العماني في النهائيات التي ستقام في الصين في شهر مايو المقبل ستعطينا أبعادًا أخرى لهذه البطولة وستقربنا أكثر من تفاصيلها ونجاحاتها.