الترويج لمنتجات الشباب العماني

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٢/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
الترويج لمنتجات الشباب العماني

حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com

تُبذل جهود كبيرة لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مواصلة أعمالها والترويج لمنتجاتها في السوق العماني وخارجها، خاصة أن عدداً لا بأس به من الشباب العماني توجه لإنشاء هذه المؤسسات خلال السنوات القليلة الفائتة لإدارتها والاستفادة منها ماديا، وبالتالي يقل الضغط على توظيف هؤلاء الشباب للعمل سواء في المؤسسات الحكومية والخاصة. ونعرف جيدا بأن إمكانات التوظيف تراجعت كثيرا في المؤسسات الحكومية، وأن التوجه الوحيد اليوم لهذه الأفواج للعمل والتوظيف هو مؤسسات وشركات القطاع الخاص، بجانب قيام هؤلاء الشباب بالتوجه نحو إنشاء مشاريعهم الخاصة.
وهنا يتطلب من المراكز التجارية الكبيرة أن تقوم بتخصيص بعض الأماكن لديها لترويج البضائع والسلع التي تنتجها المؤسسات الصغيرة في إطار الدعم والتحفيز لهم، حيث إنه من خلال وجود هذه المنتجات في تلك المجمعات الكبيرة سيتعرف عليها الكثير من الناس سوءا من المواطنين أو الوافدين، باعتبار أن عملية الترويج أصبحت اليوم مكلفة من خلال وسائل الإعلام، ولا يتمكن الشخص من لمس هذه المنتجات، بينما عرضها في هذه المجمعات سيتيح الفرصة للجميع بالاطلاع عليها ولمسها ومعرفة جودتها، ويمكن لبعضها عقد صفقات صغيرة في العمل التجاري.
وفي بعض دول مجلس التعاون الخليجي نجد أن مثل هذه الممارسات أصبحت قائمة من خلال دعم مؤسسات القطاع الخاص لمثل هذه المشاريع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، خاصة تلك التي لم يتح لها فرصة العرض في المرات السابقة. وفي حالة السلطنة فإنه يمكن نقل هذه المنتجات لمختلف الولايات العمانية وعرضها في المجمعات التجارية التي أصبحت اليوم موجودة في كل منها، في الوقت الذي يمكن لبعض المؤسسات والشركات والبنوك التجارية العمانية، وفي إطار مسؤوليتها الاجتماعية، أن تتكفل بمصاريف وتكاليف هذه العروض الترويجية لتلك المنتجات، وأن تقام خلال تلك الفترات ورش عمل لأصحابها لزيادة حصيلتهم من دراسة أساليب عمليات الترويج والتسويق والإنتاج وغيرها من التخصصات التي يحتاج إليها هؤلاء الشباب. وقد قرأت مؤخرا بأن أحد البنوك القطرية وقَّع اتفاقية تعاون مشتركة مع إحدى الشركات التي تعمل في المواد الاستهلاكية بهدف تسهيل دخول الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع المنزلية إلى منافذ البيع الخاصة بتلك الشركة، باعتبار أن العديد من التحديات الكبيرة تواجه المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تسويق منتجاتها والدخول في منافذ البيع، وبالتالي فإن هذا الأمر يهدف إلى تقليل تكلفة إدخال المنتجات إلى منافذ البيع.
كما أن مثل هذه الخطوات تفتح المجال أمام صغار المنتجين على مستوى الأفراد والأسرة للترويج والتسويق، وتتيح لهم فرص العرض والبيع، وتقديم المنتج بجودة عالية، وأن أصحاب المؤسسات الصغيرة وصغار المنتجين يمكن لهم من خلال هذه العروض ترقية مشاريعهم وإنتاجهم، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على عملهم المستقبلي.
والكل يعلم أن عدد المشاريع الصغيرة في العالم في تصاعد مستمر، وقد رأينا بأن عددها يتزايد في السلطنة يوما بعد يوم، وإن تعثر بعضها لا يعني نهاية تلك المؤسسات بل يجب إعادة النظر في الأخطاء التي مرت بها تلك المؤسسات وتقويمها وتصحيحها بصورة تتناسب ومنتجات تلك المؤسسات. وقد اتفق الكثير من الاقتصاديين في العالم على أن الفرص واعدة ومتوافرة في هذه النوعية من المشاريع. واليوم هناك الكثير من المستهلكين يفضلون عمليات الشراء الأكثر شخصية لإشباع حاجاتهم الشرائية، الأمر الذي يتطلب من الشباب معرفة هذه الاحتياجات وكيفية إنتاجها أو توفيرها إذا كانت على شكل خدمات أو القيام بعرضها في المتاجر والمجمعات التجارية. ومعظم هذه المشاريع تنجح إذا كانت هناك إرادة قوية لدى أصحابها ونجحوا في توصيل منتجاتهم إلى الراغبين في استهلاكها. واليوم هناك الكثير من أساليب التسويق المختلفة التي تتطلب أخذها في الاعتبار أيضا من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والترويج والتسويق بجانب العروض التجارية في المجمعات.