هكذا كتبت الحياة للناجين من تفجير الكنيسة البطرسية في مصر

الحدث الاثنين ١٢/ديسمبر/٢٠١٦ ١٩:٤٧ م
هكذا كتبت الحياة للناجين من تفجير الكنيسة البطرسية في مصر

من بين الناجين من حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول 2016، شرقي العاصمة المصرية، وقفت "فيري" تتأمل ما حدث، وهي غير مصدقة أن الإرهاق الذي حل بها في الصباح وأجبرها على العودة إلى منزلها، كان سبباً في نجاتها، وأولادها الثلاثة، من موت محقق.

القدر أنقذني
بعد سماعها أنباء التفجير الذي أسفر عن مقتل 23 شخصاً وإصابة 49 آخرين، حسب حصيلة رسمية، عادت فيري (32 عاماً) إلى الكنيسة البطرسية، وهناك قالت: "لقد أنقذني القدر أنا وأطفالي الثلاثة، فبعد أن أنهيت صلاة الليل، ومكثت داخل الكنيسة حتى الثامنة صباحاً، شعرت بإرهاق شديد ما دفعني للعودة إلى المنزل".
وأضافت: "سمعت بخبر التفجير من وسائل الإعلام فور عودتي للمنزل، فعدت مسرعة للكنيسة لأتابع الحادث وأطمئن على أصدقائي".
قريباً منها، لكن بملابس ملطخة بالدماء، وعيون لم تجف من الدموع وجسد يرتعش، وقف "بيتر" يسترجع ذكريات الساعة الماضية التي فقد خلالها أمه وشقيقته مع عشرات غيرهما كانوا يؤدون الصلاة.
بيتر قال إنه سارع بمجرد سماعه دوي الانفجار إلى قاعة النساء لإنقاذ أمه وشقيقته، لكنه وجدهما "أشلاء ممزقة وسط كراسي وأخشاب محطمة".

فقدت أمي وشقيقتي
وأضاف: "فقدت السمع لبعض الوقت بسبب صوت الانفجار القوي، كما أصبت بانهيار عصبي ما زلت أعاني منه حتى الساعة"، قبل أن يعود ويكرر "فقدت أمي وشقيقتي في ثواني معدودة".
أما داخل مستشفى"دار الشفا" القريب من الكنيسة فكانت صرخات ذوي الضحايا تغطي على كل شيء، وبالكاد قالت امرأة في العقد الثالث من العمر، أنها فقدت في هذا التفجير "شقيقتها التي لم يمر على عرسها سوى عام واحد"، ثم أضافت بصوت تخنقه العبرة "ليس لي في الدنيا غيرها بعد وفاة أبي وأمي منذ فترة وجيزة"، مشيرة إلى أنها تتمنى "القصاص العاجل من الإرهابيين والقتلة"، على حد وصفها.
ومع صباح الأحد، استهدف تفجير بعبوة ناسفة الكنيسة البطرسية (الملاصقة للكاتدرائية الأرثوذكسية)؛ ما أسفر عن سقوط 23 قتيلاً و49 مصاباً، وفق حصيلة نهائية لوزارة الصحة المصرية.
ويُعد الهجوم أول تفجير على الإطلاق يشهده محيط الكاتدرائية الأرثوذكسية، المقر الرئيسي الكنسي للمسيحيين الأرثوذكس، الذين يمثلون العدد الأكبر من المسيحيين في مصر وحتى مساء الأحد، لم تتبنَّ أي جهة الهجوم.

المصدر: هافينغتون بوست عربي، والأناضول