"عفو رئاسي" يثير جدلاً في مصر

الحدث الأحد ٢٠/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

القاهرة – خالد البحيري
زادت حدة النقاش والجدال حول العفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل يومين عن 82 شاباً سجيناً، ما بين مؤيد للقرار واعتباره خطوة على الطريق الصحيح من أجل لمّ شمل المجتمع المصري، وآخر يرى أنه تعدٍ على حقوق القضاء والنيابة العامة المصرية التي أصدرت حكمها بحق هؤلاء الشباب، بينما ذهب فريق ثالث إلى أن للقرار خطورة صورية لا جدوى منها خاصة أن معظم المفرج عنهم إما أن مدد محكوميتهم قد قاربت على الانتهاء أو انتهت بالفعل.
الجدل بدأ منذ أن قرر الرئيس السيسي خلال مؤتمر الشباب الذي انعقد مؤخراً بمدينة شرم الشيخ تشكيل لجنة يترأسها د.أسامة الغزالي حرب لفحص ملفات الشباب المحبوسين بعد مطالبة عدد من زملائهم بالإفراج عنهم خلال جلسات المؤتمر، وتحركت على الفور الماكينة الإعلامية تقذف بمدفعيته الثقيلة الفكرة من الأساس وتعاتب الرئيس على هكذا خطوة، مدججة بعدد من المناهضين لفكرة إطلاق سراح أي من الشباب ما دامت قد صدرت بحقهم أحكام.
بينما وقف إعلاميون في المنطقة الرمادية معلنين مبدأ جديد يقول: "العفو حلال للشباب الليبراليين وحرام على الإسلاميين" وإمعاناً في التفرقة خص بعضهم شباب جماعة الإخوان بضرورة استثنائهم من مسألة العفو نهائياً فهم خطر على المجتمع ومن ثم تقييد حركتهم وإبقائهم في السجون لأطول فترة أمر مهم من جانب "الأمن القومي المصري".
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن معظم من شملهم قرار العفو هم من شباب الجامعات، ومن بينهم أيضاً الباحث في العلوم الإسلامية إسلام بحيري المسجون لمدة عام بتهمة "ازدراء الأديان". وهذه هي الدفعة الأولى ممن سيتم العفو عنهم تطبيقاً لتوصيات المؤتمر الوطني للشباب الذي عقد بشرم الشيخ الشهر الفائت.
وبحسب القائمة التي حصلت "الشبيبة" على نسخة منها فإن عدد الطلاب المفرج عنهم بلغ 35 طالباً، كما شمل العفو صحفيين اثنين، وتراوحت أعمار المفرج عنهم بين 18 و35 عاماً، ومن بينهم أطباء ومزارعون ومحامون ومحاسبون ومندوبو مبيعات وخريجو جامعات بدون عمل وحرفيون وبعض الحاصلين على تعليم متوسط (دبلوم).
وفي السياق لم يهتم الشارع المصري ولم يعبأ كثيرا بقرار العفو، حيث خلت القائمة من أي رموز معروفة سوى إسلام البحيري الذي عاقبته المحكمة بتهمة ازدراء الأديان بعد طعنه المعلن في كتّاب السنة النبوية المطهرة وسبه للصحابة في وسائل الإعلام تحت غطاء تجديد الخطاب الديني.