مسقط- 7
تطل في السابعة من مساء غد الخميس الفنانة البرتغالية ونجمة غناء فن " الفادو " آنا مورا على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط، لتقدم حفلا تغني خلاله نخبة من أشهر أغانيها التي أهّلتها لتحصد جائزة الجولدن جلوب العالمية في العام 2011 وغيرها من الجوائز التي تلتها.
تجرأت آنا مورا على تحويل تقليد موسيقى الفادو البرتغالية الحزينة والكئيبة إلى احتفال نغمي مليء بالسعادة يصوّر كل ما نعشقه في الحياة والموسيقى. فمنحت هذا اللون الموسيقي مقاربةً جديدة وأنارته بأناقتها وموهبتها الموسيقية الفريدة من نوعها.
وتتقن مورا الفادو كما تتقن الفنّ التعبيري المعاصر في الأغنية، وتتحلى بصوت قوي ومتناغم وصافٍ وعذب. بل يمكننا أن نقول إنها تتحلى بصوت
أسطوري ذي بحّة ساحرة.
وعرفت مسيرة آنا مورا على المسرح العالمي قفزة كبيرة في فبراير من العام 2005 عندما غنّت في قاعة كارنيجي في مدينة نيويورك.
ولم يشهد عالم الفادو صوتًا بروعة صوت آنا مورا؛ إذ يسافر صوتها بحرية ويتهادى في التقاليد ويعبر الزمان ليمرّ في موسيقى البوب فيوسّع نطاقها من لشبونة بصورة شخصية للغاية.
لكن ما يميّز آنا مورا ليس إحساسها العميق والساحر فحسب الذي يعجز كثيرون عن تقليده، بل مهارتها في تحويل أي نغمٍ تغنيه إلى مقطوعة فادو. فلا شيء يضبط العواطف الجياشة التي تحملها آنا في صوتها وتنقلها بدون أي تردد إلى قلوب المستمعين.
الجدير بالذكر ن كلمة (فادو) تعني القدر أو المصير، وتشير إلى نوع مميّز من الغناء ينبض بالأحاسيس ظهر في المقاهي الشعبية في البرتغال في بدايات القرن التاسع عشر.
وتحمل كلماته الكلاسيكية نفحة من الحزن والخضوع فتتحسّر على قسوة البحر ومخاطره على الصيادين البسطاء وترثي حال الفقير وعجزه، كما تحمل في طياتها شعورا بالخسارة المريرة والأذى الدائم، لكن هذا اللون من الموسيقى يبقى ساحرًا على الدوام ويشعّ جمالاً يلازم الروح. وقد نالت موسيقى الفادو ما تستحقه عندما أدرجت على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي غير المادي.