بيروت – واشنطن – ش – وكالات
بين هدنة انسانية لم تنجح في تخفيف الام الجرحى وبين الامل في هدنة جديدة قد تحقق ما عجزت عنه الأولى يعيش مدنيو حلب في حصار يتجرعون الم الخوف والمرض ضحايا لحسابات سياسية ومصالح ضيقة تعجز عن التجاوب مع الامهم او الاسهام في تخفيف حدتها ...
يأس
من جانبها ألغت الأمم المتحدة خططها لإجلاء مرضى من منطقة شرق حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة بعدما كانت تأمل في تنفيذها خلال هدنة استمرت ثلاثة أيام الأسبوع الماضي ملقية باللائمة في فشل جهودها على كل أطراف الصراع.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين في بيان إن عمليات "الإجلاء أعاقتها عوامل عدة من بينها التأخيرات في تسلم الموافقات الضرورية من السلطات المحلية في شرق حلب والظروف التي فرضتها الجماعات المسلحة غير الحكومية ورفض الحكومة السورية السماح بدخول الإمدادات الطبية والمساعدات إلى الجزء الشرقي من حلب."
أضاف أوبراين أنه لم تنفذ أي عمليات إجلاء للمصابين أو عائلاتهم خلال وقف إطلاق النار الذي امتد لثلاثة أيام وأعلنته روسيا من جانب واحد الأسبوع الماضي وانتهى يوم السبت باستئناف الضربات الجوية واحتدام القتال على الأرض.
ولم تنجح الأمم المتحدة في دخول شرق حلب منذ أن وضعت الحكومة السورية وقوات موالية لها شرق حلب تحت الحصار في يوليو.
ياتي هذا بعد تأكيد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي إن هناك حاجة ماسة لهدنة طويلة من أجل تمكين عمال الإغاثة من توصيل المساعدات لذوي الحاجة في سوريا.
وأضاف "نحتاج مزيدا من فترات التوقف (للقتال). نحتاج في الحقيقة لهدنة طويلة. نحتاج إلى هدنة لا تنتهي. نحتاج إلى أن يتحول ذلك إلى توقف دائم للأعمال العدائية وهو ما لم يحدث بعد" مضيفا أن عمليات وقف القتال السابقة من جانب واحد لفترات قصيرة لم تكف لتوصيل المساعدات الإنسانية لمئات الألوف من ذوي الحاجة.
موسكو تنفي والحقيقة ضائعة
وبعد تصريح الأمم المتحدة حول توقف أي خطط لاجلاء المرضى في حلب بسبب استئناف الضربات الجوية من ضمن أسباب أخرى عددها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، ردت موسكو امس الثلاثاء نافية تنفيذها أي ضربات جوية فوق حلب منذ أسبوع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها امس الثلاثاء إن الطائرات العسكرية الروسية والسورية لم تقصف حلب خلال الأيام السبعة الأخيرة ولم تحلق في سماء المدينة السورية. وأضافت أنه لا تزال هناك ستة ممرات إنسانية في شرق حلب للسماح بخروج المدنيين وأن 48 امرأة وطفلا غادروا المدينة في وقت متأخر الليلة قبل الماضية.
تجدد المعارك
ميدانيا خرج نحو 50 شخصا من الأحياء الشرقية لمدينة حلب باتجاه الأحياء الغربية التي تسيطر عليها القوات الحكومية الاثنين، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتأتي هذه الحركة مع تجدد المعارك بين قوات النظام والفصائل المعارضة في حلب
وأشارت سانا في وقت متأخر امس الاول الاثنين إلى أن "48 مواطنا بينهم أطفال ونساء خرجوا من الاحياء الشرقية حيث تنتشر مجموعات إرهابية وتمكنوا من الوصول الى نقاط انتشار عناصر الجيش والقوات المسلحة فى الاحياء الغربية.
الجهات المعنية في المحافظة قامت بتقديم جميع المساعدات اللازمة للمواطنين الفارين (...) ونقلهم إلى مركز إقامة مؤقتة".
واتهمت الوكالة الفصائل المقاتلة لأنها تتخذ من المواطنين "دروعا بشرية".
هدنة جديدة ... بعيدة
يذكر ان نائب وزير الخارجية الروسى سيرغى ريابكوف اعلن في وقت سابق أن إعلان هدنة "انسانية" جديدة فى مدينة حلب السورية أمر "غير مطروح"، فى وقت استؤنفت المعارك بين قوات النظام السورى والفصائل المعارضة فى ثانى مدن البلاد.
وتابع ريابكوف أنه من أجل إقرار هدنة جديدة "من الضرورى أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للحكومة (السورية) بسلوك مقبول، بعدما حالت دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية".
وانتقد موقف التحالف الدولى الذى تقوده واشنطن، معتبرا أنه يفضل انتقاد دمشق وموسكو على "ممارسة نفوذه فعليا على المعارضة" من أجل إبقاء الهدنة.
في الوقت نفسه قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري عبر عن قلقه لنظيره الروسي سيرجي لافروف بشأن تجدد القتال والغارات الجوية في مدينة حلب السورية بعد توقف القتال لعدة أيام.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف ناقش مع كيري الوضع في سوريا في مكالمة هاتفية واتفقا على أن يواصل الخبراء البحث عن سبل لتسوية أزمة حلب.
وقالت الوزارة في بيان إن لافروف أبلغ كيري بأنه يجب على الولايات المتحدة الوفاء بالتزاماتها بفصل جماعات المعارضة المعتدلة عن "الإرهابيين" في سوريا.
مخاوف
من جهته حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج امس الثلاثاء من أن مجموعة بحرية قتالية روسية متجهة إلى سوريا يمكن أن تستغل في استهداف المدنين في حلب المحاصرة داعيا موسكو لتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف "قد يتم استغلال المجموعة القتالية لزيادة قدرة روسيا على المشاركة في عمليات قتالية فوق سوريا وتنفيذ المزيد من الضربات الجوية على حلب."
وقال في مؤتمر صحفي "الخوف هو استغلال هذه المجموعة لزيادة الضربات الجوية ضد المدنيين في حلب."
وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن المجموعة القتالية التي مرت عبر القنال الإنجليزي يوم الجمعة تتألف من حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأميرال كوزنيتسوف وسفينة حربية نووية وسفن حربية مضادة للغواصات وسفن أخرى للدعم ترافقها على الأرجح غواصات.
وذكر دبلوماسيون أن هذا الانتشار البحري الذي يمثل مشهدا نادرا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي يتضمن قاذفات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وأنهم يعتقدون بأنها ستنضم إلى نحو عشر سفن روسية قبالة الساحل السوري