مخاوف اورروبية من استفتاء المجر حول اللاجئين

الحدث الأحد ٠٢/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٣٩ م
مخاوف اورروبية من استفتاء المجر حول اللاجئين

بودابست – ش – وكالات

حذر رئيس البرلمان الاوروبى، مارتن شولتز، يوم امس الاحد، من "اللعبة الخطيرة" لدولة المجر التى نظمت استفتاء ضد خطة توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الاوروبى .
وقال شولتز لمجموعة "فانك" الاعلامية الالمانية انه "وفقا لشروط توزيع (اللاجئين)، ليس على المجر استقبال سوى ألفى لاجئ تقريبا. وبالتالى فإن تنظيم استفتاء حيال هذه المسألة يشكل لعبة خطيرة".
واعتبر ان رئيس الوزراء المجرى فيكتور اوربان يمس "بمبدأ أساسى للاتحاد الاوروبى، اذ انه يشكك فى أسس التشريع الاوروبى الذى شاركت المجر نفسها" فى وضعه.
ودعا شولتز قادة الدول الاخرى الاعضاء فى الاتحاد الاوروبى الى تشديد لهجتهم إزاء اوربان.
وأضاف أن على هؤلاء القادة "أن يقولوا لزميلهم انه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو، ودعى 8,3 ملايين ناخب امس الاحد الى التصويت بـ"نعم" على قرار اوربان المعارض لتوزيع اللاجئين فى الاتحاد الاوروبى.
ودخلت خطة اوروبية اولى لاعادة توزيع 160 الف طالب لجوء على الدول الـ28 الاعضاء فى الاتحاد حيز التنفيذ منذ سبتمبر

استفتاء مثير للجدل
وبدأ المجريون الادلاء امس الاحد بأصواتهم في استفتاء يريد رئيس الوزراء فيكتور اوربان تحويله استفتاء على سياسته الرافضة للهجرة ولرغبة الاتحاد الاوروبي في توزيع اللاجئين بين الدول الاعضاء.
وقد دعي حوالى 8،3 ملايين ناخب الى الرد على سؤال "هل تريد ان يفرض الاتحاد الاوروبي اعادة توزيع إلزامية لمواطنين غير مجريين في المجر من دون موافقة البرلمان المجري؟"
فتحت مراكز التصويت ابوابها في الساعة 6،00 (4،00 ت غ) واغلقت في الساعة 19،00 (17،00 ت غ).
ولم تقترح بودابسب حتى اليوم استقبال لاجئين، وستعتبر نفسها في حال فوز "لا" في حل نهائيا من اي التزام بالمساهمة في المجهود الاوروبي لتوزيع المهاجرين الذين يصلون الى القارة.
وفي مقالة نشرها السبت وتهدف الى حشد معسكر "لا" الذي افادت استطلاعات الرأي انه سيحقق فوزا كبيرا، اعتبر فيكتور اوربان ان من "واجب المجريين" مساعدة الحكومة على التصدي لقرارات "النخبة في بروكسل".
واضاف "من خلال الاستفتاء، يمكننا ان نبعث برسالة الى كل اوروبي وان نقول له انه يتوقف علينا نحن المواطنين الاوروبيين، ان نعيد الاتحاد الاوروبي الى جادة الصواب، في سياق جهد مشترك، او تركه يتفتت".

تأثير قانوني
وتؤكد المفوضية الاوروبية ان الاستفتاء ليس له اي تأثير قانوني على الالتزامات المتخذة. وقال مفوض الهجرة ديمتريس افراموبولوس "تقع على الدول الاعضاء مسؤولية قانونية بتطبيق القرارات المتخذة".
عمليا، بقيت خطة توزيع 160 الف طالب لجوء بين الدول الاعضاء ال 28 التي اقرت قبل سنة، حبرا على ورق، وقد اعيد فقط "توزيع" الاف الاشخاص.
لكن المسؤولين الاوروبيين يتخوفون من ان يوجه الاستفتاء المجري ضربة جديدة الى اتحاد اوروبي تعرض حتى الان لمجموعة متتالية من الصدمات، من ازمة الهجرة الى بريكست.
وحذر جان-كلود يونكر رئيس المفوضية هذا الصيف "من انه اذا ما نظمت استفتاءات حول كل قرار يتخذه الوزراء الاوروبيون او البرلمان الاوروبي، فهذا يعني ان سلطة القانون في خطر".

حملة تخويف
وتتوقع استطلاعات الرأي فوزا كبيرا ل "لا"، ومن شأن هذه النتيجة ان تعزز المكانة السياسية لفيكتور اوربان في المجر، وان تلمع صورته باعتباره زعيم التيار الشعبوي الرافض للهجرة في اوروبا.
والشيء الوحيد غير المعروف والخطر السياسي الوحيد الذي يواجهه، يكمن في نسبة المشاركة: فحتى يكون الاستفتاء صحيحا، يجب ان يشكل عدد الاصوات المدلى بها، 50% من المسجلين على الاقل.
ولمنع تأمين هذا النصاب، دعت المعارضة اليسارية والمنظمات غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الانسان الى مقاطعة الاستفتاء او الادلاء بورقة لاغية.
واذا لم يتوصل رئيس الوزراء الى بلوغ عتبة المشاركة المطلوبة، "يمكن ان يواجه دعوات الى الاستقالة"، كما اعتبر الخبير السياسي اندراس بيرو-ناجي.
لكن فيكتور اوربان الذي بلغت شعبيته اعلى مستوياتها، بفضل خطابه الشرس المعادي للهجرة التي يصفها بأنها "سم"، يبدو غير معرض للخطر. وقد اسكت هاجس الهجرة الانتقادات الموجهة الى السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة.
ومن شأن نجاح الاستفتاء ان يرسخ سلطة زعيم يطمح الى ولاية ثالثة في 2018. ويحكم حزب فيديز المحافظ المجر منذ 2010، ويواجه منافسا حقيقيا وحيدا هو حزب جوبيك اليميني المتطرف.
وذكر بيرو-ناجي بأن الفكرة من وراء الاستفتاء التي طرحت في فبراير "هدفها التركيز خلال 2016 اولا حول مسالة الهجرة، على رغم عدم وجود مهاجرين في المجر" التي لا تمنح اللجوء إلا بالقطارة.
ولم توفر الحكومة وسيلة لضمان الفوز في الاستفتاء، فوزعت مئات الاف المنشورات والملصقات العملاقة على طول الطرق، وارسلت وزراء ونوابا الى المدن والقرى.
ومن بين الاسئلة التي تطرحها ملصقات الحملة: "هل تعرفون ان في ليبيا وحدها مليون مهاجر يريدون المجيء الى اوروبا؟"، في حين يربط غيرها صراحة بين المهاجرين والارهاب والعنف.
وردا على ذلك، انتقد حوالى الف متظاهر الجمعة في بودابست "حملة تخويف" ودعوا المجريين الى "رؤية الانسان" وراء المهاجر، بدلا من "كراهية اشخاص لا نعرفهم".
وفي 2015، اجتاز 400 الف طالب لجوء الى اوروبا الاراضي المجرية، ومعظمهم قبل اقامة شريط شائك على طول الحدود الصربية والكرواتية.
وتوقعت الغالبية أن ترفض أغلبية ساحقة من المجريين خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع المهاجرين على الدول الأعضاء بنظام الحصص في الاستفتاء وهو ما سيعزز موقف رئيس الوزراء فيكتور أوربان في الداخل ويشجعه على الثبات على موقفه في خلافاته مع بروكسل.
وأوربان الذي يتولى السلطة منذ عام 2010 من بين أشد المعارضين للهجرة في الاتحاد الأوروبي وخلال العام الماضي أغلق حدود بلاده الجنوبية بسياج من الأسلاك الشائكة وكلف آلافا من رجال الجيش والشرطة بالقيام بدوريات على الحدود.
وبعد أن أدلى بصوته في حي راق في بودابست امس الأحد قال أوربان للصحفيين إنه سيذهب إلى بروكسل الأسبوع المقبل لبدء محادثات مدعوما نتيجة الاستفتاء.
وقال "وسأحاول بمساعدة النتيجة- إذا كانت نتيجة مناسبة- تحقيق هدف ألا نجبر على قبول أشخاص في المجر لا نريد العيش معهم."
وقال أيضا إن حكومته قد تعدل الدستور بعد الاستفتاء.
وفي رسالة نشرتها صحيفة يومية أمس الاول السبت دعا أوربان مجددا المجريين لأن يبعثوا برسالة للاتحاد الأوروبي من خلال الاستفتاء مفادها أن سياساته الخاصة بالهجرة معيبة وتشكل تهديدا لأمن أوروبا.
وبينما تقول بودابست إن سياسة الهجرة يجب أن تكون شأنا من شؤون السيادة الوطنية انتقدت جماعات حقوق الإنسان الحكومة بسبب تعزيزها للخوف ورهاب الأجانب ولإساءة معاملة اللاجئين على الحدود.
وتظهر استطلاعات الرأي رفض نظام الحصص بنسبة تفوق 80 بالمئة بين الناخبين المحتملين لكن الاستطلاعات تشير أيضا إلى أن الإقبال قد لا يتجاوز 50 بالمئة وهي النسبة المطلوبة ليكون الاستفتاء صحيحا.