جاءت هدى اللواتية الرئيس التنفيذي للاستثمار بمجموعة صافولا المختصة في الأغذية والمشروبات في المركز 46 من بين 100 امرأة عربية وذلك بحسب فوربس الشرق الأوسط .
وفي لقاء على موقع فوربس الشرق الأوسط حكت هدى اللواتية قصتها فبعد مرور عامين على وظيفتها الأولى بعد التخرج كمحاسبة في مكتب مسقط لشركة الخدمات النفطية الأمريكية شلمبرجير ، شعرت اللواتية بالحاجة إلى التغيير ورغبة في مزيد من الحماس لذالك أقدمت على مغامرة وذلك بتقديم استقالتها من الشركة وانتقلت إلى دبي بحقيبة واحدة وبلا وظيفة ومكثت مع قريبة لها أثناء بحثها عن عمل .
وبعد مضي 11 عاماً أصبحت اللواتية رئيسة قسم الاستثمارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى (مجموعة أبراج)، شركة الاستثمار في الملكية الخاصة بالأسواق الناشئة؛ ومقرها في دبي، والتي تدير ما يبلغ 9 مليارات دولار، ومن بين مستثمريها مؤسسة بيل ومليندا غيتس والبنك الدولي.
كما أصبحت شريكة، من ضمن 14 شريكاً والذي أهّلها دورها لتدخل قائمة (فوربس الشرق الأوسط) لأقوى 100 سيدة أعمال عربية لعام 2016.
تواصل بعدها رئيس مجلس إدارة (صافولا) شخصياً مع اللواتية، ودعاها للانضمام إلى (صافولا) لتكون رئيس قسم الاستثمارات للشركة، و تكون تابعة له مباشرة ، حيث كانا يعرفان بعضهما بحكم إلتقاء خط سيرهما مهنياً في الماضي،وقبلت العرض ، وانتقلت إلى جدة لتولي منصبها الجديد ، حيث كان العرض مغرياً و منحها القدرة على قيادة الاستراتيجية الاستثمارية في الشركة، حيث كانت معجبة بفريق (صافولا) الإداري ومجلس إدارته.
اللواتية المولودة في مسقط، ليست غريبة كلياً عن صناعة الأغذية، فقد عمل والدها تاجر سلع في الأغذية متنقلاً بين عُمان والإمارات ولم تعمد إلى السير على خطاه، و في عام 1997 دخلت جامعة براون في الولايات المتحدة، و حصلت على درجتي البكالوريوس في الاقتصاد وعلم الأعصاب ، بعدها توظفت لدى (Schlumberger) في عام 2002، وقامت برحلات عمل منتظمة إلى الإمارات.
في دبي، وأثناء الإشراف على مشروع قصير الأجل لشركة الأخبار (Zawya)، التقت مدير الشركات لدى (أبراج) في مؤتمرو دعاها للتقدم بطلب توظيف وللتعرف على مجال الاستثمار في الملكية الخاصة، لجأت إلى الكتب، مثل (Barbarians at the Gate) الذي يروي حكاية الاستحواذ الأسطوري عام 1988 على (RJR Nabisco) عن طريق (KKR) شركة الاستثمار في الملكية الخاصة القوية في (وال ستريت).
في سبتمبر 2004، عينتها (أبراج)، التي لم يتعدَ عمرها آنذاك سنتين، وموظفيها 30 شخصاً، كمحللة مبتدئة.
بعدها تم ترقيتها إلى رئيس قسم الاستثمارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2015، حيث عملت اللواتي على الاستثمارات في عدد من القطاعات، مثل جولة التمويل التي قادتها (أبراج) بقيمة 60 مليون دولار في (Careem) ، و كانت إحدى أكبر صفقاتها (Acibadem)، شركة الرعاية الصحية التركية. وساعدت في التفاوض على استحواذ (أبراج) على حصة %50 مقابل ما يزيد على 600 مليون دولار في 2007.
في 2012، ساعدت في الإشراف على استثمار استراتيجي في (Kuwait Energy)، شركة إنتاج واستكشاف النفط والغاز، وكانت عضواً في فريق قاد الاستحواذ على (Viking International)، شركة الخدمات النفطية الأمريكية التي تدير عمليات في كل من تركيا وبلغاريا ورومانيا.
لكونها امرأة، وجدت اللواتية نفسها معزولة في عالم التمويلات الضخمة حتى على الصعيد العالمي، %19 فقط من النساء كن يملكن مناصب رفيعة في القطاع المالي في 2013، وفقاً لـ(PwC).
وعلى الأرجح لاتزال هذه النسبة ثابتة تقريباً إلى اليوم من بين 14 شريكاً في (أبراج) واحدة فقط امرأة.
في 2015، بعد العمل على الصفقة لعامين، اختتمت اللواتية استثمار (أبراج) في سلسلة المطاعم السعودية (Kudu)، إلى جانب شركة الاستثمار في الملكية الخاصة الأمريكية (TPG Capital)، واحتلت مقعداً في مجلس إدارة (Kudu).
تعرفت إلى قطاع الأغذية في السعودية، ولاحظت عدد الفرص، نظراً إلى تزايد حجم الطبقة الوسطى في البلاد. لفت انتباهها أن القطاعات الاستهلاكية مثيرة للاهتمام دائماً لأن بأمكانها أن تفكر في أمور يمكن فعلها على نحو أفضل، ففيها جانب يتعلق بالحدس"، (Kudu) آثرت لاحقاً على قرارها بقبول عرض العمل المقدم من (صافولا).
بدأت اللواتي بالتفكير في إمكانية الرحيل عن (أبراج) في سبتمبر 2015، سافرت إلى لندن لإجراء جراحة في الركبة، ما أجبرها على البقاء دون حراك لمدة 3 أسابيع،استغرقت وقتاً كافياً للتفكير في خطوتها المهنية التالية في مارس 2016،و قدمت استقالتها لتبدأ الرحلة مع صافولا.
وأصبحت الأنظار مسلطة على تبدل أحوال (صافولا)، وعلى أول امرأة تصل أرفع المناصب الإدارية في الشركة السعودية على الإطلاق.
ا