ذبح الاضاحي مشكلة تواجه مسلمي فرنسا

مزاج الأربعاء ٠٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:١٦ م
ذبح  الاضاحي  مشكلة تواجه مسلمي  فرنسا

باريس -هدى الزين
بدأ المسلمون بالاستعداد للاحتفال بشعائر عيد الأضحى المبارك، الذي يعد أحد أكبر وأهم شعائر الدين الإسلامي، حيث تحتفل الأقليات المسلمة في دول الاتحاد الأوربي ، بعيد الاضحى المبارك محاولين أن يعيشوا طقوس العيد كما هو الحال في بلادهم الاصلية .
ولكن تواجه المسلمين صعوبات في تنفيد طقوسهم الدينية فيما يتعلق بذبح الاضاحي في العيد وفي الحصول علي إذن الذبح ـ خاصة وأن المسلمين لا تتوفر لديهم مذابح خاصة بهم، ، حيث يمنع ذبح الاضاحي خارج المسالخ التي يذبح بها الاغنام والابقار على الطريقة الاسلامية وما يسمى ( باللحم الحلال )
يواجه مسلمو فرنسا المقدر عددهم بحوالي 6 مليون مسلم منذ سنوات مشكلات عند ذبح الأضحية في العيد ، حيث إن القوانين الفرنسية تفرض أن يكون الذبح والسلخ عبر المسالخ فقط، ولا يحق لأي شخص ذبح أي من الحيوانات خارج المسالخ التي تقررها الحكومة، والتي تقدر عددها بـ42 مسلخا فقط، ، كما أن مخالفة هذه القوانين والذبح خارج المسالخ المرخصة، يعاقب عليه القانون بغرامات مالية قد تصل إلى 15 ألف يورو والسجن لـ6 أشهر،
وتعمل الجمعيات الإسلامية في المناطق التي تعيش بها الجاليات الاسلامية ، على توفير التسهيلات التي تتعلق بهذا الامر وهو ما دفع عددا كبيرا من المسلمين هناك لشراء الأضاحي مذبوحة ومسلوخة من خلال الجزارين لتوزيعها على الفقراء ، وهو ما يجده البعض فيه اخلال بأركان وشروط الأضحية .
ويحرص المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في فرنسا هذا العام على التأكيد على واجب مسلمي فرنسا على عدم الاخلال بشروط الذبح وقوانينه وعدم اللجوء للممارسات السلبية بخصوص عملية ذبح الأضاحي بطرق سرية اومخالفة للقانون والتي كثيرا ما أضرت بصورة المسلمين خصوصا بعد الحملات الجائرة التي قامت بها العديد من جمعيات الدفاع عن الحيوان في فرنسا، وعلى رأسها مؤسسة "بريجيت باردو" والتي تعرف بدفاعها المستميت عن حقوق الحيوان، والتي قامت بشن حملة طوال السنوات الأخيرة ضد مسلمي فرنسا، معتبرة أنهم يقومون بعمل مجازر بربرية" ضد الخراف بشكل مخالف لمواثيق "احترام كينونة الحيوان
كما تتعالى أصوات القانون و المنظمات الحقوقية والهيئات المعنية بشئون الحيوان لدي أغلبية الدول الأوروبية الذى يمنع ذبح الحيوانات ، بدعوى أن هذا يعد تعذيبا للحيوانات، واقترحوا قيام المسلمين بصعق الحيوانات أو تخديرها قبل الذبح، وهو ما يتنافى مع الشريعة الإسلامية ,
ومع تلك الأوضاع يجد المسلم الغربي نفسه أمام حل وحيد لكي يقوم بتنفيذ تلك العبادة، وهو التخلي عن الذبح وإرسال مبالغ مالية بقيمة الأضحية إلى الجمعيات الخيرية، والتي تقوم بذبح الأضاحي نيابة عنهم أو شراء اللحوم وتوزيعها على فقراء المسلمين كما ان البعض منهم ترتب لذبح أضحية وذبحها في مسلخ رسمي ثم تقسم اللحوم بين الأسرة والأصدقاء والفقراء، وهناك مسلمين اخرين يعطون المال للجمعيات الخيرية التي تساعد الأسر الفقيرة، وبعض المساجد ترتب لوجبة طعام جماعي للفقراء ..
كذلك يعمل البعض من المسلمين المهاجرين على تلافي مشاكل الاضحية باشتراك اكثر من شخص او عائلة مسلمة في دفع ثمن الأضحية طبقا لما تحدده المساجد في فرنسا حيث تتولى المساجد عملية الذبح وتوزيع الأضاحي على المسلمين الفقراء في فرنسا او حول العالم عبر الجمعيات الاسلامية الخيرية .
وتعتبر قيادات اسلامية في الجالية العربية والاسلامية بباريس ان ذبح الاضاحي هذا العام، يعد اختباراً حقيقياً لعلاقة الفرنسيين بالعرب والمسلمين ، بعد ان تنامى العداء للإسلام مؤخرا بعد الاحداث الارهابية التي حدثت في فرنسا واوربا .
وقال رئيس الفدرالية الاسلامية في فرنسا محمد الموساوي : "أمام مثل هذه الحملات نحن في الحقيقة نعيش هذه العيد في امتحان من أجل تحسين صورة مسلمي فرنسا في هذا المناسبة الدينية ، وعلينا أن نبين لهم أننا بقدر تشبثنا بأعيادنا وبتقاليدنا فنحن نحترم نظام هذه البلاد، كما نحترم حقوق الحيوان، ونحترم بيئتنا وقيمنا الدينية الاسلامية .