ملاحظات زوار صلالة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٦/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣٩ م

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

تقرصني الغيرة كلما هاتفت أحدهم لأكتشف أنه/ أنها الآن في صلالة للتنعم بالجو "الحاني" في حين نعاني نحن في مسقط – ككل دول الخليج – من مناخ بالغ القسوة!
ويصف العائدون ما تعجز الصور عن وصفه من سحر الشلالات وروعة الطبيعة. بيد أن السائح، وإن كان يتقفى أثر الطبيعة الخلابة، إلا أنه يحتاج لأكثر من ذلك بكثير لتكتمل تجربته، بدءا بالمرافق الترفيهية الخاصة بالأطفال، والمطاعم والمجمعات ودور السينما، والأسواق والمسرحيات العائلية وحتى المعارض التجارية الزائرة.
كل هذا موجود بنسبة ما وبشكل ما إلا أنه قاصر عن الوفاء بالحاجة. لذا فإن الزوار يكتفون بقضاء فترة تتراوح بين 3 أيام وأسبوع كحد أقصى في صلالة في حين يقضي غيرهم شهر الإجازة في مناطق أبعد وأقل سحراً.
مشروع حصر زوار صلالة يؤكد أن عدد زوارها تخطى نصف مليون يشكل العمانيون منهم 74.5 %.. فيما توزعت النسبة القليلة الباقية على الأشقاء في الخليج، وزار صلالة من أوروبا 1557 زائراً، وأحدس أن قطعا كبيرا منهم مقيمون في السلطنة أصلاً.
عدد لا بأس به ولكنه أقل من الطموح بمراحل. فصلالة تلك منجم ذهب سياحي، وتستحق أن تكون على قائمة الوجهات السياحية العالمية إذ لا ينقصها شيء لتجتذب عشرات الملايين كما تفعل مدن أخرى لا تملك ذات الطبيعة الاستثنائية ولا ذات المعالم التاريخية ولا الشعب المضياف.
إحدى أهم الملاحظات التي يعود بها الزوار عدم وجود خيارات متعددة للزائر. فوسط قوافل السياح هناك من يبحث عن تجربة فاخرة، لا في الفنادق فحسب، بل في المطاعم والمقاهي ومدن الألعاب. كما أن هناك من يذهب متطلعا لإنفاق أقل قدر من المال على رحلته تلك، وهناك طبعا من هم عوان بين هذا وذاك. وتنجح المدن في استقطاب الملايين من الزوار لو وفرت لكل المستويات مبتغاها. كما يأمل الناس في أن تكون هناك عروض "عائلية" على تذاكر الطيران تجعلها في متناول يد الجميع. فبعض العائلات تنتقل كفوج مكون من 7-10 أشخاص ويستثقل هؤلاء أجرة الطيران العالية فيرتحلون براً، وهو ما ينطوي على مشقة خصوصا بالنسبة للعائلات التي تتنقل مع أطفال. ومصداق ذلك ما أكدته الإحصائيات من أن 82.5 % من زوار صلالة قصدوها براً مقابل 17.5 % فقط قدموا عبر الرحلات الجوية.
إن الخطط المستقبلية للسلطنة تأمل في رفع مساهمة القطاع السياحي إلى 6 % بحلول عام 2040. وتأمل أن يوفر القطاع السياحي – وحده - 500 ألف فرصة عمل للمواطنين خلال العقدين القادمين. وصلالة هي الوجهة الفضلى لتلك المشاريع والخطط، فقد حباها الله ثروة طبيعية تحتاج ليد الإنسان لصقلها وللترويج لها والاستفادة منها.