صباحكم.. حياة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٦/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣٩ م
صباحكم.. حياة

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

هناك مسؤول مهمته (تسيير الأعمال) وآخر يبحث عن الجديد في أجندة يومه.. باحثا عن فكرة إبداعية (خارج الصندوق) بدلا أن يتقادم عليه العهد، ويبقى إرثه داخل الصناديق، ينتظر من يقول له (ارحل) بشكل رسمي رغم أن الكلمة حاضرة على الألسنة صباح مساء.
**
نريد مؤسسة حيّة، يديرها شخص حي..
وبديهي أن من يدير مؤسسة لا بد أن يكون حيا، لكن ليس بالضرورة أن كل من يتنفس تلحق به مفردة الحياة، وإلا ما سمعنا عن كلمة "ترهل" في قاموسنا المحلي مؤخرا!
**
لمقاومة بكتيريا الترهل عليه إيجاد مضادات حيوية في عدد من المؤسسات التي وصلت رائحة "ترهلها" إلى أنوف ظلت تقاوم وتدافع، لكن يبدو - وهذا استنتاج شخصي مني لا أكثر - أن هناك منتظرين كثراً لعل التغيير يأتي، قريبا، اليوم قبل الغد، وغدا قبل بعد غد، بما يعطي دماء شابة تستطيع أن توقف زحف البكتيريا، هذه التي أدت إلى فساد أجزاء من الجسد.
**
بعضهم يفتقد الحياة لأن من هم (فوقه) إداريا مهمتهم حبس الأوكسجين عنهم، لأن (الحيّ أبقى من الميّت) ولذلك فإن صاحب الكلمة الأولى قادر على تجاوز الآخر، المنطبقة عليه المفردة الثانية، إنما يحتاج بعضهم إلى إحساس أن زمنه فات.. وعليه أن (يرحل)!
**
المسؤول الحي ركن أساسي في حياة مؤسسته، لأن ثقافتنا قائمة على (صحة) المسؤول الأول، بدءا من السعي للحياة في مكتبه وبين المقربين منه، ووصولا إلى تجنب الموت بعيدا عن (عينه) التي ترى من يقول (الأمور تمام) وتعد من يقول غير ذلك (أحمق) لا يلتفت إليه، وإن كان صادقا.
**
هناك (....) يعتاش من الكذب، يكذب عليهم ويكذبون عليه، وكلما تقادم العهد به على كرسيه تكاثر هؤلاء حوله حتى أن الجميع ينسون أنهم.. يكذبون، إنما (يتجمّلون).
ليس بالضرورة أن يكون صاحب كرسي كبير، إنما ينسحب الأمر على مختلف أنواع الكراسي، وصولا إلى كرسي مسؤول المطبخ!
**
أتمنى أن أجد مسؤولا يعترف بأنه ليس لديه ما يقدمه بعد أن تقادم به العهد عشرات السنين على كرسي الوظيفة الحكومية، وأن يعترف، أمام نفسه على الأقل، أنه سائر في درب الفشل والإخفاقات، ربما الأزمة المالية الحالية محفز آخر ليترك مؤسسة جفّ ضرعها، يستوي في ذلك مسؤول حكومي.. أو في جمعية مجتمع مدني.