خميس البلوشي
تتواصل هذه الايام في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية منافسات الالعاب الاولمبية التي يشارك فيها آلاف الرياضيون من ٢٠٦ دولة في ٢٨ لعبة وهي أول دورة اولمبية تقام في القارة اللاتينية وبطبيعة الحال تحظى بمتابعة جماهيرية (مليارية ) في مختلف دول العالم فهو الحدث الأكبر على مستوى العالم والذي يقام كل اربع سنوات..
وبعيداً عن متابعتنا لمنافسات هذا الحدث الضخم والميداليات التي توزع بشكل يومي نطرح تساؤلاً منطقياً وسهلاً ويتكرر مع كل مشاركة اولمبية مفاده ماذا نريد نحن من الاولمبياد ولماذا نشارك فيه بهذا الضعف المستمر ؟! في أولمبياد ريو الحالي نشارك بأربعة لاعبين واحد منهم فقط متأهل برقم أولمبي والبقية يشاركون ببطاقات بيضاء كدعوة شرفية لا اكثر..منذ اول مشاركة اولمبية للسلطنة في عام ١٩٨٤ في لوس انجلوس الامريكية ونحن نسعد بالمشاركة وحضور علم السلطنة في الافتتاح والتواجد مع بقية دول العالم وتبادل العلاقات والاستفادة من الخبرات والكلام الذي لا يأت بالنتائج والميداليات..منذ تلك البداية لم تكن لنا مشاركة يمكن ذكرها سوى تواجد العداء محمد المالكي في السباق النهائي لمسافة ٤٠٠ متر في أولمبياد سول عام ١٩٨٨ والباقي نسجلها تاريخياً كمشاركة لا تسمن ولا تغني من جوع..هل نحن نعي ماذا تعني المشاركة الاولمبية وماذا تعني الميدالية الاولمبية وماذا يعني رفع علم السلطنة في لحظات التتويج؟! هل نحن نساير العالم ام نساير قناعاتنا بأننا غير قادرين على المنافسة وعمل المطلوب ؟! هل تؤمن مؤسساتنا الرياضية وتحديدا الوزارة واللجنة الاولمبية بأهمية الاولمبياد من حيث المنافسة والتتويج ؟! من باب المقارنة مثلاً على المستوى الخليجي نحن البلد الوحيد الذي لم يفز بأي ميدالية اولمبية بغض النظر عن موضوع التجنيس وتبعاته مع الإشارة الى ان هناك إنجازات اولمبية لابناء الدول الخليجية ( غير المجنسين)..نعلم جميعاً بان الامر ليس بالسهولة المطلقة التي يعتقدها البعض ونعلم ان البطل الاولمبي صناعة غير سهلة فهي تحتاج لكثير من الوقت والجهد والصبر والمال لكننا نعلم في المقابل بأننا لم نسعَ أصلاً لهذه الصناعة وربما لم نخطط لها لأسباب كثيرة ..إن صناعة بطل أولمبي تحتاج على الأقل من ثمان الى عشر سنوات كما يقول احد المختصين وبأساليب تدريبية ومعيشية محددة وبخطط مدروسة داخل البلد وخارجها وتحت إشراف متخصصين وهي مشاريع تطبقها كل الدول التي تسعى للميداليات والانجازات الاولمبية ..أما نحن فلا زلنا نبحث عن أكاديمية السلطان قابوس للتفوق الرياضي التي جاءت بأوامر سامية واعلن عنها في عام ٢٠٠٩ والتي كنا نعقد عليها الامال الكبيرة في تحقيق المطلوب في كل الرياضات.. ولا زلنا نبحث أيضاً عن الدعم المادي المطلوب لتنفيذ الصناعة الاولمبية وبالأحرى لازلنا نبحث عن مشروع واضح ومعروف ومعتمد لصناعة بطل أولمبي عماني يمكن ان يسجل اسمه واسم الوطن في المحفل الاولمبي الكبير مستقبلاً ..ماهو الدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الرياضية في هذا الخصوص وهي الجهة الحكومية المشرفة على الرياضة في البلد؟ هل هناك شيء واضح يمكن ان تقوله للجماهير التي تنتظر مشاركة اولمبية من قارة الى اخرى كل أربعة أعوام ؟! لماذ نكتفي بالمشاهدة وننسى أنفسنا وقدراتنا ؟! هل أنتم راضون على هذا الوضع والاكتفاء بالمشاركة الشرفية وحضور العلم العماني في الافتتاح؟ وهل أنتم مقتنعون بأن هذا هو واقعنا الذي لا يمكن تجاوزه؟! لن اطرح هذه الأسئلة على اللجنة الاولمبية العمانية لأنني اعرف ان موازنتها السنوية لا تكفي أصلا لصناعة رُبع بطل أولمبي ورغم ذلك أقول لهم ماذا تصنعون في الاولمبياد؟! وماذا تخططون للاولمبياد القادم عام ٢٠٢٠ في العاصمة اليابانية طوكيو؟!