مسقط -
قصة مريم والحيوانات بدأت في العام 2011 عندما ساعدتها قطة صغيرة على الخروج من دائرة الحزن التي كانت تمر بها، وبعدها قررت مريم أن ترد الجميل وتبدأ مشوارها بمساعدة الحيوانات والعناية بها ليبلغ عدد ما تهتم به اليوم أكثر من سبعين قطا وكلبا تقدم لها الطعام والرعاية الطبية والمأوى، وتتمنى مريم أن تتمكن من تأسيس جمعية تحتضنها. إنها مريم محمد البلوشي وتفاصيل أكثر عن عملها الأول من نوعه محلياً في الحوار التالي:
كثير من الناس يقتنون حيوانات في منازلهم، لكن لا يُقدم الجميع على اقتناء أكثر من 70 قطا وكلبا فهذا قد يكون عبئا.. حدثينا عما دفعك لذلك؟ وكيف كانت البداية؟
البداية كانت مع نهاية العام 2011 عندما أحضر ابني الأكبر أول قطة إلى المنزل وكانت هذه القطة هي الحيوان الأول الذي أهتم به في حياتي، ولأنني كنت وقتها أمر بظروف قاسية فقد أعطيتها كل محبتي واهتمامي وساعدتني هي الأخرى على الخروج من دائرة الحزن التي كنت عالقة بها وهكذا شيئا فشيئا بدأ الأمر يتطور وتوالدت القطط ووصل عددها إلى 23 قطا وقطة.
كيف تَعزز الدافع لديك لرعاية هذا العدد الكبير منها؟ وكيف اكتسبت المعلومات حول طريقة العناية بها؟
في البداية لم تكن لدي أية معلومات أو معرفة عن عالم الحيوانات فكنت غالبا ما أحاول اكتساب المعلومات عن طريق القراءة، وطبعا كنت ألجأ للعيادة البيطرية مع كل عارض صحي كان يصيب قططي، وهناك رأيت مشاهد كثيرة مؤثرة عما يحدث للحيوانات من تعذيب وإهمال واستغلال، كما رأيت الحيوانات في أسوأ الأوضاع بالمحلات.
فتغيرت رحلتي بالحياة وخاصة أنني ساعدت الكثير من البشر لكني وجدت النكران وعض اليدين منهم، ولذلك اخترت بإرادتي الابتعاد عن الناس وصنعت عالمي الخاص الذي أقوم فيه بإنقاذ الحيوانات والعناية بها.
كم وصل عدد الحيوانات اليوم؟ وما هي احتياجاتها؟
لدي اليوم 70 قطا بين المحلي والشيرازي والسيامي والمهجن و16 كلبا بين المحلي والمهجن والبوميرينين.
العناية بها تبدأ من الرعاية الطبية أولا عند الإنقاذ حيث أصطحبها مباشرة للعيادة للعلاج ولإعطائها الأدوية حتى الشفاء، ثم يأتي دور التطعيم والتعقيم ثم رعايتهم بالبيت من حيث النظافة وتوفير الوجبات المناسبة ومساعدتها على التكيف وكل ما يلزم لذلك.
كيف تجدين الوقت لرعاية هذا العدد الكبير؟ هل تتلقين أية مساعدة؟ وماذا عن العبء المادي؟
رغم أنني أعمل في جهة حكومية إدارية في الفترة الصباحية إلا أن وقتي المتبقي كله لرعايتها سواء لمراجعة العيادات أو رعايتها بالمنزل فمنزلي كله لها وهي موجودة في كل مكان. التكاليف المادية كبيرة جدا فهي تشمل فواتير العيادات البيطرية ومحلات بيع طعام الحيوانات وكان ذلك بمثابة ثقل عظيم على كاهلي، إلا أن العيادة والمحلات يحترمونني كثيرا ويثقون بي ولذلك كنت آخذ احتياجاتي عن طريق السلف، لكن الآن الوضع أصبح جيدا بفضل الله وبفضل بعض أصحاب القلوب الرحيمة ومحبي الحيوانات الذين يتبرعون بما يستطيعون لمساعدتي لتغطية الفواتير.
هل تقبلت عائلتك هذا الأمر؟ وكيف ينظر له محيطك الاجتماعي؟
للأسف لا أجد تقديرا من محيطي سواء من الأهل أو المجتمع. إلا أن التقدير الذي احتاجه كله أجده من محبي الحيوانات ومتابعيَّ عبر الانستجرام، وكذلك يساندني الكثيرون ويقفون معي من دول الخليج.
ما هي رسالتك التي تريدين إرسالها للمجتمع من قيامك بهذا العمل؟
الحيوانات هي كائنات مثلنا لها لغتها وسيدنا سليمان كان يحدثها وهي مثلنا تجوع وتتألم وتمرض، والحيوانات اختبار لإحساننا بها فقد غفر الله لرجل سقى كلبا بخفه، وتوعد امرأة بالنار على موت قطة، وهذا دليل على أن شأن الحيوانات عظيم، وقد ننال غفران ورحمة الله بمعاملتنا الحسنة لها وربما بالعكس طرحنا في النار.
رسالتي للمجتمع أن نعامل الحيوانات برحمة، فالبعض لا يريدها بمنزله ولا يريدها بالحوش، ولا يريدها قرب سيارته، ولا يريدها قرب صندوق الزبالة، فأين ستذهب؟ وكيف ستأكل؟ أسأل هؤلاء: هل الأرض خلقت لنا وحدنا؟ أم أن مخلوقات الله تشاركنا الأرض وخيراتها.! لذلك أقول: ارحم ترحم.