السلع تسجل نتائج ربع سنوية غيــر مسـبوقـة منــذ 6 أعـــوام

مؤشر الثلاثاء ٠٥/يوليو/٢٠١٦ ٠٣:٠٥ ص
السلع تسجل نتائج ربع سنوية غيــر مسـبوقـة منــذ 6 أعـــوام

مسقط -
أكد رئيس قسم استراتيجيات السلع لدى ’ساكسو بنك‘، أولي هانسن، أن كافة فئات السلع باستثناء الحبوب شهدت عودة قوية للطلب عقب تصويت ’البريكست، وقد حظيت المعادن بكافة أصنافها بدعم قوي كنتيجة لهبوط أرباح السندات إلى مستويات غير مسبوقة بسبب المخاوف المتعلّقة بالخطوات الجديدة التي قد تتخذها البنوك المركزية. ولاقى السكر والقهوة دعماً في البرازيل، في حين استقر النفط بعد الهبوط الأولي، وشهد الغاز ارتفاعاً في ضوء تحسّن أسس القطّاع.

وقد سجّل مؤشر ’بلومبيرج‘ للسلع صعوداً بنسبة 13 % خلال الربع الثاني، علماً بأن المواد الخام كانت أقوى أداءً من الأسهم والسندات والدولار. ويعتبر هذا الربع الأفضل منذ العام 2010، ومن شأنه التأكيد على الإقبال المتجدد على السلع بعد سنوات عديدة من المعروض المفرط وانخفاض الأسعار. لذا تمضي الأسواق حالياً نحو استعادة توازنها (ولاسيما على صعيد النفط)، في حين يتجّه المستثمرون إلى المعادن كملاذ آمن من الاضطرابات السوقية ومن المخاوف حيال التضخّم.
وقد لعبت صناديق التحوّط دوراً قوياً في شراء السلع خلال الربع الفائت مع وصول المراهنات الإيجابية إلى قمّة عن عامين، علماً بأن 78 % من هذه المشتريات تركزّت ضمن المواقع طويلة الأمد في خام غرب تكساس وخام برنت، والذهب، وفول الصويا، والسكر.
وتواصل أرباح السندات تراجعها فيما يلهث المستثمرون وراء أي أرباح يمكن تحقيقها، حيث وصلت السندات ذات الأجل الممتد لـ30 عاماً في الولايات المتحدة إلى قاع غير مسبوق، بينما انحدرت سندات الحكومة السويسرية (الممتد أجلها حتى العام 2064) إلى مستويات دون الصفر. وفي الوقت الراهن يقف احتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية قبل شهر مارس المقبل عند أقل من 10 %. وكانت ردة أسواق فعل السلع -ولاسيما المعادن- على هذه التطورات قوية للغاية، فقد ارتفع طلب المستثمرين على الذهب عبر المنتجات المتداولة في البورصة بمقدار يقارب 50 طناً منذ التصويت. وقد وصلت العقود الآجلة للذهب في مؤشرات السلع إلى قمة عن 6 أعوام فيما يتواصل الشراء رغم ما شهدته الفترة التي سبقت التصويت من ارتفاع في الطلب من قبل صناديق التحوّط.
ولاقت السلع الخفيفة دعماً في البرازيل مع وصول أسعارها الحقيقية إلى قمة عن عام كامل، ولكن ما زالت الظروف الجوية تشكل مثاراً للقلق حيال مدى توافر المعروض من السكر والقهوة. وبالمقابل شهدت أسواق الحبوب انخفاضاً في ضوء آخر الأخبار حول الأنشطة الزراعية والمخزونات في الولايات المتحدة، فقد هبط القمح إلى قاع عن تسع سنوات، بينما تعثّرت الذرة بحكم أن محاصيلها كانت أكبر بضعفين مما هو متوقع، لذا خسرت ما نسبته 19 % خلال الأسبوعين الفائتين، وقد أدّت هذه التوقعات الكبيرة حيال المحصول إلى وقوع صناديق التحوّط في حالة من التشوّش بعد أن أقبلت على الشراء بقوة خلال الفترة الأولى من شهر يونيو الفائت، والذي تزامن مع موجة حر شكلت دعماً لهذه الحركة.