غزة خارج الاتفاق الإسرائيلي التركي

الحدث الاثنين ٢٧/يونيو/٢٠١٦ ٢١:٢٥ م
غزة خارج الاتفاق الإسرائيلي التركي

غزة - علاء المشهراوي
قالت النائب في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي أن المفاوضات التي تجري بين تركيا وإسرائيل تقوم بناء على المصالح الاستراتيجية بين الطرفين ودون أي تنسيق مع الفلسطينيين، أصحاب القضية وضحايا الحصار.
وأضافت: "لقد ضحى الشعب الفلسطيني بآلاف الشهداء نتيجة للاحتلال، ونتيجة لمطلبه العادل بالحرية، وحتى النشطاء الأتراك والدوليين والعرب قاموا بما قاموا به نتيجة لايمانهم بحق الفلسطينيين في الحرية وفي الحياة الكريمة وهم ليسوا رهائن للسياسة التركية ومصلحة نظامهم الان بالتعاون والتنسيق مع إسرائيل".
وتابعت الزعبي في بيانها: "مع ذلك، تشير موافقة إسرائيل على دفع تعويضات للاتراك بقيمة 21 مليون دولار، إلى اعتراف إسرائيلي بالجريمة التي ارتكبت ضد سفينة مافي مرمرة، وبضرورة دفع ثمنها، ولو كان بخساً مقابل عشرة شهداء دفعوا حياتهم ثمنا للحصار ولغزة ولصمود أهلها. قبول إسرائيل بهذه الشروط التي كانت قد رفضتها سابقا دليل على كذبها المتواصل، وعلى كذب تقرير تيركل وحجج وحدة القرصنة 13، التي خطفت سفينة من المياه الدولية، وبالهجوم على ركابها".
وقالت الزعبي تبقى غزة والحصار الإجرامي عليها، هي الجريمة الكبرى، وتبقى المهمة الأساسية في ملاحقة مجرمي الخصار ومجرمي الاحتلال ومجرمي التطهير والسلب. وهؤلاء علينا ملاحقتهم حتى المحاكم الدولية، لا أقل.
واكدت انه لا يوجد بهذا الاتفاق أي ذكر للحصار، وبالتالي لا مناص من أسطول بعد أسطول، ومن تحد يتلو تحد، ومن نضال لا يتوانى ولا يتعب، حتى تدفع إسرائيل الثمن وتنهي الحصار.
ووفقا لبنود المصالحة بين إسرائيل وتركيا، فقد وافقت إسرائيل على مطلب لتركيا لإتمام المصالح بدفع 21 مليون دولار لذوي الشهداء الأتراك، والذين قتلوا على متن سفينة مرمرة بيد الجنود الإسرائيليين وللجرحى الأتراك، وسيتم تحويل المبلغ فقط بعد أن يقرر البرلمان التركي قانوناً لغلق جميع الشكاوي الموجهة ضد ضباط الجيش الإسرائيلي.
وقد تراجع الأتراك عن شرطهم برفع الحصار عن قطاع غزة، ولكن إسرائيل وافقت على أن يقوم الأتراك بإدخال ما يريدون من أغراض إنسانية لقطاع غزة عبر ميناء أسدود . و أحد بنود الاتفاق، بأن تركيا إلتزمت بألا تقوم حماس بتنفيذ أي عملية إرهابية أو عسكرية ضد إسرائيل إنطلاقا من الأراضي التركية ، وفي إطار الاتفاق، تم طرح إعادة جثامين الجنود الإسرائيلين هدار غولدن وارون شاؤول واليهودي الأثيوبي منغستوي والبدوي، ولكن وفقا لمسؤول إسرائيلي، فهذه القضية ليست بين إسرائيل وتركيا، بل بين إسرائيل وحماس، ولكن إسرائيل طلبت وحصلت على رسالة سيدعو فيها الرئيس التركي وكالات الأنباء العمل، لإنهاء قضية الجنود الإسرائيلين المفقودين، وهذه الرساله بيد إسرائيل.
وقد وجه الوزير الأسبق جدعون ساعر، انتقادا للاتفاق قائلاً: "إن بنود الاتفاق تعتبر إهانة لإسرائيل ومحل دعوة لإطلاق سفن أخرى لكسر الحصار عن قطاع غزة .
وفي السياق؛ قالت مصادر في الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوجان تحدث هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأبلغه بالتوصل لاتفاق مع إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وجاء هذا الاتصال في الوقت الذي قال فيه مسؤولون كبار من تركيا وإسرائيل إنهم توصلوا لاتفاق لتطبيع العلاقات لإنهاء خلاف وقع في 2010 عندما قتلت البحرية الإسرائيلية عشرة نشطاء أتراك مؤيدين للفلسطينيين في أسطول مساعدات بحري حاول كسر حصار لقطاع غزة.
وقالت المصادر الرئاسية إن عباس أعرب عن ارتياحه لهذه التطورات. ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيل بنيامين نتنياهو في روما ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في أنقرة رسميا عن التوصل لاتفاق في الساعة 1000 بتوقيت جرينتش .
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل التي قدمت اعتذارا بالفعل بشأن حادث سفينة النشطاء مافي مرمرة- كأحد ثلاثة شروط وضعتها أنقرة لعقد اتفاق- وافقت على دفع 21 مليون دولار كتعويض لأهالي القتلى وللمصابين .
ووصف مسؤول تركي كبير الاتفاق بأنه"انتصار دبلوماسي" لتركيا بقبول شروط أنقرة على الرغم من عدم موافقة إسرائيل على رفع الحصار عن غزة وهو أحد شروط التوصل لاتفاق.
وقال المسؤول إنه بموجب الاتفاق ستسلم تركيا مساعدات إنسانية ومنتجات أخرى غير عسكرية لغزة وستقوم بتنفيذ مشروعات للبنية التحتية مثل إقامة مبان سكنية ومستشفى. كما سيتم أيضا اتخاذ خطوات لمعالجة أزمة المياه والكهرباء في غزة.