التخطيط الشرائي يرتب الأولويات ويخفف من الضغط

مؤشر الثلاثاء ١٤/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٤٧ م
التخطيط الشرائي يرتب الأولويات ويخفف من الضغط

مسقط -
يواجه عدد كبير من الأسر مشكلة عدم القدرة على توفير المستلزمات الأساسية لشهر رمضان وعيد الفطر، إذ يتطلب الأمر توفر سيولة مالية كافية لتغطية متطلبات الأسرة الغذائية للشهر الفضيل أو الكماليات ومستلزمات العيد. غير أن التخطيط الشرائي يعتبر أحد أهم الأركان التي ينبغي للمستهلك سلوكها لأنه يرتب أولوياته في موسم المناسبات ويخفف الضغط النفسي على رب الأسرة.

لذلك فإن التخطيط الشرائي للأسرة مهم للحفاظ على الميزانية في مواجهة هذه المناسبات المتتالية، والتخطيط السليم والادخار وسيلتان مهمتان لتوفير المال لمثل هذه الأوقات التي ربما تعتبر من أكثر الفترات التي يرتفع فيها معدل إنفاق الأسر.

الشراء غير المخطط

وتقول أستاذ مساعد في قسم التسويق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس د. مها بنت خميس البلوشية «إن التخطيط رأس هرم الحياة، والتسوق جزء منه يرتبط بالتخطيط، ورغم أنه من الشائع في العالم كله أن معظم مشترياتنا تكون نتيجة عدم التخطيط بسبب تأثير البيئة والصحبة والعروض التسويقية، فهذا لا يعني أن الشخص يضغط على نفسه فوق طاقته ويشتري ما يتجاوز ميزانيته، والشراء غير المخطط يكون ناتجا من وجود دخل تقديري أو ما نسميه discretionary income لدى الشخص» وتشرح بأن «الدخل التقديري هو ما يتبقى لدى رب الأسرة والقائمة عليها بعد ما يتم دفع المستلزمات الضرورية من الفواتير والأقساط وغيرها لذلك فهذا الدخل يختلف من شخص إلى آخر، وهذا هو السبب في انخراط الناس وراء التسوق غير المخطط»، بمعنى آخر: «كلما زاد هذا الدخل لدى الشخص كلما زاد استهلاكه الشرائي والتسوق بالرغم أنه من المفروض أن يخصص جزءاً كبيراً منه للادخار» وتتابع:»لكن للأسف أن التوجه العالمي لدى المستهلك نحو الاستهلاك الشرائي المستمر، وطبعاً اليوم فـي ظل وجـــود العــروض الرمضانية ينخـــرط معظم المستهلكين في الشراء بحجة التسوق للعيد».
وأشارت البلوشية إلى أن «هذا السلوك قد يؤثر على ميزانية المستهلك لأن حوافز التسوق كثيرة، ويؤدي ذلك إلى إنفاق المستهلك أكثر مما يحتاجه «وهذا هو التوجه والمتعارف عليه أيضاً عالمياً لأن معظم مشترياتنا غير ملحة وغير ضرورية إلا ما ندر»، وطبعاً هناك حلان لهذا التوجه الشرائي وهو إما أن الشخص يخطط بشهور قبل رمضان بأن يدخر مبلغاً معيناً من الدخل المتوقع من كل شهر لمستلزمات العيد الضرورية ويستخدمها في فترة التسوق في رمضان، أو أن يخطط لشراء هذه المستلزمات كل شهر بكمية معينة حتى عندما يصل إلى شهر رمضان يكون قد تجاوز الأعباء المالية التي قد يواجهها خلال هذا الشهر، وكلا الخيارين يصب في مسألة التخطيط الشرائي المسبق وهذا ما يفعله المستهلك الحكيم والذكي.

المبالغة في الشراء

وقالت د.مها البلوشية: «إن العديد من المستهلكين يبالغون في شراء المستلزمات الغذائية لشهر رمضان، ويتبضعون ما يتجاوز حاجتهم الغذائية بسبب حماسهم للتجمعات الرمضانية والإسراف في هذه التجمعات، وهذا سلوكٌ يزيد من كاهل المصروفات على المستهلك في هذا الشهر خاصة أن معظم المستهلكين يتجهزون لشراء مستلزمات العيد، لذلك فإن الحلول التي ذكرتها آنفاً تساعد في تخفيف العبء على المستهلك.. مؤكدة أن قائمة الشراء من أهم الحلول لتفادي الضغوط المادية والتخطيط للمصروفات والالتزام بهذه القائمة يصب في مسألة التخطيط الشرائي، وهذا طبعاً يعتمد على المستهلك نفسه، فالمستهلك الحكيم يلتزم بالقائمة الشرائية لأن ذلك يساهم في ترتيب أولوياته وأموره المادية ونصيحتي الأخيرة بأن يجعل المستهلك التخطيط الشرائي جزءاً من حياته لأنه يساهم في ترتيب أولوياته المادية ويخفف من الضغط النفسي».

التخطيط والإدخار

وقال حاتم بن يحيى الذخري: «إن التخطيط الشرائي يقوم على الادخار وهذه الثقافة ربما لا تجدها كثيراً في المجتمع نظراً لعدم إيمان البعض بأهميتها في حماية ميزانيته خلال موسم المناسبات المتتالية أو أن الإغراءات قبل دخول شهر رمضان وبعده تجعل المستهلك يقبل على الشراء العشوائي وغير المدروس والمخطط الذي ربما يوقعه في غياهب الاستدانة التي بدورها تؤثر نفسياً على معيل الأسرة، مؤكداً أن التسوق اليوم أصبح ثقافة وليس سلوكاً ولذا المستهلك عليه النهل من هذه الثقافة والأخذ بأهمية الالتزام بالقائمة ومقارنة الأسعار وقراءات بيانات المنتج وغيرها من أصول التسوق الذكي الذي يساهم في إثراء المجتمع استهلاكيا».

وأشار مازن بن يعقوب الحبسي إلى أن «موسم المناسبات تبدأ مع حلول شهر رمضان الفضيل، والأسرة المنظمة هي التي تخطط بشكل جيد لمواجهة كل الظروف المالية والالتزامات في هذه المواسم» مؤكداً أن «للمرأة دوراً مهماً في تدبير شؤون الأسرة مستلزمات البيت مع رب الأسرة بما يتناسب مع دخله الشهري، ويمكن للمستهلك توفير مستلزمات أسرته قبل حلول عيد الفطر وشهر رمضان لأن الأسعار قد تكون أقل في موسم التخفيضات التي تسبق الشهر الفضيل».

وقال عبد العزيز بن مال الله الوهيبي «ينبغي على الأسر التعامل مع هذه المواسم بتوزان وحكمة، إلى جانب الابتعاد عن الإسراف والتبذير، والتخطيط قبل استقبال شهر رمضان يقي رب الأسرة الضغوط النفسية التي يتعرض لها في مثل هذه الأيام. ويجب على أفراد الأسرة تحمل جزء من المسؤولية في التعاون والتخطيط مع رب الأسرة للخروج من موسم المناسبات بدون أضرار وتحقيق الرضا التام في الشراء الذي يناسب ميزانية الأسرة ولا يتجاوزها.