في ثاني أيام اليورو مواجهـــة ثأريــــة بيـــن منتخــــب الأسود الثلاثة والدب الروسي

الجماهير السبت ١١/يونيو/٢٠١٦ ٠١:٥٠ ص
في ثاني أيام اليورو

مواجهـــة ثأريــــة بيـــن منتخــــب الأسود الثلاثة والدب الروسي

مرسيليا - أ ف ب

تتجه الأنظار اليوم السبت إلى «ستاد فيلودروم» في مرسيليا الذي يحتضن مواجهة ثأرية للانجليز ضد الروس في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لنهائيات كأس أوروبا التي تحتضنها فرنسا حتى العاشر من يوليو المقبل.

ويسعى كل من الطرفين إلى تحقيق بداية مثالية لمشوارهما القاري الذي تعثر بالنسبة للانجليز العام 2008 عندما فشلوا حتى في الوصول إلى النهائيات بسبب الخسارة التي منيوا بها في موسكو في 17 أكتوبر 2007 بنتيجة 1-2 في آخر لقاء بين الفريقين. ويأمل المنتخب الانجليزي بقيادة مدربه روي هودجسون تجنب سيناريو مونديال جنوب افريقيا 2014 عندما سقط في مباراته الاولى أمام ايطاليا ثم خسر الثانية أمام الاوروجواي وودع النهائيات من الباب الصغير.

ويبحث منتخب «الأسود الثلاثة» عن الاحتفال بالذكرى الخمسين لتتويجه الأول والأخير (مونديال 1966 على ارضه) بافضل طريقة وتجنب مشاركة هامشية أخرى في البطولة القارية التي تبقى افضل نتيجة له فيها حلوله ثالثا العام 1968 ووصوله إلى دور الاربعة العام 1996 على ارضه. ويدرك المنتخب الانجليزي ان المباراة الاولى أمام روسيا ستكون مفصلية في مشاركته القارية التاسعة وهذا ما شدد عليه حارس مانشستر سيتي جو هارت الذي رأى بأن الفوز «بأهم مباراة» سيكون مصيريا إذا ما أراد الفريق مواجهة سلوفاكيا وجارته ويلز بثقة عالية في مباراتيه الأخريين في المجموعة.
وأضاف هارت: «مباراة السبت هي الأهم ثم ستبحث بعدها عن تحديد سير المجموعة، وتسعى للفوز بكل مباراة تليها ورؤية أين ستؤول بك الأمور».
وشدد هارت على ضرورة ان يقاتل الفريق في الناحيتين الهجومية والدفاعية من اجل تجنب سيناريو مونديال 2014، متحدثا عن ان خسارة المباراة الاولى قبل عامين ضد ايطاليا كانت حاسمة في تحديد مصير بلاده المرشحة على الورق أقله لتخطي روسيا التي لم يسبق لها ان تجاوزت دور المجموعات في كأسي العالم وأوروبا سوى مرة واحدة منذ انحلال عقد الاتحاد السوفييتي وكان ذلك العام 2008 في النهائيات القارية حين واصلت مشوارها حتى نصف النهائي.

راشفورد يقود الجيل الواعد

وتخوض انجلترا نهائيات فرنسا 2016 بأدنى معدل اعمار في البطولة (25,8 سنة)، كما انه ادنى معدل اعمار لانجلترا في بطولة كبرى منذ مونديال 1958 وذلك بعدما وضع هودجسون ثقته بلاعبين واعدين مثل المهاجم ماركوس راشفورد (18 عاما) وزميله في مانشستر يونايتد قلب الدفاع كريس سمولينج (25) وظهير توتنهام كايل ووكر (26).

ويأتي الاعتماد على راشفورد بعد ان نجح في الوصول الى الشباك بعد 3 دقائق فقط على انطلاق مباراته الدولية الاولى مع «الاسود الثلاثة» وكانت ودية ضد استراليا (2-1). ويبدو ان كل شيء يسير بسرعة عالية بالنسبة لراشفورد، هذا الشاب الذي ما زال يعيش مع والدته ميل والذي اصبح اصغر لاعب يسجل في مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الانجليزي عن 18 عاما و208 أيام، متفوقا على تومي لاوتون الذي كان منذ 1938 اصغر لاعب يسجل في مباراة الاولى مع «الاسود الثلاثة» وكانت ضد ويلز (2-4).

«تساءلت عما اذا كان جاهزا للعب على المستوى الدولي. لقد اعطانا الجواب بـ(نعم) مدوية»، هذا ما قاله هودجسون عن لاعب مانشستر يونايتد الشاب.

ومن المؤكد ان المشاركة في كأس اوروبا ستكون اعترافا بموهبة هذا اللاعب الشاب الذي سجل 8 اهداف في 18 مباراة خاضها مع يونايتد وذلك رغم انه استهل مشواره مع الفريق الاول في فبراير الفائت. ومن المتوقع ألا يبدأ راشفورد مباراة السبت ضد روسيا بل هناك توجه للاعتماد على هدافي الدوري نجمي ليستر سيتي البطل جايمي فاردي وتوتنهام هاري كاين كرأسي حربة فيما سيلعب القائد روني خلفهما، وذلك بحسب التشكيلة التي كشف عنها بالخطأ مساعد المدرب راي ليوينجتون.

المعسكر الروسي

ويأمل الإنجليز المحافظة على سجلهم القاري المميز في الاعوام الاخيرة اذ انهم لم يعرفوا طعم الهزيمة في الوقتين الاصلي والاضافي في مبارياتهم الـ22 الاخيرة، وتحديدا منذ خسارتهم المكلفة جدا أمام كرواتيا 2-3 ضمن التصفيات في نوفمبر 2007، لكنهم خسروا بركلات الترجيح ضد ايطاليا في ربع نهائي 2012.
وفاز فريق هودجسون بجميع مبارياته العشر في تصفيات فرنسا 2016، واصبح سادس منتخب فقط يحقق هذا الانجاز بعد مضيفة النسخة الحالية (1992 و2004) وتشيكيا (2000) والمانيا واسبانيا (كلاهما في تصفيات 2012).
ومن المؤكد ان مهمة الانجليز لن تكون سهلة ضد فريق روسي يريد إثبات نفسه قبل استضافته لنهائيات مونديال 2018.
وبعد اعتماده على المدرسة الاجنبية، قرر الاتحاد المحلي ان يوكل مهمة تدريب المنتخب الوطني إلى ليونيد سلوتسكي احد ابرز المدربين المحليين والذي اضطر إلى ايقاف مسيرته كحارس مرمى في سن التاسعة عشرة لإصابة في ركبته عندما حاول إنقاذ قط عالق على شجرة.
واستلم سلوتسكي تدريب المنتخب خلفا للايطالي فابيو كابيلو في منتصف التصفيات وحقق بإشرافه أربعة انتصارات متتالية بعدها مباشرة لينتزع مقعده في العرس القاري.
يستطيع سلوتسكي الاعتماد على مهاجم زينيت سان بطرسبورج ارتيم دزيوبا الذي تألق بشكل لافت هذا الموسم ومحليا وفي مسابقة دوري ابطال اوروبا وكان هداف منتخب بلاده في التصفيات برصيد 8 اهداف.
وقد حذر سمولينج من دزيوبا، الفارع الطول (1,96 م)، قائلا: «على قلبي الدفاع اللعب بقوة بدنية عالية واندفاع ضده. نحن كمدافعين في الدوري الممتاز اعتدنا على مواجهة مهاجمين أقوياء البنية وعلى التعامل مع تحديات مماثلة، وهذا امر استمتع به كقلب دفاع».
ويخوض دزيوبا أول بطولة كبرى له وهو تحدث عن المسألة قائلا: «عانيت كثيرا بسبب غيابي عن كأس اوروبا 2012 وعن مونديال البرازيل بعدها بسنتين، لكنني في كامل جهوزيتي الآن وأريد أن اساعد فريقي على الذهاب بعيدا في البطولة».
واضاف «اريد ان اثبت نفسي بأني من مهاجمي النخبة في اوروبا».
وتابع «المجموعة التي وقعنا فيها ليست الاصعب لكنها ليست الاسهل ايضا. سنواجه الاسلوب البريطاني المتمثل بمنتخبي انجلترا وويلز في حين نعرف جيدا اسلوب لعب سلوفاكيا».
واوضح «نكن الاحترام لجميع المنتخبات لكننا لا نخشى مواجهة أي منها».