الأزمة الإنسانية في اليمن مستمرة

الحدث الأربعاء ٠٨/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:١٦ م
الأزمة الإنسانية في اليمن مستمرة

عدن – ابراهيم مجاهد – وكالات

قال تقرير برنامج الغذاء العالمي يوم امس الثلاثاء، بأن الأزمة الإنسانية اليمنية في استمرار مضطرد بسبب الحرب القائمة منذ أكثر من عام ونصف.
وبحسب شبكة الإنذار المبكر التي يشرف عليها برنامج الأغذية العالمي، أن الحرب تجعل معظم الجهود عاجزة عن تلبية الاحتياجات الكبيرة، كما تنبئ باستمرار تفاقم الأزمة الإنسانية خاصة الغذائية منها وسط التوقعات بغزو أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي، واستمرار تدهور الوضع الاقتصادي.
وأوضح التقرير بأن الصراع "يقف مانعاً أمام حسر أسراب الجراد التي تؤثر كثيراً على الإنتاج الزراعي، الذي يشكل 5 بالمائة فقط من نسبة الاستهلاك الغذائي في البلاد.
وقال إن نسبة هطول الأمطار التراكمية في اليمن خلال الشهور السابقة من العام الجاري، بلغت أقل من المتوسط، مع حدوث فيضانات في بعض المحافظات.

أسراب الجراد
ولفت التقرير إلى تشكل أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي في منطقة واحدة على الساحل الجنوبي لليمن خلال النصف الأول من شهر إبريل/نيسان الماضي، "وبسبب جفاف النبات هناك، انتقل الجراد إلى المناطق الداخلية حيث هطلت أمطار غزيرة في منطقة الجوف، ومأرب، وحضرموت، وشبوة والمهرة ليزداد تأثر الإنتاج الغذائي في هذه المناطق بما في ذلك منطقة مأرب الهامة زراعياً.
وساهم انعدام الأمن في عرقلة جهود فرق المسح والرش والسيطرة على تكاثر وانتشار الجراد في المناطق المذكورة. ولا يزال هناك خطر كبير بتزايد أعداد الجراد الصحراوي قريباً إذ من المرجح أن يهاجم الجراد المحاصيل ويهدد الأمن الغذائي في البلاد، ويمكن أن ينتقل أيضا إلى بلدان أخرى مجاورة بحسب التقرير.
ويذكر التقرير أن محصول الحبوب العام الماضي كان أقل من المتوسط، وقدر بنحو 653 ألف طن، منها 300 ألف طن ذرة و165 ألف طن قمح. وعلاوة على انخفاض نسبة الإنتاج الزراعي خلال العام الفائت، كانت مساحة الأرض المزروعة أقل أيضاً. وحذّر من استمرار انخفاض الإنتاج المحلي، مشيراً إلى استيراد البلاد نحو 2.8 مليون طن سنوياً مقابل 200 ألف طن من الإنتاج المحلي من القمح خلال السنوات الخمس الماضية.
وقدّر التقرير متطلبات استيراد الحبوب العام الجاري 2016 بنحو 4.1 ملايين طن، بما في ذلك ثلاثة ملايين طن من القمح، و 700 ألف طن من الذرة و 420 طنا من الأرز، وتم حتى أبريل/ نيسان الماضي استيراد نحو 1.7 مليون طن من المواد الغذائية.

الأسعار في تزايد مستمر..

وتتلقى واردات الغذاء ضغوطات خطيرة بسبب استمرار الصراع وارتباك شبكة النقل وقلة المعروض في السوق، وبالتالي يؤثر كل ذلك على أسعار كل المواد الغذائية المستوردة والسلع المنتجة محليا.
وأكد التقرير أن أسعار المواد الغذائية لن تتوقف عن الارتفاع على الرغم من مستويات الأسعار المنخفضة السائدة في السوق العالمية بسبب استمرار التدهور الاقتصادي للبلاد والانخفاض المستمر للريال اليمني في السوق السوداء، ما يسبب زيادة في معدلات التضخم التي تقدر حاليا بأكثر من 30 بالمائة سنوياً.
ومن المتوقع أن يستمر انخفاض القوة الشرائية لعدد كبير من السكان. وعلاوة على ذلك، فإن الإعانات التي تقدمها برامج الرعاية الاجتماعية وشبكة الأمان لملايين الأسر الفقيرة متوقفة.

سلامة المدنيين
من جانبه أشاد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بقرار الأمم المتحدة بحذف اسم دول تحالف دعم الشرعية في اليمن من القائمة المرفقة بتقرير الأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات العسكرية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) في ساعة مبكرة من صباح امس الأربعاء عنه القول إنه يأمل مستقبلا "في التحقق من دقة المعلومات قبل نشرها"، مؤكدا في الوقت ذاته على حرص التحالف على إحلال الأمن والاستقرار في اليمن، ومحاربة التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم القاعدة، مع حرصه على سلامة المدنيين بمن فيهم الأطفال.
وأوضح أن دول التحالف في مقدمة الدول المساهمة في أعمال الاغاثة الإنسانية داخل اليمن للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
من جانبه اعتبر عثمان مجلي وزير الدولة اليمني لشؤون مجلسي النواب والشورى، عضو وفد الحكومة اليمنية في مشاورات السلام، دور الأمم المتحدة فيما يتعلق بمشاورات السلام التي تجري برعايتها "ضبابيا".
وكشف امس الأربعاء عن تقدم فيما يتعلق بملف المعتقلين والأسرى، خصوصا الأطفال الذين جندتهم "القوى الانقلابية"، مؤكدا أن الحكومة لا تنظر لهم على أساس أنهم أسرى، بل تعمل على توفير دور إيواء لهم وتبذل جهودا لإعادة تأهيلهم، منوها في السياق ذاته إلى مخاوف تساور الحكومة من معاودة الميليشيات الضغط على الأطفال مجددا لتعيدهم إلى ميدان القتال.
وأوضح مجلي أن الأمم المتحدة لم تحدد سقفا زمنيا لمشاورات السلام بالكويت، لافتا إلى أن قيادات "القوى الانقلابية" لا تمتلك وحدها تنفيذ القرارات الأممية وإنما هي على تواصل مستمر حتى الآن مع مرجعياتها في إيران ولبنان.
وقال عضو وفد المفاوضات عن الحكومة الشرعية، إن الحكومة زودت المبعوث الأممي بأسماء الأفراد الذين اعتقلتهم "القوى الانقلابية"، مشيرا إلى أن وفد الحكومة بذل كل ما بوسعه من أجل الشعب اليمني، وعدم إفشال مشاورات السلام، مشددا على أن التصعيد العسكري الأخير بتعز هو محاولة لنسف أي حل سياسي.

قتلى
ميدانيا لقى 8 يمنيين مصرعهم من بينهم 5 من أسرة واحدة فى حى مستشفى الثورة وسط مدينة تعز جنوب غربى البلاد فى الساعات الأولى من يوم امس الاول .
وأوضح المجلس العسكرى بتعز أن مليشيات الحوثيين وصالح استمرت فى قصف الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص من أسرة واحدة، بالإضافة إلى مقتل 3 آخرين مساء أمس الاول وإصابة 8 آخرين ليرتفع عدد القتلى المدنيين إلى 8 أشخاص فى اليوم الثانى من شهر رمضان.
وذكر المركز الإعلامى للمجلس أن المليشيات واصلت قصفها على مواقع قوات الجيش والمقاومة المؤيدة له فى جبهات القتال بالمدينة، مما أسفر عن إصابة 29 من القوات. . كما احترق مصنع للاسفنج فى منطقة بير باشا بسبب القصف. وأضاف " أن الاشتباكات بين الجانبين ازدادت حدتها فى معظم جبهات القتال ودارت مواجهات عنيفة فى حى الزنوج شمال تعز وذلك إثر هجوم شنته قوات الجيش ردا على قصف الأحياء السكنية".
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد قالت في وقت سابق إن هجوما صاروخيا على سوق مزدحمة الأسبوع الماضى فى تعز ثالث أكبر المدن باليمن أدى إلى مقتل 12 مدنيا على الأقل وإصابة 122 آخرين وهو رقم أعلى بكثير مما أعلن فى السابق. وأدت الحرب الدائرة منذ أكثر من 14 شهرا بين الحوثيين وأنصار الرئيس المدعوم دوليا عبد ربه منصور هادى إلى تدمير تعز التى تبعد نحو 300 كيلومتر جنوبى العاصمة صنعاء.
وقال مسعفون فى تعز يوم الجمعة إن الصاروخ الذى أطلقته فى ذلك اليوم قوات الحوثى أو القوات المتحالفة معها قتل ستة مدنيين على الأقل وأصاب 18 آخرين.
وقال وزير حقوق الإنسان فى حكومة هادى إن عدد القتلى تسعة والمصابين 26. لكن منظمة أطباء بلا حدود قالت الاثنين إن المستشفيات التى تدعمها "استقبلت 122 مصابا أغلبهم مدنيون" فى حين أعلنت وفاة 12 آخرين لدى وصولهم إلى المستشفى. وقالت المنظمة أيضا إن صاروخين قتلا اليوم الاثنين أما وأصاب أبناءها الثلاثة بجروح. وأضافت أن الأب لا يزال مفقودا. ولم تشر منظمة أطباء بلا حدود بالاسم إلى أى طرف فى تحديد المسؤولية عن العنف لكنها قالت إن مثل هذه الحوادث تبين التأثير المدمر للحرب على المدنيين.