تقرير اخباري السوريون وحدهم ضحايا يدفعون ثمن استمرار فشل اليات المجتمع الدولي

الحدث الأربعاء ٠٨/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:١٥ م
تقرير اخباري 
السوريون وحدهم  ضحايا يدفعون ثمن استمرار فشل اليات المجتمع الدولي

نيويورك - ش

حذر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة من وفاة أطفال يعانون سوء التغذية فى مدينة داريا السورية، ونقلت قناة الحرة الأمريكية امس "الأربعاء" عن دوجاريك قوله "إن الأمم المتحدة لا تزال تنتظر موافقة الحكومة السورية على إدخال مساعدات غذائية إلى بلدة داريا المحاصرة". وأوضح أن دمشق سمحت بتسليم مساعدات طبية وإمدادات مدرسية وحليب الأطفال إلى مناطق دوما وداريا والمعضمية خلال يونيو الجارى دون السماح بدخول مساعدات غذائية. وقد سمحت الحكومة السورية بوصول أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة إلى داريا منذ أواخر عام 2012 وذلك تحت ضغوط من روسيا ودول أخرى من المجموعة الدولية لدعم سوريا.
وكان مسئولون بالأمم المتحدة قد اكدوا في وقت سابق أن المنظمة الدولية، ما زالت بانتظار موافقة الحكومة السورية على دخول قافلة مساعدات إلى بلدة داريا المحاصرة، وإنها طلبت الموافقة على إرسال المساعدات جوا إلى أربعة مواقع إذا كانت الطرق البرية غير متاحة.
وقالت الأمم المتحدة إن أطفالا يعانون سوء التغذية فى داريا سيموتون دون مساعدة خارجية وهو ما نفته مستشارة للرئيس السورى بشار الأسد الأسبوع الماضى.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "أحمد فوزى" فى مؤتمر صحفى فى جنيف "منع المساعدات قضية سياسية"، مضيفا تبعد داريا 12 كيلومترا عن دمشق وبالتالى فإن التنفيذ ممكن لكننا بحاجة إلى موافقة سياسية من الحكومة. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين فى نيويورك إن داريا واحدة من أربع مناطق قدمت الأمم المتحدة لوزارة الخارجية السورية بشأنها يوم الأحد خطة بديلة لنقل الغذاء إليها عبر جسر جوى إذا لم تتم الموافقة على الوصول إليها برا. وأضاف أن المنظمة الدولية بانتظار موافقة الحكومة. وقال دوجاريك الطلب المكتوب تضمن خطة لجسور جوية، وليس عمليات إسقاط جوى، كملاذ أخير إلى داريا ودوما، والمعضمية فى ريف محافظة دمشق، والواعر فى محافظة حمص." ولم تسمح دمشق حتى الآن سوى بتسليم مساعدات طبية وإمدادات مدرسية، وحليب الأطفال إلى دوما وداريا، والمعضمية خلال يونيو دون السماح بدخول مساعدات غذائية. يذكر ان منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت قد اكدت في مارس الفائت أن الصراع الدائر في سوريا خلف 2.4 مليون طفل لاجئ وقتل الكثيرين وأدى إلى تجنيد أطفال للقتال، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 7 سنوات منذ 2011.
وقالت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان "لا مكان للأطفال" إن أكثر من 8 ملايين طفل في سوريا والدول المجاورة يحتاجون لمساعدات إنسانية، بينما تعاني خطة الاستجابة الدولية لأزمة سوريا من نقص مزمن في التمويل.
وتابعت أن الأطراف المتحاربة تجند الأطفال الصغار الذين لا تزيد أعمار بعضهم على 7 أعوام، مؤكدة أن التحقيقات أثبتت أن الأطفال الذين جندوا في 2015 تقل أعمارهم عن 15 عاما.
إلى ذلك ولد أكثر من 151 ألف طفل سوري خارج البلد، في أماكن لجأ السوريون إليها. بينهم نحو 70 ألف طفل لاجئ ولدوا في لبنان وحده. وهناك نحو 2.8 مليون طفل سوري في سوريا والدول المجاورة لم يلتحقوا بالمدارس. وتقول منظمات الإغاثة إن عشرات المدارس والمستشفيات هوجمت في 2015.
وأضاف التقرير "زاد عدد المحاصرين أو المقيمين في أماكن يصعب الوصول إليها إلى مثلي ما كان عليه في عام 2013. وأكثر من مليونين من الذين لا تصلهم المساعدات هم من الأطفال، منهم أكثر من 200 ألف في مناطق محاصرة".
وكما ذكرت الأمم المتحدة فأن أكثر من 450 ألف شخص تحت الحصار في سوريا، وتم الإبلاغ عن حالات موت جوعا هذا العام في مناطق تحاصرها قوات الحكومة والقوات المتحالفة معها قرب دمشق، وفي مناطق يحاصرها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد.
وقالت يونيسيف إن 400 طفل قتلوا في عام 2015 وحده. وأفاد تقرير منفصل صدر يوم الجمعة أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن 50 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ أبريل/نيسان 2014.

على صعيد التحركات الدولية أعلن مكتب العلاقات العامة في وزارة الدفاع الايرانية أن وزراء دفاع إيران وروسيا وسورية يجتمعون اليوم في طهران لبحث الوضع السوري وقضية مكافحة الارهاب، طبقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للانباء امس الاربعاء.
وقال مكتب العلاقات العامة "يجتمع اليوم وزراء دفاع إيران وروسيا وسورية في مبنى الوزارة بطهران وسيناقش الاطراف التطورات في سورية وموضوع التهدئة فيها وسبل مكافحة الارهاب كما سيتم تقييم العمليات التي تخاض في سورية لمكافحة الارهاب وضرب المجموعات الارهابية".
وأضاف المكتب أن "هذا الاجتماع يأتي بدعوة وجهها وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان لنظيريه الروسي الجنرال سيرجي شويجو والسوري العماد فهد جاسم الفريج وسيتخلل الاجتماع بحث فرص الحل السياسي تزامنا مع ضرب بؤر الارهاب في سورية".
تجدر الإشارة إلى أن إيران وروسيا تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد وتشاركان بصورة مباشرة في المعارك ضد تنظيم داعش.