د. خديجة عرفة: مراكز الفكر تمثل قضايا الجنوب العالمي وتلعب دورا أساسيا في التنبؤ بالأزمات

مزاج الأربعاء ٠١/أكتوبر/٢٠٢٥ ١٧:٠٧ م
د. خديجة عرفة: مراكز الفكر تمثل قضايا الجنوب العالمي وتلعب دورا أساسيا في التنبؤ بالأزمات

يوننان - خالد عرابي

أكدت الدكتورة خديجة عرفه محمد، رئيس الإدارة المركزية للتواصل المجتمعي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار - مجلس الوزراء المصري، أن مراكز الفكر تلعب دورًا أساسيًا في صياغة السياسات العامة من خلال تقديم معلومات دقيقة، وتطبيق مناهج علمية لإعداد تحليلات معمقة، ولذا يمكن أن يكون لها دور كبير تعزيز سبل التعاون بين دول الجنوب العالمي وتمثيل قضاياه.. جاء ذلك خلال كلمتها ضمن أعمال "منتدى الجنوب العالمي للذكاء الاصطناعي والإعلام" الذي نظمته مؤخرا وكالة أنباء شينخوا الصينية، واختتمت فعالياته بمدينة كونمينغ، حاضرة مقاطعة يونان بجنوب غربي الصين.

فب البداية قالت: أود بدايةً أن أعرب عن خالص امتناني لوكالة أنباء شينخوا، واللجنة الإقليمية للحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة يونان، وحكومة مقاطعة يونان، على دعوتهم الكريمة للمشاركة في هذا الحدث، وعلى اختيارهم لموضوع بالغ الأهمية والتوقيت لمنتدى هذا العام. يأتي ذلك في وقت يواجه فيه الجنوب العالمي تحديات متزايدة التعقيد والتداخل، حيث يمكن لمراكز الفكر أن تؤدي دورًا محوريًا من خلال التعاون المشترك في التصدي لها.

وأكدت الدكتورة خديجة عرفة في ورقتها التي طرحتها تحت عنوان: " دور مراكز الفكر في تمثيل قضايا الجنوب العالمي: توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي" أكدت على أن مراكز الفكر تلعب اليوم دورًا أساسيًا في صياغة السياسات العامة من خلال تقديم معلومات دقيقة، وتطبيق مناهج علمية لإعداد تحليلات معمقة، وتطوير أنظمة للإنذار المبكر وأدوات للتنبؤ بالأزمات، إضافة إلى توفير رؤى حول ديناميكيات العلاقات الدولية وتبعاتها. وقد ازدادت أهمية هذه الوظائف في ظل حالة عدم اليقين المتنامية التي يشهدها العالم، مما يبرز الحاجة المتزايدة لدور مراكز الفكر في توجيه عملية صنع القرار.

وأضافت: تقليديًا، ركزت مراكز الفكر على إعداد البحوث والدراسات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والتكنولوجية. وأسهمت أعمالها في تعزيز عملية اتخاذ القرار من خلال طرح بدائل سياسية متعددة، وتقييم التكاليف والفوائد لكل خيار، واقتراح المسارات الممكنة. ومؤخرًا، توسع دور مراكز الفكر ليشمل تعزيز قنوات الاتصال الحكومية، حيث فتحت مجالات جديدة للتواصل بين الحكومات ومختلف الأطراف المعنية – بما في ذلك المواطنون – مما يساعد على ترسيخ الثقة، وردم الفجوة بين السياسات العامة والجمهور، ودعم عمليات صنع القرار في أوقات عدم الاستقرار.

وأردفت قائلة: برز الذكاء الاصطناعي كأداة قوية تدعم دور مراكز الفكر في مواجهة التحديات المعاصرة. فمن خلال استغلال كميات هائلة من البيانات، يتيح الذكاء الاصطناعي تحسين التنبؤ بالمسارات المستقبلية، الأمر الذي يعزز قدرة الحكومات على اتخاذ قرارات أكثر فاعلية. وأضافت: ونظرًا للتحديات المشتركة التي تواجه دول الجنوب العالمي، يمكن لمراكز الفكر - عبر توطيد التعاون فيما بينها - أن تقدم رؤى وحلولًا قيّمة للمشكلات المشتركة، وتساهم في صياغة سياسات عامة عالمية أكثر عدالة، وتضمن تثبيت قضايا الجنوب العالمي على الأجندة الدولية.

وأوضحت د. خديجة قائلة: وفي هذا السياق، يمكن النظر في عدد من مسارات التعاون الرئيسة لمراكز الفكر في الجنوب العالمي، ومنها: - تطوير مشروعات مشتركة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المشتركة، من خلال الاستفادة من الخبرات المتبادلة لدعم صانعي القرار.

- بناء شبكات تعاونية بين مراكز الفكر في الجنوب العالمي لمعالجة القضايا المشتركة، وتبادل المعرفة، وتنفيذ بحوث مشتركة تنتج حلولًا عملية.

- التأثير في السياسات العامة العالمية من خلال ضمان تمثيل قضايا وأولويات الجنوب العالمي على الأجندة الدولية، بما يعزز صوته الجماعي ويحد من التهميش العالمي.

- الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاتصال الحكومي عبر إنشاء منصات رقمية مشتركة تمكّن مراكز الفكر من الانخراط في حوارات متعددة الاتجاهات وبناء روابط أوثق بين شعوب الجنوب العالمي.

وفي الختام، أود أن أجدد شكري للقائمين على تنظيم هذا الحدث المهم. ولا شك أن هذه النقاشات المثمرة ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين دول الجنوب العالمي، بما يعزز تقارب الرؤى وتلاقي الطموحات، ويمهد الطريق لشراكات مستدامة في مواجهة القضايا ذات الاهتمام المشترك.